كثيرا جدا..ما ندخل الى ذاتنا..
لنُخرج منها " متاعبنا "..
لننبش تساؤلاتنا الكامنة بعيدا..
لنتحرش بذاكرتنا ..المغلقة فجواتها..بإرادتنا..ورغبتنا..
احيانا..نكتب..
وربما ..كثيرا جدا ما نكتب..
لكننا..نادرا ما نعرف ان نكتب عن " غير متاعبنا "..
نادرا ما نعرف كيف نخرج من ذاتنا..لندخل الى من حولنا..
لنكتشف اشياءهم..هم ..
لنرى متاعبهم..هم..
لنغوص في أعماقهم ..هم..
وربما لنقص حكاية أوطانهم ..هم..
لكن..حين نكتب ..عنهم..
تكون كتابتنا..اعمق..واكثر حضورا في الذاكرة..
وفي القلب..
والاهم في الورق..
هنا..
في زاوية ..لهم..
افتحها..لتكون سبيلنا ..إليهم..
فوحدهم..قادرون على جعل اقلامنا تنطق..لتكون اسمى ..واكبر..واعمق..
" شكرا لمن كان صاحب الفكرة في الموضوع..
وشكرا لكل من سيرافقني ..معهم ..في اقلامنا. "
..
..
..
ربما تعرفين قيمة الحياة ..اكثر منا..
رغم اننا...مُنحنا الحياة..اكثر منكِ..
وربما تعرفين قيمة الاشياء ..اكثر منا..
رغم اننا حصلنا..على كثير من الاشياء..اكثر منكِ..
..
..
..
حين نأتي الى الحياة..
يستقبلنا..وطن..وهوية..وارض..وتراث..وتاريخ..
تمنحنا الحياة..انفاس الحياة..
ونبدأ بالتنفس..والبكاء....
لكي ..نحيا الحياة..
لكننا..للأسف..
احيانا كثيرة..تقتلنا..بحد ذاتها..الحياة ..
بواسطة اشرارها..والحاقدين عليها..
فلا يبقى لدينا..انفاسٌ للحياة..
بل يصبح لدينا توابيتٌ..تقفل لنا باب الحياة..
" اظنكم..تقولون لنا هذا من عمق قبوركم..
وارواحكم تسألنا..ماذا فعلنا لكم..
لتسمحوا بقتلنا..وموتنا..وحرماننا الحياة؟ "
::
ذنب من..
حين يولد الانسان فقيرا..
او منكسرا..
او متشردا..
اهو ذنب الزمن الذي وُلد فيه..؟
ام ذنب القدر انه جعله فقيرا..؟
ام ذنبه ..هو..
انه لم يناضل ليصبح..ثرياً..؟
..
..
ذنبك ايها الصغير..انك حين اتيت الى الدنيا..
كانت تنتظرك ملعقة مُغمسة بالعلقم..
فلم تجد من سبيل ..سوى لتبتلع لعابك..مع مرارتها.
::
في غرب السودان ..
في دارفور ...
(والنيل اطول نهر في العالم )
...
الموت
وحتى الماء .. بـ الدور ..
::
خائفٌ من الموت..المتربص لك ....
تبكي..
تصرخ..
تحاول الاستنجاد بأبيك..
تقول له" انقذني يا ابي "..
اني خائف..من ان اموت الان..
ويحاول ان يطمئنك..
ويحاول ان يمنحك ذراعه..ليخبئك منهم..ومن قنابلهم..واسلحتهم الرشاشة..
لكن..كعادتهم..
لم يرحموا عمرك الصغير....
ولم يأبهوا لخوفك..المنسكب على وجهك..
ولم تمنعهم ذراع والدك ..من رصاصاتهم
فاردوك شهيدا..مع من يحضنك..
وجعلوا خوفك..ينام معك..
في قبرٍ كنتَ تحاول ان تصرخ لتنجو منه..بطفولتك.
..
..
" ظلموك مرةً...
حين لم يشاهدوا رعبهم في وجهك..
وظلموك ثانيةً..
حين..افرغوا رصاصهم في جسدك ..
وظلمناك نحن ..معهم..
حين لم نعرف كيف نؤمن لك وطناً..يحميك منهم....وينقذك..
..
..
رغم ان طعامكم لا يكفيكم ربما..
رغم ان اياديكم تتشابك..وترتطم ببعضها البعض وانتم تأكلون..
رغم انكم تجلسون في مكان ضيق..
قد يكون بمساحة سرير لرئيس او وزير..
ومع هذا..
انتم سعداء..لأنكم تتشاركون الحياة معا..
ولأنكم تشعرون ببعضكم البعض..
وتضحون لأجل بعضكم البعض.
" كلما كبر حجم البيت..
وكلما زاد الثراء..
كلما قلت الالفة..والروابط الحقيقية بين الناس .."
..
..
في هذه .. الصوره لا ترى اللون الابيض .. الا في قلوبهم .. وبطون اقدامهم ...
.....
( والله لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه )
..
..
اظننا..
لم نعرف ..معنى ان تكون اُمنا..طفلةً صغيرة..
او ان يكون حضنها..صغيرا جدا علينا..
كم نحنُ محظوظون فعلا..
بعكسهم تماما..
لأننا وجدنا سريرا.. ننام فيه..
وغطاءاً ..نتدثر به..
وحضن امٍ كبيرة..تشدنا الى صدرها ..
كم نحنُ محظوظون فعلاً..
بعكسهم تماما..
لأننا لم نعاني..احساسهم..بالوجع عميقا..وهم في اوج طفولتهم..
نملك كل شيء..
البيت..والمأوى..والطعام..
والثياب..والسرير..والغطاء..
والنزهات الكثيرة..
والكماليات..والضروريات..
وكل الاحتياجات التي..نريدها..
ولو كانت فائضة عنا..
او غير ذات اهمية لنا..
وماذا يملكون هم؟
سرير على الرصيف..
وغطاء سمائي..ربما مع مطر..وربما مع حر..
وطعام..لا يجدونه إلا بعد جوع..وعطش..ووجع..
//
هل الدنيا عادلة؟
//
او هل نحن عادلون؟
//
او انه الله..
من خلق لكل انسان..قدر..
ان يجد كل ما يريده..
او ..ان لا يجد شيئاً ؟