أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى









سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

خبايا الصراع النفسى!!


سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى



الحلقة الأولى



في النفس البشرية مزيج من المتناقضات المتناحرة!!

فما تهواه النفس يعارضه العقل!! وما في الجسد من شهوات وغرائز، يحاول العقل والقلب مجتمعين مغالبتها، غير أن طغيان الغفلة، وسطوة الإغراءات أضحى يمثلان أكبر العوامل المساعدة للشيطان في استثارة تلك الشهوات والغرائز داخل النفس، لاسيما وهو الذي يجري في العروق مجرى الدم من الجسد!!

فيواجه العبد الصالح الكثير من معاناته . . ويقع العبد الطالح أسيراً لشهواته!!



إذاً فكلُّ واحدٍ منا يُعاني في طيَّات نفسه - ودون أن يشعر به أحد - آثار تلك المعركة الحامية الوطيس بين جنبات نفسه صباح مساء!!
وكغيرها من المعارك، فغالباً ما تكون (سجالاً) يوم لك ويوم عليك!!
ولكن لماذا لا نحاول سوياً الغور في دهاليز أحداث هذا الصراع وتلك المعارك، فما فيها من أعماق، يحوي خبايا مذهلة!! لا يمكن لأحد حصرها إلا الله تبارك وتعالى!!


وعلى الرغم من ذلك؛ دعونا نلقي الضوء على أهم وأخطر تلك الخبايا، لعل الله أن يكشف لنا من مفاتيح الخير ما يعيننا على تهذيب أنفسنا ومغالبتها، وعسى أن يكون ذلك سبباً في أن يمنَّ علينا بحسن الخاتمة سبحانه وتعالى . . إنه جواد كريم








الوقفة الأولى -

فالنفس تنعم بكثير مما أحله الله لها، تماماً كما كانت الجنة بطولها وعرضها حلالاً لأبينا آدم عليه السلام، غير أن الشيطان استطاع أن يزين له شجرة واحدة فقط!! من بين مليارات الأشجار التي تمتلئ بها الجنة، وهنا لابد لنا من تساؤل!!






ما الشي الذي استطاع الشيطان به أن يقلل الحلال على كثرته، ويعظم الحرام على ندرته في عين نبي الله آدم؟!

إنه المفتاح الأول الذي نكاد أن نضع أيدينا عليه الآن . . فبمعرفته يمكننا الحذر من تكرارا نفس السيناريو المؤلم معنا . . إذاً . . أتدرون ما هذا الشيء؟!

إنه الأماني!!!!


التي تمثل خيالاً لا حدود له!!


وأوهاماً لا أرض لها!!


ونسيجاً لا ملمس له!!


ووعوداً لا وفاء لها!!


وأحلاماً لا يقظة منها سوى بالموت الذي ليس منه فوت!!



فبالأماني يستهوي الشيطان العبد لإدراك متعة وهمية سريعة الزوال!!



وبالأماني يُسوِّف الشيطان التوبة لدى العبد أملاً في عمر مديد طويل المآل!!



وبالأماني يُزهَّد الشيطان العبد فيما بين يديه من الحلال أملاً في الحصول على لذةٍ أكثر متعة في الحرام!!



وبالأماني يَدفع الشيطان العبد إلى الإفراط في إحسان الظن بنفسه؛ حتى يقع في وحل الغرور بالله . . فيكون هلاكه عياذاً بالله !!



وبالأماني يُوهمُ الشيطان العبد أن بإمكانه تأخير الحقوق، ريثما يوسع الله عليه بالمزيد، لعله يكرم أصاحبها بزيادة على حقوقهم، فتتخطفه سياط الموت على حين غرَّةٍ، فيقضي؛ ولما يوف ما عليه من حقوق العباد!!

الأماني - إنها أخطر ***- * يستخدمه الشيطان لإهلاك بني آدم، حيث تنتشر خلاياها في النفس البشرية تماماً كما تنتشر خلايا السرطان عياذاً بالله؛ لتهوين كل معصية، وإضعاف العزيمة عن القيام بأي طاعة!!
فضعها دوماً نصب عينيك يرحمك الله . . وابذل وسعك في البحث عنها بين خبايا نفسك. . فحيث تكون؛ يكمن الشر عياذاً بالله!!

وهذا هو مفتاح الخير الأول الذي أمكننا بفضل الله الوصول إليه، ووضع أيدينا عليه؛ للحيلولة دون خداع انفسنا بهذه الآفةالعظيمة . . ألا وهي الأماني الكاذبة!!

فتابعوا معي بقية المفاتيح




منقول بتصرف





سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى




إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#2

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

(الحلقة الثانية)

لا زلنا نواصل الغوص في خبايا النفس؛

للتعرف على متداخلاتها، والوقوف على تفاصيل صراعاتها،

بعدما وفقنا الله في الحلقة الأولى لإدراك أخطر أمراضها، والذي كان على ضآلته؛ سبباً رئيساً في نزولنا ونزول أبينا آدم من قبلنا إلى ساحة (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)!!

فحُقَّ علينا الاختبار، وما يتبعه من موتٍ ثم بعثٍ ثم حسابٍ!!



رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

إنه مرض الأماني الكاذبة . . الذي يعتبر على حقارته وضألة حجمه، من أعظم بوابات النفس ولوجاً إلى عالم الأوهام!!



وقد شاهدنا كيف عمل هذه المرض عمل السحر في النفس البشرية؛ فحقَّر لديها العظيم على كثرته (الحلال) وعظَّم لديها الحقير على ندرته (الحرام)!! فكانت العاقبة هي الحرمان!!




واليوم مع الوقفة الثانية :

وهي تتعلق بالآثار المباشرة المترتبة على هذا المرض، وأسرعها حدوثاً (المخالفة)


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

فالأماني الكاذبة
تمثل المخدر الذي يحدث في النفس نوعاً من الاسترخاء،

كي يهون عليها قبول ارتكاب تلك (المخالفة) فتتغافل عن حجم العاقبة، التي لم يتصور آدم مطلقاً أن تكون بهذه الفداحة الشنيعة، وهي (الطرد من الجنة)!!




ولو قمنا بالتدقيق في نوع وحجم (المخالفة) فسوف نجدها لم تتعد (الأكل)!!

