الشمس تشرق من خدرها كعروسه نشوى بعد ليله عرس سعيدة, فتنير الارض بما فيها مدينتي التي ما زالت بين النوم واليقظه . تدق اجراس ساعات المنبه , يسرع الاستاذ " محمد طلبه " لايقاظ أسرته زوجته " صابرين " وابنه " طاهر " وابنته " أمل " ليذهب هو الي مدرسته الثانويه بنين...
وزوجته الي عملها في محكمة الاسره , وابنه الي المدرسة الابتدائية بجوار المنزل وكذلك ابنته ...
تدق عقارب الحياة في يومهم , الكل يذهب الي عمله المكلف به , فبطل قصتنا من اشهر أساتذة الفيزياء زائغ الصيت يعرفه الكبير والصغير من المهتمين بالفيزياء في هذه المدينة ,
يقضي يومه متنقلا بين الحصص وحجره المدرسين والانشطة المختلفه ...
ثم يخرج من مدرسته يتناول الطعام أقله , ثم يذهب الي حجرة درسه حيث يمضي بقية يومه فيها
ثم يعود ليذاكر لأولاده بعض الدروس , وينام هكذا دواليك ...
حتي أشرقت شمس الحب الدافئة لتبدد له حياته وتمني ذلك في نفسه وتمني وتحقق , فقد جاءته " فاطمة " طالبة في الصف الثالث الثانوي بـارعة الجمال فعيونهـا ذات العيـون السوداء الواسعة الجميلة والشعر الاسود الذي يشبـه سواد الليـل , والقوام الممشوق وكأنها المرأة المستحيل وجودها , لـم يعرف معالمها الا في خيال الشعراء والمبدعين , طلبت منـه ان يعطيهـا درسـا خصوصيـا في الفيزيـاء , تقرب بطلنـا من " فاطمة " ودق باب حياتهـا ففتحت لـه , فقرأ علي حـوائط البيـت أنها فتــاة مصرية الجنسيـة عراقيه الأم ,والدها يعمل فـي احدي دول الخليـخ وهـي تعيـش فـي بيـت عمتهـا وأولاد عمتها .
ويل لها كل الويل مـن ابن عمتها الذي يغـازلهـا ويحاول كل مـاولات ايقاع الأسد بفريستـه . وهي تحكي لأستاذها المفتـون بجمـالهـا يتقرب منهـا أكثر فـأكثر يعشقهـا عشقـا جمـا وكأنهمـا تحـولا الي عقل واحد
وجسد واحـد وروح واحدة , بدلا مـن أن تقع الفريسه في احضان ابـن عمتهـا وقعت في احضان استـاذها
وجدت فيـه أحضان الأمومة الضائعة , والأب المفقود ,والعاشق المتيم الـذي لا يمل فراق حبيبتـه ,,
حتي كانت ليلة من الليالي السوداء ...
اتصلت بـه علي الهاتف المحمــول وأخبرته أنها حامل وتطلب منه البحث عن علاج لما حدث , طلب منها أت تمهله القليـل من الوقت ليفكر , والقليل جر القليل ..
ومر زمن وزمن والجنيـن يكبر فقــرر أن يتزوج بهـا عرفيا ويستأجر لها شقة في مكان ما .. حيث انقطعت عن اهلها حتي تمر التسع الطوال وكان يذهب لها علي فترات يحضر لها الطعام والشراب والمال ..
وجاءت سـاعة الميــلاد واحضـر لهـا داية لتساعدها في الوضع وبين زفرات الوضع كان الموت للأم والحياة لطفل بريء سمـاه " جابــر " وسرعان ما أخرج تصريحا لدفن الأم , ودفنها وكانت ذكري في حيـاته ..
أما " جابر " فقـد أودعه أمام ملجيء الأيتــام , ولم يسمه تركه في الشارع ليس معه سوي شامة ورثها من أمه تلازمه دائما ولم يلتفت خلفه ونسي جريمته او ربما تناساها , وعاد الي أولاده وكأن شيئا لم يكن ..
جاءته اعارة الي دولة الخليج مرت به الايام واصبح من اغني الأغنياء يكتفي بزيارة " جابر " في الملجأ مرة كل عام ..
أمتدت اعارته وأصبحت اقامة , وعاد في أجازة من أجازته فوجد " جابر " قد هرب من ملجأ الأيتــام أخذ يبحث عن ذلك الطفل ذي الشامة علي وجهه ولكن دون جدوي .....
ومرت السنون سراعا واذ بولده " طاهر " يصبح عالما من علماء الذرة ويعمل في طهران في مفاعلها النووي والموساد الاسرائيلي يتحين الفرصة لقتله , ويستأجر شابا من أولاد الشوارع ,
هذا الشاب ذو الشامة علي جبينه , يذهب الاستاذ " محمد طلبه " الي مطار القاهره الدولي ليستقبل ولده القادم من طهران ويخرج من باب المطار ليرتمي في احضان أمه وأبيه وقبل أن يصل اليهما وأمام عينيه ,
اذا بطلق ناري يقطع صمت المطار ويستقر في صدرالعالم " طاهر " ويجري الأب علي القاتل فيري شابا ذا شامة علي جبيبه فيسقط مغشيا عليه فاقد البصر ... تستطيع سلطات المطار القبض علي " جابر " ...
وفي ساحة المحكمة يدخل الأب " محمد طلبه " تقوده " أمل " ويقف أمام القاضي ويحكي قصته ويطالب بالبراءة لأبنه "جابر " حتي لا يفقد ولديه قائلا " المجرم أنا " لكن هيهات أن يستجيب القاضي لنداء الباطل ....
...
في امان الله