خدعوك فقالوا ان العمر طويل والله كذبوك فان العمر قصير قصير قصير فالليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر والعمر
مهما طال فلا بد من دخول القبر فما هى الا أنفاس قد يدخل النفس ولا يخرج ويقال فلان مات وقد يخرج النفس ولا يدخل ويقال فلان مات ...
فالموت كأس وكل الناس شاربه ياليت علمى بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم ان عملت بما يرضى الاله وان خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما فانظر لنفسك أى الدار تختار
ما للعباد سوى الفردوس ان عملوا وان هفوا هفوة فالرب غفار
فالنزول من قطار العمر آت آت لا محالة ولا مراوغة فى ذلك . ان كنت تاركا للصلاة فارجع للصلاة وان كنت للذنوب فاعلا فاستغفر الاله وقل يا الله يا الله يا الله أناجيك لتغفر الذنوب وتستر العيوب وتهون على سكرات الموت وتنجينى من ضمة القبر وتثبتنى عند سؤال الملكين كما ثبت عبدك عمر بن الخطاب حين أتيا اليه لسؤاله فسألهم من ربكما فكان هو السائل ونجنى يوم الوقوف للحساب فان اليوم طويل طويل طويل كان مقداره خمسين ألف سنة ونجنى عند تناول الكتب فناولنى كتابى بيمينى فان تناولته بشمالى فقد ذهبت الى الجحيم وقلت لهم { خذوه فغلوه* ثم الجحيم صلوه * ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه }.
فالى أين المهرب من هذا الموقف العظيم يا رب نجنى فوق الصراط فان هفوت هفوة سقطت فى سقر {وماأدراك ما سقر * لا تبقى ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر} .
يا ربنا نريد منك أن تمن علينا بالعطاء رحمة منك وتطلقها كما أطلقها النبي يوم الفتح لأهل مكة حين قال اذهبوا فأنتم الطلقاء. يا رب خلقتنا فعصيناك ورزقتنا فلم نحسن الشكر .
خيرك يا ربنا للعباد نازل وشرهم اليك صاعد فان بعدوا عنك قربتهم إليك وأنت الغنى عنهم وان نسوك ابتليتهم بالمصائب لتذكرهم بك ولتطهرهم من المعايب ومن الذنوب .
بك أستجير ومن يجير سواك ارحم ضعيفا يحتمى بحماك يا رب قد أذنبت فاغفر ذلتى أنت المجيب لكل من ناداك