أي أنها ليست كفراً ولا فجوراً ولا ارتكاب فاحشة!!




ولكنه التأصيل الرباني، الذي يضع أول بند في دستور هذا الكون، وهو أنه ينبغي علينا العلم بأن لهذا الكون إله عظيم في ملكه . . عظيم في سلطانه

. .

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

ولاينبغي لأحدٍ أن ينازعه في أمره، وعليه فلا ينبغي علينا النظر إلى حجم (المعصية) ولكن علينا أن ننظر إلى عظمة وجلال من (عصينا)؟!




وعليه أصبحت (لمخالفة) والمقصود بها (المعصية) تمثل محوراً أساسياً، وبؤرة صراع مركزية في الحرب الدائرة بين قوى الخير والشر في النفس البشرية!!



فقوى الشر تريد إيقاع العبد في أكبر قدر منها،

كي تصيب قلبه بالقسوة والغلظة التي تهيئه لارتكاب المزيد؛

كي يسهل عليها تدميره، وضياع فرصة العمر عليه، فيكون ضمن حزب الشيطان في نار جهنم!!



أما قوى الخير، فتريد إمداده بالزاد الإيماني الذي يجعله يقوى على مواجهتها،

ويبتعد عن ساحاتها؛ كي يسلم من شرورها، ويواصل مسيرته إلى الله في مأمن في سخطه وعقابه، حتى يدركه الموت على فعل الطاعات وترك المنكرات، فيكون ضمن حزب الله في جنات النعيم!!


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


وبالوصول إلى محور الصراع بين الخير والشر(المعصية) نكون قد حصلنا على المفتاح الثاني الذي سيتيح لنا دخول عالم غريب!!



مليئ بالأحداث المؤلمة والمفرحة على حدٍ سواء!!



حيث سنقف من خلاله على تفاصيل أحداث هذا الصراع، أثناء عرض مباشر؛ لساحة معركة كبيرة، قد تجهز فيها جيشان (جيش الخير وجيش الشر) كلٌ بجنوده ومؤونته وعتاده!!



حيث ستجد نفسك مشدوهاً في متابعة أحداث تلك المعركة!!



رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى



أتدري لماذا؟!



لأنك ستجد نفسك هناك!! مطروحاً على أرضها، يتنافس عليك الجيشان، حيث تمثل نفسك بكل ما فيها من خفايا ساحة تلك المعركة الكبيرة!!



تابعوني الى الاخير ياعدولات لانها سلسلة تستحق المتابعة!! ففيها تفاصيل ما يدور في خلجات نفسك!!



ومنها ستعرف كيف تقود المعركة معنا بإذن الله نحو النجاة!!

إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#3

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

(الحلقة الثالثة)




بالوصول إلى محور الصراع بين الخير والشر(المعصية) تخيلوا معي ما يلي :
· ساحة معركة كبيرة!!


· يتوسطها القلب!!


· وعلى الجانب الأيمن منه يقف جيش الخير بلباسه الأبيض الزاهي!!


· وعلى الجانب الأيسر منه يقف جيش الشر بلباسه الأسود المقيت !!


غير أن جنود جيش الخير قد احتلوا إضافة لذلك؛ مواقع في منتهى الحساسية؛ تمكنهم من تغطية ساحة المعركة تماماً سواء من فوقها أو من تحتها خلال ثوانٍ معدودة

مما يمنحهم امتيازات واسعة، وفرص رائعة؛ لحسم المعركة لصالحهم؛ حال استطاع جيش الشر تحقيق الغلبة في أي مرحلة من المراحل؛ كما سنشاهد أثناء نقل أحداث تلك المعارك!!

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

وقبل أن ننتقل بكم إلى التفاصيل، تعالوا معاً نستعرض جنود كل جيش من الجيشين على حدا؛ وطبيعة المهام المكلفين بها!!

بالإضافة لما لدى كل جيشٍ من عدة وعتاد ومصادر مؤونة؛ لتزويد كل جيش عند الحاجة، لذا فعلينا أيضاً عدم إغفال تلك المصادر؛ نظراً لأهميتها البالغة وقت اشتداد القتال!!


فجيش الخير :

تقوده رحمة الله تعالى بالعبد!!
حيث هيأت له من الجنود ما يعينه على النجاة بإذن الله؛ لو أحسن بالفعل استخدامها، والاستعانة بها بعد الله تعالى؛ لتحقيق تلك النجاة، ومن هذه الجنود:



· العقل :

وهو الذي يميز به العبد بين طيب الأعمال وخبيثها، ولا تختلط عليه الأمور أبداً؛ ما لم يسهم صاحبه في طمس نوره؛ بكثرة المعاصي!!


· الروح :

وهي التي تتوجع ظمأً؛ كلما ابتعد العبد عن ساحات ربه، وتعكس هذا التوجع عليه تعاسة في حياته، لعله يتشوق يوماً إلى السعادة، فيوصل روحه بمنابعها الحقيقة، حيث (الاتصال بالله تعالى) فتسعد وتسعده، وتهنأ وتبهجه، لأنه بحياتها قد صار بالفعل حياً!!



· النفس اللوامة :

وهي التي تقوم بدور المؤنب الثائر دوماً على كل ما وقع فيه العبد من الخطايا والذنوب، الصغير منها قبل الكبير!! فلا والله لا يهدأ لها بالٌ أبداً؛ حتي يتوب ويرجع!!



· الملائكة :

وهم الذين يستغفرون للعبد المؤمن بنص كتاب الله، قال تعالى :لذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً؛ فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) ويتقدم عموم الملائكة هذا الرائع الواقف على يمين العبد، والذي يبادر بكتابة حسناته على الفور!! كما يقف حائلاً أمام الملك الموكل بكتابة السيئات، فيطلب منه إمهال العبد ساعة تلو الأخرى؛ كي يمنحه الفرصة؛ لعله يتوب أو يرجع!!

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


· الصحبة الصالحة :

وهم قارب النجارة للعبد، حيث يحمولنه معهم فيه، فلا وربي لا يتركون مجالاً للشيطان؛ كي ينفرد به، بعدما أقحموه معهم فيما هم عليه من فعل الخيرات، فتنشغل النفس بالخير عن وساوس الشر، فتسمو بخيرها، ويخمد شرها بأقل قدر ممكن من المعاناة، حيث يأخذه هذا الجو العام في أجواء خيرٍ بعيدة كل البعد عن بيئات الشر؛ فيسهل على العبد صياغة نفسه من جديد في عالم يحب الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)!!




