[IMG]https://***- /bas/0020.gif[/IMG]
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( 15 ) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( 16 ) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ( 17 ) وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ( 18 )
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG].
•يخبر تعالى بغنائه عما سواه ، وبافتقار المخلوقات كلها إليه ، وتذللها بين يديه ، فقال : ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله )
أي : هم محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات ، وهو الغني عنهم بالذات; ولهذا قال : ( والله هو الغني الحميد ) أي : هو المنفرد بالغنى وحده لا شريك له ، وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله ، ويقدره ويشرعه .
وقوله : ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ) أي : لو شاء لأذهبكم أيها الناس وأتى بقوم غيركم ، وما هذا عليه بصعب ولا ممتنع; ولهذا قال ( وما ذلك على الله بعزيز ) .
وقوله : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) أي : يوم القيامة ( وإن تدع مثقلة إلى حملها ) أي : وإن تدع نفس مثقلة بأوزارها إلى أن تساعد على حمل ما عليها من الأوزار أو بعضه ، ( لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) ، أي : ولو كان قريبا إليها ، حتى ولو كان أباها أو ابنها ، كل مشغول بنفسه وحاله .
كما قال تعالى : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )
[ عبس : 34 - 37 ] .
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
•قال عكرمة في قوله : ( وإن تدع مثقلة إلى حملها ) الآية ، قال : هو الجار يتعلق بجاره يوم القيامة ، فيقول : يا رب ، سل هذا : لم كان يغلق بابه دوني .
•وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة ، فيقول له : يا مؤمن ، إن لي عندك يدا ، قد عرفت كيف كنت لك في الدنيا ؟ وقد احتجت إليك اليوم ، فلا يزال المؤمن يشفع له عند ربه حتى يرده إلى [ منزل دون ] منزله ، وهو في النار .
•وإن الوالد ليتعلق بولده يوم القيامة ، فيقول : يا بني ، أي والد كنت لك ؟ فيثني خيرا ، فيقول له : يا بني إني قد احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما
ترى .فيقول له ولده : يا أبت ، ما أيسر ما طلبت ، ولكني أتخوف مثل ما تتخوف ، فلا أستطيع أن أعطيك شيئا.
•ثم يتعلق بزوجته فيقول : يا فلانة - أو : يا هذه - أي زوج كنت لك ؟ فتثني خيرا ، فيقول لها : إني أطلب إليك حسنة واحدة تهبينها لي ، لعلي أنجو بها مما ترين . قال : فتقول : ما أيسر ما طلبت . ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا ، إني أتخوف مثل الذي تتخوف .
•يقول الله : ( وإن تدع مثقلة إلى حملها ) الآية ،
الله : ( لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) [ لقمان : 33 ] ، ويقول تعالى : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) رواه ابن أبي حاتم رحمه الله ، عن أبي عبد الله الطهراني ، عن حفص بن عمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، به .
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
•ثم قال : ( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة )
أي : إنما يتعظ بما جئت به أولو البصائر والنهى ، الخائفون من ربهم ، الفاعلون ما أمرهم به ،
•( ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه ) أي : ومن عمل صالحا فإنَّما يعود نفعه على نفسه ،
•( وإلى الله المصير ) أي : وإليه المرجع والمآب ، وهو سريع الحساب ، وسيجزي كل عامل بعمله ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر . تفسير ابن كثير
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
كلنا يفتقر الى الله
أخواتى الكرام... العلماء فرَّقوا بين فقرين؛ فقرٍ اضطراري، وفقرٍ اختياري.
•فالفقر الاضطراري لا خروج لأحدٍ عنه، لا لبرٍ ولا لفاجرٍ، وهو لا يقتضي مدحاً ولا ذماً، ولا ثواباً ولا عقاباً، أي أنت مفتقرٌ إلى إمداد الله؛ مفتقرٌ إلى الحركة التي تتحركها، مفتقرٌ إلى عمل الأجهزة، مفتقرٌ إلى عمل الحواس، مفتقرٌ إلى عمل المخ والأعصاب، أنت مفتقرٌ دائماً إلى الله شئت أم أبيت، وجودك مستمدٌ منه.
