يُحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم ! مشى الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل ، و فيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه ،
و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس ..
انتظر الشاب ساعتين لحين يأتي دوره
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ثم يعود لمقابلته بعد ساعتين !
و قال له امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت ..
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة !
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله : هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟
هل رأيت الورود في الحديقة الجميلة ؟
و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟
ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا !
فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ! فقال الحكيم : ارجع و تعرف على معالم القصر !
فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا تعرف البيت الذي يسكن فيه ،
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران و شاهد الحديقة و الزهور الجميلة ..
و عندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى من جمال و روائع ..
فسأله الحكيم : و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ ..
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا فقال له الحكيم : تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك ! سـر الـسـعـادة هو أن ترى جمال الطبيعة و روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت .. فهم الفتى مغزى القصة فـالـسعـادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء و قطرتا الزيت هما الـسـتـر و الـصـحـة فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة و الشقاء ...
و في الحديث أربع من السعادة : الزوجة الصالحة و الجار الصالح و البيت الواسع و المركب الهني ...
و من بات آمنا في سربه معافا في بدنه لديه قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ... كتييير يكون أمامه الجمال ولا يشعر به كثيرا منا يبحث عن خطيبة جميلة و بجوارة حورية رائعة كثير منا عنده زوجة صالحة ولا يحس بما تهديه من فرحة و سعادة .. صدق القائل من الغباء أن ما تملكه اليد تذدريه العين ... فالسعادة ليست ملعقة دواء أو وصفة سحرية كن جميلا ترى الوجود جميلا و لنعود لجادة الصواب فلست أرى السعادة جمع مال و لكن التقي هو السعيد .. أسأل الله القدير أن يهبنا التوفيق و السعادة في الدنيا و الآخرة و أن يجعلنا من أهل رضوانه