وسوف نستعرض تفاصيل العدة والعتاد والمؤنة الخاصة بهذا الجيش، أثناء وصفنا لأحداث الصراع؛ حتى يعلم القارئ موقع وأهمية كل منها، حسبما تقتضيه مجريات تلك المعارك!!


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


أما جيش الشر (عياذاً بالله) :

فيقوده (إبليس) عليه لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة!!


حيث حشد لنفسه جنوداً يسعى من خلالهم إلى استدراج بني آدم؛ للوقوع في مستنقعات المعاصي والآثام، ومن هذه الجنود:


· القرين :

وهو رسول الشر إلى نفس العبد، يعمل بلا ملل ولا كلل على إغوائه، ولا يكاد يفوت فرصة للوسوسة إليه بالشر؛ كلما سنحت له سانحة لذلك، ورث عن جده اللعين إبليس خبرة منذ عهد آدم عليه السلام!! يتعاظم على العبد حال غفلته، ويخنث إلى حد الزوال حال استعاذة العبد بالله منه!!


· الشهوة :


وهي تلك الغريزة الحيوانية، التي لو طغت على عقل بني آدم؛ لأفسدته، ولطمست فيه نورالبصيرة!!


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

· الهوى :


هو ذلك المتمرد الذي تسوقه النفس الأمارة بالسوء أمامها سوقاً؛ لتحقيق رغباتها، فيقوى كلما أطاعه العبد؛ ويضعف كلما خالفه العبد!!


· النفس الأمارة بالسوء :

وهي تلك العمياء الدميمة، التي لا تستأنس إلا في أوساط الشر وأهله!! فلا يهدأ لها بالٌ؛ حتي تخالط الشهوات والغفلات، ثم تتجرع ذل المعصية وألمها على الفور؛ فتضيق منافذها على قلب العبد؛ فتتعس بعملها وتتعسه معها، حتى يصير الشقاء لهما قريناً!!




· صحبة السوء :

وهم أعوان الشيطان من الإنس!! فهم كجنوده تماماً من الجن؛ غير أن سيطرته عليهم أشد وأقوى، كما أن أثرهم على العبد أشد وأنكى!! فهم الذين يزينون له الشر عملياً، ويسوقنه إليه سوقاً!! وهم النماذج الساقطة فعلياً، والتي تريد أن تجره معها إلى نفس مستنقعالسوء، نكاية في عجزها تارة (حتى لا تهلك بمفردها)!! أوتنفيذاً لتعليمات شيطانها الذي يهيمن على كل حواسها تارة أخرى!!




وسوف نستعرض كذلك العتاد والعدة والمؤنة الخاصة بهذا الجيش الخبيث، والتي يستعين بها الشيطان عادة في حربه على بني آدم، وذلك أثناء وصفنا لأحداث هذا الصراع؛ كي يبرز أمام القارئ مدى خطورة تلك العدة والمؤونة على قلب العبد!!




رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى



وبعد هذا الاستعراض السريع لجنود الجيشين، لم يبق إمامنا سوى الخوض في أحداث وتفاصيل تلك المعارك الشرسة، والتي انحسرت أسماؤها تحت مسميين لا ثالث لهما!!





معركة الشهوة!!


ومعركة الشبهة!!




تابعوني أحبتي ؛ حيث تبدو معركة الشهوة حامية الوطيس!!

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى





إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#4

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

(الحلقةالرابعة)

معركة الشهوة!!

القلوبً ثلاثةٌ : قلبٌ حيٌ، وقلبٌ مريضٌ، وقلبٌ ميتٌ!!


وسوف يتضح لنا الفارق جلياً بينهم؛ أثناء مواجهة كل منهم لغريزة الشهوة!!

وسوف تكون مشاهدتنا لأولى معارك الشهوة مع النوع الأول من القلوب، ألا وهو:


القلب الحي


فها هو قلب أبيض يتوسط ساحة المعركة، ينبض مفعماً بالحياة؛ يميل بكل مشاعره نحو جيش الخير، في مشهد يوحي لك بأن بينهما حديث دائم لا ينقطع!!


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


وهنا ينتقل بنا المشهد على غرفة قيادة جيش الشر؛ لإطلاعنا على كيفية تخطيطهم لمهاجمة ذلك القلب النابض المتألق بالحياة!!


فنجد إبليس اللعين يتوسط قاعة الاجتماعات وحوله جنود الشر بأنواعها، ويدور بينهم الحديث التالي :


أحدهم يدلي برأيه قائلاً :


هذا قلب بشر، ولابد من البحث له عن صورة فاتنة؛ تجذب مشاعرة، وتحدث لديه زلزالاً مدمراً، يفقد على إثره توازنه، ونكون قد أصبناه في مقتل!!


فينظر إبليس إلى قرينه متسائلاً :


هل يجدي معه ذلك؟!

القرين :


هذا العبد سرعان ما يصرف نظره إذا ما وقع على أي امرأة؛ فلا يكاد يبقى لي من مفاتن صورتها شيئاً في ذاكرته؛ يعنيني على استثارة مشاعره!!


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


إبليس :


هل حاولت إغوائه بالبحث في جوجل عن صور بعض المشايخ، فلما ظهرت جميع الصور، حاولت لفت انتباهه لبعض صور الفاتنات التي تظهر جانباً؟!


القرين :


حاولت ذلك مراراً، ولكن الحذر الدائم منه؛ حال بيني وبين ذلك!!



إبليس غاضباً :


ادفعه لمزيد من الطعام، وانتظر حتى يمتلئ جوفه، وتنتفج أوداجه، وحاول وسعك الحيلولة بينه وبين الصيام في اليوم التالي تحت أي ذريعة؛ حتى يزداد عليه إفراز ماء ذكورته، واستجدي أي مبررات؛ كي يعيد البحث في الشبكة مرراً وتكراراً، حتى تصيبه في مقتل بصورة فاتنة تأخذ منه لبُّهُ!!



