نسبها
شجرة نسب صفية والتقاءه بنسب الرسول محمد وبأنساب باقي أمهات المؤمنين.
- هي: صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي الحبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم.
وبنو النضير قبيلة من ذرية النبيهارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن آزر.
أمها: برة بنت سموأل من بني قريظة وهي أخت الصحابيرفاعة بن سموأل.
وبنو قريظة من ذرية النبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن آزر.
زواجها
تزوجها قبل إسلامها سلامه بن مكشوح القرظي، وقيل سلام بن مشكم، فارس قومها ومن كبار شعرائهم، ثم تزوّجها كنانة بن أبي الحقيق، وقٌتل كنانة يوم خيبر، وأُخذت هي مع الأسرى، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه،
((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخذ صفية بنت حيي, قال لها: هل لك فيّ؟ قالت: يا رسول الله! قد كنت أتمنى ذلك في الشرك، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام؟))
وفي صحيح البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ, وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا))
هذه السبية بنت حيي زعيم اليهود, رأت في المنام أن القمر وقع في حجرها، وفي رواية: رأت الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها، فذكرت ذلك لأمها، فلطمت وجهها, وقالت: إنك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، هذه الرؤيا التي رأتها هذه السبية بشرت بمستقبلها، هي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأت القمر قد وقع في حجرها، أو رأت الشمس نزلت فوقعت على صدرها .
لما صار النبي عليه الصلاة والسلام على ستة أميال من خيبر, يريد أن يعرس بها, فأبت عليه، فوجد في نفسه, فلما كان بالصهباء، وهو على بريد من خيبر, نزل بها هناك, فمشطتها أم سليم، وعطرتها، وكانت صفية من أضوء ما يكون من النساء، فدخل صلى الله عليه وسلم على أهله، فلما أصبحت سألتها عمّا قال لها، فقالت: قال لي:
((ما حملك على الامتناع من النزول أولاً؟ فقالت: خشيت عليك من قرب اليهود، فزادها ذلك عنده منزلة ومكانة))
يعني أرادت أن يبتعد كثيراً عن ديار اليهود, لئلا يغدروه، فكانت حريصة عليه حرصاً شديداً، هذا الذي ذكره كتاب السيرة .
وفي طريق العودة إلى المدينة, تهيأ الركب لملاقاة الأهل والأخوة، فاستقبل القوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالترحاب والإكرام، وكانت بشائر الانتصارات تزف إليهم حيناً بعد حين .
وقد ذكر ابن سعد من طريق عطاء بن يسار, قال:
((لما قدمت صفية من خيبر, أنزلت في بيت الحارث بن نعمان، فسمع نساء الأنصار, فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقبة، فلما خرجت, خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أثرها, فقال لها: كيف رأيت يا عائشة؟ قالت : رأيت يهودية، فقال صلى الله عليه وسلم: لا تقول ذلك، فإنها أسلمت، وحسن إسلامها))
ماذا فعل النبي حينما سمع من السيدة صفية الكلام المؤذي الذي توصل من عائشة وحفصة
فمرة بلغها عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام، يعني آلمها قول حفصة وعائشة فيها، فقال عليه الصلاة والسلام:
((ألا قلت لهما: وكيف تكونان خيراً مني, وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى؟ فنزل قول النبي عليه الصلاة والسلام برداً وسلاماً على قلبها))
إليكم هذا الموقف من السيدة صفية مع ضرائرها :
الآن وقفات مع هذه الزوجة الصالحة، قال:
((لاحظت صفية, وهي بين أمهات المؤمنين, أنها شريكتهم برسول الله، لذلك أثارت شراكتها الجديدة حفيظتهم، -وتلك سنة الله في النساء، وغيرة المرأة ميزة فيها، ولولا أنها تغار عليك لما أحببتها، لا تضجروا من غيرة النساء، فلولا أنها تغار عليك لما أحببتها، تحبها لأنها تغار عليك، وتحرص عليك، إلا أن هناك غيرة مرضية، وهذه حالات قليلة، هناك غيرة سوية، كل امرأة تحب أن يكون زوجها لها وحدها، وهناك نساء غيرتهن مرضية، يعني يتوهمن أشياء لم تقع، ولن تقع، فهذه تحتاج إلى معالجة، فالمرأة هي المرأة- .
لاحظت صفية هذا الأثر في نفوس بعض ضرائرها, فقدمت لهن بعض الحلي من الذهب, كرمز لمودتها لهن، كما قدمت ذلك لفاطمة بنت محمد))
وهذا أسلوب ذكي جداً، الإنسان أحياناً يحقق بعض أهدافه بكلمة طيبة, أو بهدية مخلصة, من أجل أن المركب يسير
روايات عدة ذكرت بشأن صفية بنت حيي بن أخطب
روى زيد بن أسلم قال:
((اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه، فقالت صفية بنت حيي: إني والله يا رسول الله! لوددت أن الذي بك بي، فغمزن أزواجه ببصرهن، فقال عليه الصلاة والسلام: مضمضنّ، -أي اغسلن أفواهكن- فقلنا: من أي شيء؟ فقال عليه الصلاة والسلام: من تغامزكن، وإنها والله لصادقة))
قال كتاب السيرة:
((أعظم بهذا من شهادة لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم))
وروى أبو نعيم أيضاً عن عبد الله بن عبيدة:
((أن نفراً اجتمعوا في حجرة صفية بنت حيي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا الله، وتلوا القرآن، وسجدوا، فنادتهم صفية رضي الله عنها: هذا السجود، وتلاوة القرآن، فأين البكاء؟ أين الخشوع؟ وما كان الله ليسمح لامرأة أن تكون زوجة النبي, إلا أن تكون قمة في الكمال، وقمة في الفهم والقرب))
وقد روى ابن حجر عن أبي عمر, قال:
((كانت صفية رضي الله عنها عاقلة فاضلة))
روي أن جارية لها أتت عمر, فقالت:
((إن صفية تحب السبت، وتصل اليهود، فبعث إليها عمر, فسألها عن ذلك، فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً، فأنا أصلها، فلم يجب عمر، ثم قال للجارية، أو قالت هي: ما حملك على ذلك؟ قالت: الشيطان، فقالت: اذهبي فأنت حرة))
يعني أرادت أن توغر صدر عمر عليها، وهي بهذا تتخلق بخلق النبي صلى الله عليه وسلم, الذي كان يعفو عمن ظلمه، ويحسن إلى من أساء إليه .
وفاتها
توفيت سنة 50 هـ، ودفنت بالبقيع، وأوصت بألف دينار لعائشة بنت أبي بكر.
وقال الحافظ أبو نعيم في كتابه حلية الأولياء عقب ذكره لصفية:
((ومنهن التقية الذاكرة, ذات العين الباكية, صفية الصافية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم))
أرجو أن تكون سيرة السيدة صفية بنت حيي درسا لنا جميعا بأدبها وعلمها وحلمها وفضلها ولا تنسوا انها كانت من أجمل نساءالنبي عليه السلام وكانت أبنة زعيم اليهود ولكن كانت أسوة حسنة في مجتمع ليس بمجتمعها كما كانت أسوة حسنة في طاعة زوجها وحبها واخلاصها له
في امان الله