•وفق إمداد الله عزَّ وجل تكون أنت؛ إمَّا أن يمدَّك بالصحة، وإما أن يحجب عنك بعض الصحة، إما أن يمدك بالفكر الصحيح فيصح عملك، وإما أن تبتعد عنه فيحجب عنك نوره، فأنت مفتقرٌ إليه شئت أم أبيت، هذا الفقر الاضطراري لا يقتضي مدحاً ولا ذماً، ولا ثواباً ولا عقاباً.
ولكن الحديث اليوم عن الفقر الاختياري، هذا الفقر الاختياري هو كسبي.. من كسبك، ومن ثمار إيمانك، ومن محصِّلة معرفتك بالله عزَّ وجل، هذا الفقر الاختياري أيها الأخوات نتيجةٌ طبيعيةٌ حتميةٌ لعِلمين شريفين:
العلم الأول معرفة العبد بربه،،،،،،،،، والعلم الثاني معرفة العبد بنفسه.
فأنت حينما تتقن معرفة الله ومعرفة نفسك، ينتج عن هاتين المعرفتين حالة الفقر الاختياري التي هي من كسبك، أما الفقر الاضطراري فهذا قدرك شئت أم أبيت..
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
•إن عرفت ربك عرفت نفسك، فمتى حصلَتْ هاتان المعرفتان أنتجتا فقراً هو عين الغنى، وعنوان الفلاح، وسرّ السعادة، وتفاوت النَّاس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين، أن تعرف ربك وأن تعرف نفسك، إن عرفتهما باختيارك أنتجتا فقراً هو عين الغنى، فقراً هو عين القوة، فقراً هو عين العلم، فقراً هو عين التوفيق، فقراً هو عين الرشاد، فقراً هو عين النصر،إ قْرَءُوا قول الله عزَّ وجل:
﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾
[ سورة آل عمران: 123 ]
أي مفتقرون إليه..
﴿فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾
عُدةٌ متواضعة غلبت عُدةً كثيرة بإذن الله
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
• أيها الأخوات الكرام... هذا الدرس يحتاجه المسلم كل يوم عشرات المرات، بل مئات المرات، حينما يفتقر يمدُّه الله بالحكمة، بالقوة، بالصبر، بالعزيمة، بالرضا، بالتفاؤل، ينصره، يدعمه، يؤيِّده، يحفظه، يوفِّقه، إذا قال: يالله. وآمن وتيقن بفقره
اليه سبحانه.
امَّا إذا قال : أنا ابن فلان، أنا حجمي المالي كذا، أنا عندي خبرات متراكمة، لي باعٌ طويل في التجارة، حينما يعزو الأمر إلى غيرذات الله عزَّ وجل يتخلَّى عنه، بل إنَّ الصحابة الكرام وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم، حينما قالوا يوم حنين:
((لن نُغْلَب من قلَّة))
[أبو داود والترمذي والحاكم عن ابن عباس ]
قال تعالى:
﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾
[ سورة التوبة : 25]
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
• يا أيها الأخوات الكرام... درسان بليغان، المؤمن في أي مكانٍ وزمان في أمسِّ الحاجة إلى هذين الدرسين؛ درس بدر ودرس حنين،
• إن قلت: يالله. إن افتقرت إليه( وهذا هو الواقع، ليس هذا كما يقول بعضهم أدباً مع الله. بل هذا هو الواقع)
• أنت من دون إمداد الله لا شيء، إن اعترفت بضعفك، إن اعترفت بجهلك، إن اعترفت بفقرك أغناك الله وعلَّمك وقوَّاك،
•وإن عزوت الأمر إلى ذاتك تخلَّى عنك وأوكلك إلى نفسك.. فمن اتَّكل على الله كفاه، ومن اتكل على نفسه أوكله الله إليها، هذا هو التوحيد، وهذه أكبر ثمرةٍ من ثمار الإيمان، أن تكون مفتقراً إلى الله افتقار حقيقة، افتقار علم، افتقار واقع.