القرين :

قمت بذلك ذات مرة، ولكنه بعدما وقع في طول النظر، أخذ يبكي ويستغفر الله؛ حتى جعلني من كثرة استغفاره؛ أندم على ما فعلت، لأن هذا الذنب ما زاده من الله إلا قرباً!! بل ولم يمهلني؛ حتى اتبعه في الليل بركعات؛ خارت والله منها أوصالي وارتعدت من شدة بكائه وندمه؛ حتى كدت أظن أن الله سيصرفني عنه أبد الآبدين!!

هبَّ أحد الجنود قائلاً :


ألا تستطيع أن تجعل في طريقه أي فتاة تشغله بها؟! سواء من جيرانه أو محيط عمله أو دراسته؟! لقد سبق لي ومررت بتلك التجربة مع عبدٍ شديد الإخلاص، ولكن ما أن نجحت في إيقاعه بحب إحدى الفتيات - على دمامتها - إلا وصار في يدي كالخاتم المطاع!!


القرين :

فعلت ذلك ذات مرة، ولكنه اختلى بنفسه، وأخذ يتخيل تلك الفتاة بين الدود والتراب، بل وأصر في قرارة نفسه على زيارة المقابر ليلاً، مما خلع قلبي وأنا مجبرٌ على الدخول بصحبته، فلا والله ما إن عاش تلك الأجواء ورجع إلى بيته، إلا وقد تبخرت تلك الفتاة من ذهنه تماماً؛ وصارت هباءً منثوراً، وصدق فيما عزم على قطع العلاقة بها!!


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


إبليس :

هل يحافظ على صلاة الفجر؟!!


القرين :

أكون في غمرة نومي، فيوقظني، ويا ليته للفجر فحسب؛ وإنما لقيام الليل!!


إبليس :

هل في أصدقائه من يتهاون بالصلاة؟!!


القرين :

كان فيهم، واجتهد عليهم؛ حتى صاروا أفضل منه!!


إبليس :

إذاً لابد من إشغاله بالكثير من المباحات الدنيوية؛ حتى يقل ذكره، فتضعف الحياة فيه، وتتاح أمامك الفرصة للنيل منه!!


القرين :

لا يطيق البعد عن الذكر أبداً، حتى ولو كان منشغلاً بأمرٍ من أمور دنياه؛ حيث يشعر باختناق لو غفل عن الاستغفار، مما جعلني أن الذي دائماً أشعر باختناق، حيث أضعف مني الجسد، وأوهن مني العزيمة!!

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


إبليس ناظراً لمن حوله :

هذا القلب يحتاج منا لخطةٍ مركزة، تكون فيها الضربات متتالية؛ بل ومن جميع الاتجاهات، على أن تبدأ أول ضربة مع طلوع الفجر، حيث سيحاول القرين دفعه للسهر ليلتها، ولو في فعل الخيرات، حتى تضيع عليه صلاة الفجر، فإذا ما أصبح بنفس رديئة، كان موعد ضربتنا الأولى لبدء المعركة!!

تابعوني . .

إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#5

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

(الحلقة الخامسة)

ولا زالت معركة الشهوة مستمرة!!



عكف إبليس اللعين وجنوده على وضع خطة شيطانية؛ من شأنها إحداث خلل كبير في توازن قوى الإخلاص والمراقبة لدى ذلك القلب الحي!!




وتتركز تلك الاستراتيجية على تشتيت خطوط الدفاع والحصانة لدى القلب الحي؛ بحيث يتسع عليه الخرق؛ فلا يدري بأي خطوط الدفاع ينشغل؟!!




وللاطلاع على تفاصيل تلك الاستراتيجية؛ ينتقل بنا المشهد إلى قاعة الاجتماعات الشيطانية، حيث جمعوا فيها خبرتهم الإبليسية، وحشدوا لها من الجنود والأسباب الاختراقية؛ ما يجعلهم يطمئنون إلى إمكانية تحقيق أهدافهم الإجرامية!!

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

وبدأ إبليس الشرح مستهلاً بقوله :

أيها الشياطين . . لقد قطعت على نفسي عهداً منذ القدم (وأنا الهالك لا محالة!!) بغواية بني آدم!! وضحيت بنفسي في مقابل تحقيق ذلك الهدف!! وكنت أعلم مسبقاً أن مهمتي ستكون سهلة في عموم بني آدم!!


ولكنها لن تكون من السهولة بمكانٍ أبداً أمام المخلصين من عباد الله!!

فما نبذله من جهدٍ وعملٍ دؤوب صباح مساء؛ لإغواء ألفٍ من بني البشر، يستعصي علينا، بل وأضعافه أمام مخلص واحد!!

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


لذا يجب عليكم الدخول إلى تلك المعركة بمنتهى الشراسة والضراوة، حتى ننجح في كسر حاجز الإخلاص لدى ذلك القلب؛ فنقضي على الحياة فيه!!

أو على أقل تقدير نصيبه بالأمراض القلبية في مقتل؛ حتى تضعف مقاومته أمامنا، فلا يرهقنا كل هذا الإرهاق في إغوائه!!


أحدهم يتساءل :

ولماذا لا نركز جهدنا فقط في إغواء أي فاتنة من الفاتنات حوله، سواء في مكان عمله أو قريبة من مسكنه، أو في محل دراسته، بأن نُلقي في روعها وأحاسيسها وأعماق مشاعرها بأنه فارس أحلامها، فتقوم هي باستدراجه بطريقتها الخاصة؛ فتكفينا تلك المهمة، وتأخذه في عالمٍ آخر من الخواطر والأماني، بحيث نسلط عليه بقية سهامنا المسمومة، وهو في حالة أشبه ما يكون بمريض الفراش؛ فنقضي عليه؛ بعدما يكون سرطان العشق قد بلغ به كل مبلغٍ؟!!


يرد عليه إبليس قائلاً :


من طرحك هذا يبدو أنك تفتقد تماماً إلى الخبرة بحقيقة العباد المخلصين؟!


فهؤلاء قد وضعوا خطوطاً حمراء حول جميع أنواع الفتن، وبالأخص النساء!!


فما أن يستشعروا خطر هجوم وشيك، إلا واحترزوا منه على الفور!!


حيث تُصدر غرفة القيادة العليا في قلوبهم تنبيهات إنذار عاجلة، تجعلهم يحذرون أشد الحذر من مجرد الاقتراب!!


