هبت عاصفة شديدة على أشجار حيوان ( الكوالا ) فهدمت بيوتهم وفرقت جموعهم وقذفت بهم فى كل مكان .
وبعد فترة هدأت العاصفة ووجدت الأم كوكى نفسها معلقة على فرع شجرة فاستجمعت قواها وتحاملت على نفسها وأخذت تنتقل من فرع لآخر بصعوبة شديدة وتنظر يميناً ويساراً فى قلق وحيرة لعلها تجد أسرتها وفجأة سمعت بكاءً وأنيناً ضعيفاً فتوجهت ناحيته فوجدت قرداً صغيراً يكاد يموت من شدة الخوف والتعب فاحتضنته بين زراعيها ثم ضمته إلى صدرها فى حنان وأمومة .
كان الصغير يبكى بحرقه ويرتعش من البرد فلما شعر بالدفء يسرى فى جسده فرح واطمئن فقالت كوكى فى نفسها : لا بد أن هذا الصغير قد فقد أمه فى العاصفة فسوف أقوم على رعايته حتى يستطيع الاعتماد على نفسه .
وظلت كوكى ترعى القرد الصغير يوماً بعد يوم حتى كبر وأحب كوكى حباً شديداً كأنها أمه وذات يوم قالت كوكى للصغير : اسمع يا صغيرى لقد كبرت الآن وأصبحت تعتمد على نفسك ولا بد أن أترك هذا المكان وأبحث عن أسرتى ولت أستطيع أن احملك معى ثم تركته ورحلت وفى الطريق شعرت كوكو بحزن شديد وقالت فى نفسها : ما ذنب الصغير لكى يعيش بمفرده ؟ ! لقد أحببته كأنه ولدى وإن عطفت عليه وساعدته فسوف أجد أبنائى إن شاء الله .
وعادت طوطى الطيبة للقرد الصغير زاحتضنته فى حنانٍ ثم حملته على ظهرها وقالت : هيا يا صغيرى نبحث عن أسرتى معاً .
ومرت الأيام والليالى وكوكى تحمل الصغير على ظهرها وتبحث عن أسرتها وبعد تعب ومشقة وجدت كوكى أسرتها فاحتضنت صغارها وهى تكاد تطير من الفرح ثم قالت لزعيم الكوالا : لقد وجدت هذا القرد الصغير بعد العاصفة وأستأذنك أن يعيش معنا كواحد من أسرتنا .
فنظر إليها الزعيم فى ضيقٍ وقال ك كما تعلمين يا كوكى فقد هدمت العاصفة بيوتنا واقتلعت أشجارنا ولم يبق لنا إلا هذه الأشجار قليلة الثمار والأوراق والتى تكاد تتحملنا ولا أستطيع حتى أن أضم كوالا جدداً إلى أسرتنا وأنتِ تطلبين أن أضم قرداً إلينا ! !
فقالت كوكى غاضبة : لكنه صغير ولا يمكن أبداً أن يعيش بمفرده ! !
فقال زعيم الكوالا : اسمعى يا كوكى إما أن تتركيه يرحل وإما أن ترحلا معاً ؟ !
فنظر الصغير إلى كوكى وقال : لقد أحسنت إلىّ وقمت على رعايتى ولن أكون سبباً فى التفريق بينك وبين أسرتك وسوف أرحل عن هذا المكان فى هدوء .
فقالت كوكى : لن أتركك تعيش بمفردك أبداً وسوف أرحل معك أنا وأولادى هيا . . هيا .
حزن جميع أفراد الأسرة من حكم زعيمهم وقال أحدهم معاتباً كيف تفرق بيننا وبين كوكى وأسرتها ؟ !
وقال آخر هذا ظلم كبير ! ! وقال ثالث : إن المكان سوف يسعنا جميعاً بإذن الله وسوف يبارك الله فى أشجارنا إن عطفنا على هذا الصغير .
خجل الزعيم من نفسه ثم فكر قليلاً وقال : لقد أخطأت فى حكمى يا أبنائى وأنتم على صواب . . هيا نادوا عليهم لنعيش جميعاً معاً كما كنا من قبل متحابين متآلفين .