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
•حينما يستغني الإنسان بقُدرةٍ، بمالٍ، بعزٍ، بسلطانٍ، بذكاءٍ، بأتباعٍ عندئذٍ يطغى،و سبب الطغيان الغفلة عن الله..
﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾
فالغنى عدَّه النبي أحد أكبر المصائب، الغنى أن يكون معك مال وفير، أن تكون مستغنياً بقوتك، مستغنياً بصحتك، مستغنياً بأتباعك، مستغنياً بأموالك بالمعنى المطلق، هذا الشعور بالغنى أحد أسباب الطغيان، والطغيان أحد أسباب الهلاك..
• نعم إنَّ من لوازم الغفلة عن التوحيد الطُغيان،الطُغيان على اى شيء مثل الطغيان على أموال الناس، ولو بالكذب والاحتيال والغش، حينما لا ترى الله هو الرزَّاق، هو الغني، حينما تعزو هذا إلى نفسك تأكل أموال الناس بالباطل، من خلال هذه الآية يبدو أن أي الطغيانٍ سببه الشعور بالاستغناء عن الله، فلو كنت مفتقراً إلى الله لما زِحت عن منهج الله قيد أنمُلة أبداً.
0 ما دمت مفتقراً إلى الله فهو معك، ما دمت مفتقراً إلى الله فهو ناصرك، ما دمت مفتقراً إلى الله فهو وليُّك، ما دمت مفتقراً إلى الله فهو يعينك.
[IMG]https://***- /fa/0192.gif[/IMG]
إخواتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
•(بادروا بالأعمالِ سبعًا هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا، أو غنًى مُطغيًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هَرَمًا مُفنِدًا، أو موتًا مُجهزًا، أو الدجالَ فشرُّ غائبٍ يُنتظَرُ، أو الساعةُ فالساعةُ أدهَى وأمرُّ)
الراوي:أبو هريرة المحدث:ابن باز المصدر:مجموع فتاوى ابن باز الجزء أو الصفحة:336/16 حكم المحدث:إسناده حسن.
•فقر مفاجئ، شُح في المياه، تلف في المزروعات، عقبات في كسب المال، كارثة فجائيَّة.
شيخوخة فيها خرف، وفيها ثقل، أو موت مفاجىء او ظهور الدجال او الساعة اللهم سلم...
فيا أختى المسلمة نحن الفقراء الى الله وسبحانه الغنى الحميد
استعينوا بالله على الاعمال الصالحة على قيام الليل على صيام التطوع على الصدقات على حفظ القرآن على مساعدة المحتاجين على الدعوة فى سبيلة على بر الوالدين على طاعة زوجكِ على معاملة زوجك بما يرضى الله ،
استعينوا بالله على تربية ابنائكم تربية يرضى عنها ربنا ،استعينوا بالله على حسن الجوار والصبر على أذاهم استعينوا بالله على اكل الحلال فقط دون الحرام،استعينوا بالله على التمسك بالدين فى هذه الايام فالقابض على دينه هذه الايام كالقابض على الجمر فى زمن... قل الخير وأسبابه ، وكثر الشر وأسبابه ، ، وكثرتِ الفتن المضلة ،
تجردوا من حولكم وقوتكم لحوله وقوته وادعوه وانتم موقنين بالإجابة..
ربنا ..وقفنا امام بابك فقراء أذلاء معترفين بذنوبنا فلا تردنا بذنوبنا وكن معنا واقبلنا وانصرنابرحمتك وعفوك يا كريم..اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين
وفقنا الله وايَّاكم لما يُحب ويرضى
جزاكم الله خيرا على طيب المتابعة
بقلمى مع المراجع:
تفسير بن كثير
وتفسير النابلسي
[IMG]https://***- /ne/0016.gif[/IMG]