بل ويقطعون كافة السبل والطرق المؤدية إلى قلوبهم، فلا يستعصون على مجرد الفتن فحسب، وإنما حتى على رياح تلك الفتن أن تصل إليهم!!

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى
فهم مقاتلون أشداء!! يتخذون من حبلهم الموصول بالله دوماً؛ مدداً لإزالة أسباب الفتن عنهم!!



القرين :


وفي حالة هذا القرين خاصة، فإنني أنتهز هذه الفرصة، وأتقدم إلى القيادة الإبليسية العليا بطلب استنجاد عاجل، حيث جعلني كما ترون، هزيلاً شحيحاً متهالكاً؛ من كثرة ذكره وقلة غفلته، ومسارعته في فعل الطاعات والقربات!! فلم يدع لي طعاماً يؤكل، ولا نومةٍ استريح فيها؛ حتى أنني صرت مداوماً أثناء قيامه بالليل وكأني أحرسه!! بل وكدت أحفظ أذكار الصباح والمساء من شدة مواظبته عليها!! بل ووصل بي الأمر في بعض الأحيان أن أصبت بمسٍ من الجنون؛ حيث التبس عليَّ الأمر، فوسوست له بخير بدلاً من الشر؛ وذلك لأنه أقحمني معه لا إرادياً في نمط حياته الذي يدور كله في فلك أفعال الخير!! وعليه فهل هناك مجال لاستبداله بغيره من المنافقين أو الكافرين؟! قبل أن يُدركني اليقين؟!
رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

إبليس غاضباً :

خسئت وهلكت أيها اللعين!
! وجعلك أيضاً تتحدث بلغة المؤمنين فتقول : (قبل أن يدركني اليقين)؟!!


أنت أسوأ مثال للشياطين، وسوف أريك وجنودي، ماذا سنفعل في هذا العبد العنيد، وعساك أن تتعلم منَّا، وتواصل من بعدنا السير على نفس الطريق، حتى نراه معنا في قعر جهنم مع جموع الهالكين!!


القرين :


وماذا لو فشلتم في محاولاتكم معه، هل ستعافونني من مهمتي معه!!


إبليس غاضباً :



قلت لك اخسأ إيها الشيطان اللعين، وما عليك فقط؛ إلا تنفيذ الأوامر الصادرة إليك من القيادة الإبليسية العليا، وسوف ترى كيف يكون السحق المبين!!



هبَّ أحد الجنود قائلاً :



نحن جميعاً طوع أمرك أيها الجد الكبير (إبليس اللعين) فأمرنا بما تراه مناسباً من الخبث، والمكر المبين!!


إبليس اللعين :

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

ستكون خطتنا على عشرة محاور :

المحور الأول
: إيقاعه في الشر من طريق الخير!!


المحور الثاني
: إشغاله في كثير من المباحات لصرفه عن الواجبات!!


المحور الثالث
: الحد من شدة ذكره لله بمختلف الوسائل والملهيات؛ لرفع الحصانة عنه!!


المحور الرابع
: بدء عرض الفتن عليه واحدة تلو الأخرى!!


المحور الخامس
: إصابة العقل بسهم خلفي لاستدراجه في إشغال حيز من التفكير في تلك الفتن!!


المحور السادس
: تدخل شياطين الإنس عن اللزوم؛ لتنفيذ الأجندة المناطة بهم في الوقت المناسب!!


المحور السابع
: محاولة إيقاعه في اقتراف بعض المعاصي ولو من الصغائر!!


المحور الثامن
: حرمانه من بعض الرزق نتيجة تلك المعاصي، وتضييق منافذ نفسه عليه بسبب تلك الحرمان!!


المحور التاسع
: استعظام وقوعه في تلك المعاصي في عينيه، وإشعاره بالضياع، وبدء إطلاق سهام القنوط من رحمة الله عليه!!


المحور العاشر
: التمهيد لإيقاعه في إحدى الكبائر للإجهاز عليه!!


وعلى الجانب الآخر،
يظهر القلب الأبيض وهو لا يزال نابضاً مفعماً بالحياة؛ يتبادل الحديث بثقة كبيرة مع جنود جيش الخير، في مشهد يوحي إليك بمدى استعداد الجميع لهذا الهجوم الشيطاني المباغت!!


وبابتسامة مشرقة، لا يزيد عن ترديد قوله تعالى :



(
إنَّ كيدَ الشيطانِ كانَ ضعيفاً)!!

تابعوا معي بإذن الله . .



تفاصيل تلك المحاور، وكيف ستكون مواجهة القلب الحي لها؟!


إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#6

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

(الحلقة السادسة)


معركة المحورالأول!!



بعدما قرر إبليس خوض المعركة مع القلب الحي على عشرة محاور؛ بدأ في وضع الخطة التفصيلية للهجوم الذي سوف يشنه عبر المحور الأول وهو :


(إيقاعه في الشر من طريق الخير!!)


سأل إبليس القرين قائلاً :

هل يهوى صاحب هذا القلب مباشرة الدعوة إلى الله من خلال الإنترنت والمنتديات الإسلامية؟!

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى
فأجاب القرين قائلاً :

نعم إنه يقضي ساعات طوال أمام الجهاز، ينتقي خلالها أفضل الموضوعات الهادفة، وينشرها في أكثر من منتدى إسلامي؛ يبتغي بذلك الأجر؛ من خلال نشر الخير على أوسع نطاق!!


ابتسم إبليس ابتسامته الخبيثة وهو يقول :

إذا وصلنا أيها القرين إلى هدفنا المنشود وبكل سهولة!!


فأجابه القرين متسائلاً :

وكيف ذاك؟!


قال إبليس :

لقد سهَّل علينا المأمورية حينما قرر استخدام هذا السلاح الذو حدين وهو(الإنترنت)!! فهو كما تعلم ينشر الخير والشر معاً، وفيه من الألغام الخفية؛ ما يصلح لأن تكون فخاخاً جيدة لاصطياد الكثير من أصحاب القلوب الحية كفرائس بمن فيهم صاحب هذا القلب!!

حيث أن أقل ثمرة يمكن أن نجنيها من جراء استخدام صاحب القلب الحي له؛ هو تضييع أوقات الصلاة عليه، وإيهامه بأنه طالما يقوم بفعل الخير فلا بأس عليه!! فيحسب بذلك أنه يُحسن صنعاً؛ وقد حرم نفسه من ثواب الصلاة في وقتها جماعة!!


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

إذاً عليك البدء بالخطوة الأولى، وهي أن تجتهد في أن تثير فيه - على حين غرة - حب الاستطلاع؛ للدخول على بعض الروابط العامة الأخرى الهامشية، والتي بها كلام مباح، لعلك تنجح من خلالها إلى الإنزلاق به إلى بعض روابط المواقع الجنسية أو المواقع التي بها صور خليعة أثناء عملية استخدامه للإنترنت؛ حيث ستأخذ به هذه الروابط إلى عوالم أخرى بعيدة كل البعد عما كان ينوي القيام به من فعل الخير!!

حيث لن تضيع عليه الصلاة فحسب!! وإنما سوف تضيع عليه حلاوة الإيمان، وتبدلها بنيران الشرور والآثام!!

فإلم تفلح معه في ذلك، فاسلك الخطوة الثانية؛ بمحاولة الاجتهاد في جعله يتلطف في ردوده على بعض العضوات من (الجنس الآخر) ويزداد في هذا التلطف يوماً بعد يوم من باب تأليف القلوب على الخير؛ لعل علاقة أخوية تنشأ بينه وبين إحداهن في حدود التناصح الشرعي طبعاَ!!

ومن ثم سنتولى نحن عملية تحويلها لاحقاً إلى علاقة شيطانية بامتياز!!


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

أبدى القرين إعجابه بهذه المقترحات وقال :

سمعاً وطاعة لرئيس القيادة الشيطانية العليا (إبليس) وسوف أبدأ معركتي بلا هوادة مع هذا القلب الحي، وسترى ما تقرّ به عينك أيها الجد الكبير!!



بداية فصول المعركة



جاء القرين إلى صاحب القلب الحي وهو أمام جهازه كعادته ينتقي أطيب الأحاديث وخير الكلام، وبدأ في الخطوة الأولى؛ بأن حاول مراراً لفت انتباهه لبعض الروابط الإعلانية الجانبية التي تظهر عادة مع بعض الصفحات؛ إلا أن صاحب القلب الحي لم يكترث بها مطلقاً!! بل ولم يلق لها أي بالاً!! وذلك من شدة شغفه بنشر الخير على أوسع نطاق، تلهفاً للأجر والثواب!! فاندثرت على إثر تلك الأشواق والتلهفات وساوس الشيطان وتلاشت!!


سكن القرين فترة من الزمن، ثم عاود المحاولة مراراً؛ لعله يستثير اهتمامه ببعض المنتجات الطبية التي لها من الفوائد الصحية الكثير؛ عسى أن ينجح في إخراجه من محيط المنتديات الإسلامية إلى ما سواهاه من المنتديات العامة؛ حيث سيسهل عليه الدخول منها إلى الكثير من الروابط المشبوهة التي فيها مبتغاة، ولكن فوجئ بأن القلب الحي يرسل لصاحبه إشارات تحذيرية؛ كلما هم بمجرد التفكير في قراءة عناوين تلك الروابط!!


فعجز تماماً بعدما كرر تلك المحاولات مراراً وتكراراً دون أدنى جدوى!! حيث حالت تلك الإشارات التحذيرية الصادرة من القلب الحي دون وصوله إلى مبتغاة!!



رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى
قرر القرين التأمل في فحوى تلك الإشارات؛ لعله يفلح في فك رموزها، أو تبديد آثارها الشديدة على نفس صاحب هذا القلب؛ فوجد منبعها تأصيل بعض آيات الوعيد التي حفرت موقعها بقوة في أعماق ذلك القلب؛ كقوله تعالى : (وإن منكم إلا واردها . . كان على ربك حتماً مقضياً) فكلما همَّ بالقيام بفعلٍ اشتمت منه حياة قلبه رائحة المعصية ولو من على بعد سحيق؛ أصدرت له مشاهد مرعبة تصور له زحفه الصراط الذي هو (أحد من السيف وأرفع من الشعر) وكلاليب النار تحاول أن تتخطفه من عليه هاويةً به إلى قعرها سبعين خريفاً!! فتفزع نفسه على الفور؛ وينفر من ذلك الفعل، ولا يجد في ذلك الفرار أدنى مشقة على نفسه التي تبدو وكأنها تبرمجت على ذلك الحال!!!!!!!


شعر القرين بنوع من اليأس الشديد، غير أنه قرر مواصلة التجول بين مصادر تلك الإشارات بشكل أكثر توسعاً، لعله يجد من بين مصادرها مصدراً ضعيفاً يسهل القضاء عليه، فوجد من بين غرف ذلك القلب الحي باباً مكتوباً عليه مصدر الإشارات التحذيرية من الصور الخليعة، قرر فتحه وياليته ما فعل!!


حيث قام صاحبه بتخزين أبشع صور لتآكل الموتى تحت الثرى في طياته، بالإضافة لمشهد من ذاكرته، حينما كان يحفر مع إخوانه أساساً لأحد المساجد، فوجودوا في أعماق الأرض هياكل عظمية لموتى من قديم الزمان، وكان كفن إحدى النساء فيه على حالته، وشعرها الطويل يتدلى من بين فتحاته، فلما كشف عنها عامل المقابر، إذا بعين تلك المرأة تنفجر وتسيل كالصديد على وجهها في منظر تقشعر منه الأبدان تقززززززززززززاً!!!



رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى
ولى القرين مدبراً من تلك الغرفة وهو لا يكاد يقاوم الشعور بالتقيئ وهو يقول في نفسه : أي صور خليعة تلك التي يمكنها أن تؤثر في هذا القلب؟!!!!

قرر أن يخنث قليلاً؛ حتى تتلاشى تلك المشاهد المقززززززززززززة من مخيلته؛ فما كان في تلك الغرفة التي ظنَّها تمثل مصدراً ضعيفاً من مصادر الإشارات التحذيرية، قضى على شهيته في الحياة برمتها!!


وبعد فترة؛ قرر خوض الخطوة الثانية، حيث بدأ يفكر في كيفية الدخول معه في أجواء المنتديات الإسلامية؛ لعله ينجح في اصطياد فتاة لديها الاستعداد لقبول إقامة ما (قد يتوهما أنها علاقة شرعية) ثم يسلم الزمام لأبليسه الكبير؛ كي يقوم بدوره في تحويلها إلى علاقة شيطانية بامتياز كما وعد، المهم ألا تضطره الظروف مهما كانت؛ إلى الدخول مكرراً إلى مصادر تلك الإشارات التحذيرية في ذلك القلب الحي!!


فترقب وصوله إلى مرحلة القيام بالرد على تعليقات الأعضاء على ما قد قام بنشره مسبقاً، وكلما رأى الرد من عضو (ذكر) قال في نفسه : (رد عليه بأي رد خلّصَّنا) المهم خلينا نشوف ردود (الأخوات)!!


فلما بدأت ردود (الأخوات) في الظهور، أخذ يُحنن قلبه، ويوسوس له قائلاً : (ما شاء الله عليها هذه الأخت، قلَّما تركت لك مقالة لم تقرأها أو تعلق عليها، وواضح جداً أنها حريصة كل الحرص على قراءة كل ما تكتب، ومن أدنى مستويات الأدب الإسلامي يا أخي الفاضل أن تخصها برد خاص، فالله تعالى يقول : (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها) هذا ما علمنا إياه ربنا!!)


رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

ضحك صاحب القلب الحي في نفسه ساخراً من بلاهة شيطانه الذي أضحى واعظاً ومذكراً بالأدب الإسلامي ما بين عشية وضحاها!! ولم يزد في رده على (الأخوات) عن قوله (وإياكم) أو (وجزاكم) أو (وفيكم بارك الله) من غير حشو أو زيادة ليس لها موقعٌ من الإعراب، معتبراً أن ذلك من قمة الأدب الذي يحول بينه وبين فتح أبواب الفتنة مهما صغرت، ولم يبال في ردوده بكون المعلق رجلاً أو امرأة، المهم عنده هو نشر الخير بين عموم المسلمين، ثم لوح القلب الحي للقرين قائلاً : هل ترغب في زيارة المزيد من غرف الإشارات التحذيرية من الاختلاط؟!


فلقد أعددت لك فيها ما يُنسيك فحوى مهمتك على وجه الإطلاق!!

ولى القرين هارباً؛ مقرراً العودة إلى القيادة الإبليسية العليا خاوي اليدين؛ معلناً عن خسارة معركة المحور الأول!!

إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#7

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

(مختصر فوائد الحلقات من إلى ) 1 6

ملخص الحلقة الأولى
§ النفس البشرية مزيج من المتناقضات المتناحرة، وعلى العبد التيقظ الدائم؛ لتغليب الخير على الشر فيها.
§
المعركة بين الخير والشر في أعماق النفس البشرية مستمرة على الدوام، وأشد اسلحة الخير نفعاً المراقبة واليقظة، وأشد أسلحة الشر فتكاً الأماني!!
§
الأماني الكاذبة، عالم لا حدود له، وأوهاماً لا أرض لها!! ونسيجاً لا ملمس له!! ووعوداً لا وفاء لها!! وأحلاماً لا يقظة منها سوى بالموت الذي ليس منه فوت!!
§
فبالأماني يستهوي الشيطان العبد لإدراك متعة وهمية سريعة الزوال!!
§
وبالأماني يُسوِّف الشيطان التوبة لدى العبد أملاً في عمر مديد طويل المآل!!
§
وبالأماني يُزهَّد الشيطان العبد فيما بين يديه من الحلال أملاً في الحصول على لذةٍ أكثر متعة في الحرام!!
§
وبالأماني يَدفع الشيطان العبد إلى الإفراط في إحسان الظن بنفسه؛ حتى يقع في وحل الغرور بالله . . فيكون هلاكه عياذاً بالله !!
§
وبالأماني يُوهمُ الشيطان العبد أن بإمكانه تأخير الحقوق، ريثما يوسع الله عليه بالمزيد، لعله يكرم أصاحبها بزيادة على حقوقهم، فتتخطفه سياط الموت على حين غرَّةٍ، فيقضي؛ ولمَّا يوف ما عليه من حقوق العباد!!
ملخص الحلقة الثانية
§ الأماني الكاذبة تمثل المخدر الذي يحدث في النفس نوعاً من الاسترخاء، كي يهون عليها قبول ارتكاب (المعصية) حين تتغافل عن حجم العاقبة!!
§
أول بند في دستور هذا الكون، هو أنه ينبغي علينا العلم بأن لهذا الكون إله واحد . . عظيم في ملكه . . عظيم في سلطانه . . ولا ينبغي لأحدٍ أن ينازعه في أمره، وعليه فلا ينبغي علينا النظر إلى حجم (المعصية) ولكن علينا أن ننظر إلى عظمة وجلال من (عصينا)؟!
§
قوى الشر تريد الإيقاع بالعبد في أكبر قدر من المعاص، كي تصيب قلبه بالقسوة والغلظة التي تهيئه لارتكاب المزيد منها؛ كي يسهل عليها تدميره!!
§
قوى الخير، تريد إمداد العبد بالزاد الإيماني الذي يجعله يقوى على مواجهة المعاصي، ويبتعد عن ساحاتها؛ كي يسلم من شرورها، ويواصل مسيرته إلى الله في مأمن في سخطه وعقابه!!

ملخص الحلقة الثالثة
§ القلب هو ساحة المنافسة الحقيقية بين خواطر الإيمان ووساوس الشيطان!!
§
جيش الخير تقوده رحمة الله تعالى بالعبد، وجنود تتمثل في (العقل الروح النفس اللوامة الملائكة الصحبة الصالحة).
§
جيش الشر يقوده إبليس اللعين!! وجنوده تتمثل في (القرين الشهوة الهوى - النفس الأمارة بالسوء صحبة السوء)!!
§
لكل جيش مؤونة وعتاد يستعين بها في معركة الصراع بين الخير والشر، والعبد يغلب أحدهما على الآخر؛ بحسب مقدار الحياة في قلبه!!
§
تنحصر كافة أنواع المعارك الدائرة بين الخير والشر في معركتين فقط، هما معركة الشهوة!! ومعركة الشبهة!!

ملخص الحلقة الرابعة
§ القلوبً ثلاثةٌ : قلبٌ حيٌ، وقلبٌ مريضٌ، وقلبٌ ميتٌ!!
§
صاحب القلب الحي أقام حول قلبه تحصينات منيعة؛ لكي لا يسمح لقوى الشر باختراقه!!
§
صاحب القلب الحي يبذل وسعه في مراقبة أعماله؛ فإذا ما حدث ووقع في مخالفة ما؛ سارع بالتوبة والعودة والإنابة، وربما ولدت شدة ندمه طاقة مضاعفة؛ لبذل المزيد من الطاعات والنفور من المنكرات، والاستفادة من التجربة؛ ببذل أسباب الارتقاء الإيماني؛ حتى لا يعاود تكرار الخطأ بالوقوع في نفس المعصية!!
§
الشبع والغفلة والفراغ من أهم الأسباب المهيئة للوقوع في المعاصي!!
§
صاحب القلب الحي لديه محطات تفريغ لما تراكم على قلبه من ران المعاصي (كزيارة القبور أو تذكر أحوال البعث والنشور)!!
§
صاحب القلب الحي لديه محطات شحن لزيادة الطاقة الإيمانية (كقيام الليل، وقراءة القرآن، والمحافظة على الأذكار لاسيما أذكار الصباح والمساء)!!

ملخص الحلقة الخامسة
§ قطع الشيطان على نفسه عهداً بمحاولة إهلاك بني آدم، وارتضى أن يكون ذلك سبباً في هلاكه وضياع آخرته خالداً مخلداً في نار الجحيم!! وعليه فلن يرتضي منَّا بمجرد صغائر الذنوب، وإنما جعلها فقط مرحلة للوصول إلى الكبائر، ثم إلى الكفر عياذاً بالله، فمن عرف حقيقة عدائه له؛ وجب عليه مجابهة الصراع بمثله، ولكن تكون العاقبة بالفوز إلا لعباد الله المخلصين!!
§
صاحب القلب الحي يقطع على الفتن كافة السبل والطرق المؤدية إلى قلبه، فلا يستعصي على مجرد الفتن فحسب، وإنما حتى على رياحها أن تصل إليه!! فهو مقاتل شديد البأس!! يتخذ من حبل وصاله بالله دوماً؛ مدداً لإزالة أسباب الفتن عنه!!
§
يحاول الشيطان في صراعه الدخول إلى قلب العبد من خلال العديد من المحاور :
المحور الأول
: الإيقاع في الشر من طريق الخير!!
المحور الثاني
: إشغال العبد في كثير من المباحات لصرفه عن الواجبات!!
المحور الثالث
: الحد من شدة ذكر العبد لله بمختلف الوسائل والملهيات؛ لرفع الحصانة عنه!!
المحور الرابع
: عرض الفتن على العبد واحدة تلو الأخرى!!
المحور الخامس
: إصابة العقل بسهم خلفي لاستدراجه في إشغال حيز من التفكير في تلك الفتن!!
المحور السادس
: الاستعانة بشياطين الإنس؛ لإجباره على الممارسة الفعلية للمعاصي!!
المحور السابع
: محاولة إيقاع العبد في اقتراف بعض المعاصي ولو كانت من الصغائر!!
المحور الثامن
: حرمان العبد من بعض الرزق بسبب وقوعه في تلك المعاصي، وتضييق منافذ نفسه عليه بسبب ذلك الحرمان!!
المحور التاسع
: استعظام وقوع العبد في تلك المعاصي في عينيه، وإشعاره بالضياع، وبدء إطلاق سهام القنوط من رحمة الله عليه!!
المحور العاشر
: التمهيد لإيقاع العبد في إحدى الكبائر للإجهاز عليه!!
§
صاحب القلب الحي لا يستعظم أبداً مكائد الشيطان؛ طالما كان حبل وصاله ممدود بالله عز وجل وشعاره الدائم هو (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)!!

ملخص الحلقة السادسة
§ الشيطان يبذل جهده في إيقاع العبد في وحل المعصية، على مراحل، وليس دفعة واحدة!!
§
يستعين الشيطان بالآيات والأحاديث وأقوال العلماء والدعاة أحياناً؛ لإيقاع العبد في الشر من طريق الخير، فلا تستبعد ذلك مطلقاً، وكن حذراً دائماً!!
§
صاحب القلب الحي لديه إشارات تحذيرية تصدر من نبض الحياة في قلبه، كي توقظه عند استشعار أي خطر محدق ولو من على بعد سحيق، بحسب شدة نبض تلك الحياة بين أركان قلبه!!
§
صاحب القلب الحي لديه غرف عمليات لمواجهة كافة أنواع المخاطر، حيث جعلها كمخازن للأسلحة الواقية من كل فتنة، فإذا ما واجهته أي فتنة، فتح عليها أبواب مخازن تلك الأسلحة فأبادتها!! فكن فطناً في تخزين السلاح المناسب لكل فتنة محتملة، تنجو بإذن الله!!
§
(الجنس الآخر) هو أشد فتنة يستخدمها الشيطان في معركته مع العبد، ذكراً كان أم انثى، لذا على المخلصين من عباد الله غلق أبواب تلك الفتنة تماماً، ولا يتهاونون في تسويغ الرعي حول الحمى؛ خشية أن يقعوا فيه!!
---------
رجاء إن رأيت استفادة من هذه الحلقات أن تدعو لكاتبها ووالديه بالعفو والمغفرة والستر وحسن الخاتمة بالشهادة في سبيل الله والعتق من النيران
ولي لاني نقلتها لكن ياعدولات
هي سلسلة هامة جدا بارك الله في كاتبها وجعلها الله في ميزان حسناته
لاتنسوني من الدعوات

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#8

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى


أنصح كل من يريد أن يتوسع في هذه المواضيع
أن يقرأ كتاب الداء و الدواء للشيخ العلامة إبن القيم الجوزيه رحمه الله
بقلم : أبو مهند القمري

إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#9

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

جزاكي الله خيرا حبيبتي شكرا لكي
إظهار التوقيع
توقيع : لولو حبيب روحي
#10

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

منورة الموضووووووووع حبيبة قلبي متحرمش منك

إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#11

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#12

افتراضي رد: سلسلـة خبـايـا الصـراع النفـسى

والله استفدت كثيرا
ومن زمن نريد مواضيع مثل هذه

تشكري كل الشكر




الساعة الآن 01:33 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل