[IMG]https://***- /bas/0052.gif[/IMG]
تفسير سورة يوسف (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام)
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
تفسير الآيات (7- 10)
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
{لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
شرح الكلمات
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
{آيات للسائلين}: عبر للسائلين عن أخبارهم وما كان لهم من أحوال غريبة.
{ونحن عصبة}: أي جماعة إذ هم أحد عشر رجلا.
{أو اطرحوه أرضا}: أي ألقوه في أرض بعيدة لا يعثر عليه.
{يخل لكم وجه أبيكم}: أي من النظر إلى يوسف فيقبل عليكم ولا يلتفت إلى غيركم.
{في غيابة الجب}: أي ظلمة البئر.والجبّ : البئر التي تحفر ولا تطوى(أى لا تغلق بل تظل مفتوحة) .
{بعض السيارة}: أي المسافرين السائرين في الأرض.
{لناصحون}: لمشفقون عليه نحب له الخير كما نحبه لأنفسنا.
{يرتع ويلعب}: أي يأكل ويشرب ويلعب بالمسابقة والمناضلة.
{إني ليحزنني}: أي يوقعني في الحزن الذي هو ألم النفس أي ذهابكم به.
{الذئب}: حيوان مفترس خداع شرس.
{ونحن عصبة}: أي جماعة قوية.
{لخاسرون}: أي ضعفاء عاجزون عرضة للخسران بفقدنا أخانا.
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
معنى الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
( 7 ) لقد كان في قصة يوسف وإخوته عبر وأدلة تدل على قدرة الله وحكمته لمن يسأل عن أخبارهم، ويرغب في معرفتها.
( 8 ) إذ قال إخوة يوسف من أبيه فيما بينهم: إن يوسف وأخاه الشقيق أحب إلى أبينا منا، يفضِّلهما علينا، ونحن جماعة ذوو عدد، إن أبانا لفي خطأ بيِّن حيث فضَّلهما علينا من غير موجب نراه.
( 9 ) اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة بعيدة عن العُمران يخلُص لكم حب أبيكم وإقباله عليكم، ولا يلتفت عنكم إلى غيركم، وتكونوا مِنْ بعد قَتْل يوسف أو إبعاده تائبين إلى الله، مستغفرين له من بعد ذنبكم.
( 10 ) قال قائل من إخوة يوسف: لا تقتلوا يوسف وألقوه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين فتستريحوا منه، ولا حاجة إلى قتله، إن كنتم عازمين على فعل ما تقولون.
( 11 ) قال إخوة يوسف -بعد اتفاقهم على إبعاده-: يا أبانا ما لك لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنه أخونا، ونحن نريد له الخير ونشفق عليه ونرعاه، ونخصه بخالص النصح؟
( 12 ) أرسله معنا غدًا عندما نخرج إلى مراعينا يَسْعَ وينشط ويفرح، ويلعب بالاستباق ونحوه من اللعب المباح، وإنا لحافظون له من كل ما تخاف عليه.
( 13 ) قال يعقوب: إني لَيؤلم نفسي مفارقته لي إذا ذهبتم به إلى المراعي، وأخشى أن يأكله الذئب، وأنتم عنه غافلون منشغلون.
( 14 ) قال إخوة يوسف لوالدهم: لئن أكله الذئب، ونحن جماعة قوية إنا إذًا لخاسرون، لا خير فينا، ولا نفع يُرْجَى منا.
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
فى ظلال الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
_لقد كان في قصة يوسف وإخوته آيات وأمارات على حقائق كثيرة لمن ينقب عن الآيات ويسأل ويهتم .
_ ولا يُغنى حذر من قدرفما خافه يعقوب على يوسف لو قص رؤياه على إخوته قد تم عن طريق آخر , وهو حقدهم عليه لإيثار أبيهم له . ولم يكن بد أن يتم لأنه حلقة في سلسلة الرواية الكبرى المرسومة , لتصل بيوسف إلى النهاية المرسومة , والتي تمهد لها ظروف حياته , وواقع أسرته , ومجيئه لأبيه على كبرة . وأصغر الأبناء هم أحب الأبناء , وبخاصة حين يكون الوالد في سن الكبر . كما كان الحال مع يوسف وأخيه , وإخوته من أمهات .
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
_(إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)
والله ليوسف وأخوه ، يعنون بنيامين ، وكان شقيقه لأمه ؛أي ونحن مجموعة قوية تدفع وتنفع . .
_( إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)). .
إذ يؤثر غلاما وصبيا صغيرين على مجموعة الرجال النافعين الدافعين !
_ثُم يغلي الحقد ويدخل الشيطان , فيختل تقديرهم للوقائع , وتتضخم في حسهم أشياء صغيرة , وتهون أحداث ضخام . تهون الفعلة الشنعاء المتمثلة في إزهاق روح . روح غلام بريء لا يملك دفعا عن نفسه , وهو لهم أخ . وهم أبناء نبي . وتضخم في أعينهم حكاية إيثار أبيهم له بالحب . حتى توازي القتل . أكبر جرائم الأرض قاطبة بعد الشرك بالله:
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
(اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا)
وهما قريب من قريب . فطرحه في أرض نائية مقطوعة مفض في الغلب إلى الموت . . ولماذا ؟؟
(يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ). .
فلا يحجبه يوسف . وهم يريدون قلبه . كأنه حين لا يراه في وجهه يصبح قلبه خاليا من حبه , ويتوجه بهذا الحب إلى الآخرين ! والجريمة ؟؟ الجريمة تتوبون عنها وتصلحون ما أفسدتم بارتكابها:
(وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)). .)! . .
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
هكذا ينزغ الشيطان , وهكذا يسول للنفوس عندما تغضب وتفقد زمامها , وتفقد صحة تقديرها للأشياء والأحداث . وهكذا لما غلا في صدورهم الحقد برز الشيطان ليقول لهم:اقتلوا . . والتوبة بعد ذلك تصلح ما فات ! وليست التوبة هكذا .
إنما تكون التوبة من الخطيئة التي يندفع إليها المرء غافلا جاهلا غير ذاكر ; حتى إذا تذكر ندم , وجاشت نفسه بالتوبة . أما التوبة الجاهزة ! التوبة التي تعد سلفا قبل ارتكاب الجريمة لإزالة معالم الجريمة ,
*فليست بالتوبة * إنما هي تبرير لارتكاب الجريمة يزينه الشيطان !
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
ولكن ضميرا واحدا فيهم , يرتعش لهول ما هم مقدمون عليه . فيقترح حلا يريحهم من يوسف , ويخلي لهم وجه أبيهم , ولكنه لا يقتل يوسف , ولا يلقيه في أرض مهجورة يغلب فيها الهلاك . إنما يلقيه في الجب على طريق القوافل , حيث يرجح أن تعثر عليه إحدى القوافل فتنقذه وتذهب به بعيدا:
_( قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)). .
_ونحس من قوله:(إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ). .
_روح التشكيك والتثبيط . كأنه يشككهم في أنهم مصرون على إبقاع الأذى بيوسف . وهو أسلوب من أساليب التثبيط عن الفعل , واضح فيه عدم الارتياح للتنفيذ . ولكن هذا كان أقل ما يشفي حقدهم .
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
_ولم يكونوا على استعداد للتراجع فما اعتزموه . . نفهم هذا من المشهد التالي في السياق . .
_فها هم أولاء عند أبيهم , يراودونه في اصطحاب يوسف معهم منذ الغداة . وها هم أولاء يخادعون أباهم , ويمكرون به وبيوسف . فلنشهد ولنستمع لما يدور:
قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
_والتعبير يرسم بكلماته وعباراته كل ما بذلوه ليتدسسوا به إلى قلب الوالد المتعلق بولده الصغير الحبيب , الذي يتوسم فيه أن يكون الوارث لبركات أبيه إبراهيم . .
_(يا أبَانَا). .بهذا اللفظ الموحي المذكر بما بينه وبينهم من آصرة .
مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ؟؟
_سؤال فيه عتب وفيه استنكار خفي , وفيه استجاشة لنفي مدلوله من أبيهم , والتسليم لهم بعكسه وهو تسليمهم يوسف . فهو كان يستبقي يوسف معه ولا يرسله مع إخوته إلى المراعي والجهات الخلوية التي يرتادونها لأنه يحبه ويخشى عليه ألا يحتمل الجو والجهد الذي يحتملونه وهم كبار , لا لأنه لا يأمنهم عليه . فمبادرتهم له بأنه لا يأتمنهم على أخيهم وهو أبوهم , مقصود بها استجاشته لنفي هذا الخاطر ; ومن ثم يفقد إصراره على احتجاز يوسف . فهي مبادرة ماكرة منهم خبيثة !
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ؟؟؟؟
أى قلوبنا له صافية لا يخالطها سوء - وكاد المريب أن يقول خذوني - فذكر النصح هنا وهو الصفاء والإخلاص يشي بما كانوا يحاولون إخفاءه من الدغل المريب . .
( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)). .
زيادة في التوكيد , وتصويرا لما ينتظر يوسف من النشاط والمسرة والرياضة , مما ينشط والده لإرساله معهم كما يريدون .
وردا على العتاب الاستنكاري الأول جعل يعقوب ينفي - بطريق غير مباشر - أنه لا يأمنهم عليه , ويعلل احتجازه معه بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب:
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
(قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) ). .
_(قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ). .
_إنني لا أطيق فراقه . . ولا بد أن هذه هاجت أحقادهم وضاعفتها . أن يبلغ حبه له درجة الحزن لفراقه ولو لبعض يوم , وهو ذاهب كما قالوا له للنشاط والمسرة .
_(وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) ). .
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
هنا وجدوا في كلام ابيهم عذرا كانوا يبحثون عنه , أو كان الحقد الهائج أعماهم فلم يفكروا ماذا يقولون لأبيهم بعد فعلتهم المنكرة , حتى لقنهم أبوهم هذا الجواب !
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
واختاروا أسلوبا من الأساليب المؤثرة لنفي هذا الخاطر عنه:
_قالوا:لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذن لخاسرون . .
_لئن غلبنا الذئب عليه ونحن جماعة قوية هكذا فلا خير فينا لأنفسنا وإننا لخاسرون كل شيء , فلا نصلح لشيء أبدا !
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
وهكذا استسلم الوالد الحريص لهذا التوكيد ولذلك الإحراج . . ليتحقق قدر الله وتتم القصة كما تقتضي مشيئته ! -
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
من هداية الآيات
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
1- الميل إلى أحد الأبناء بالحب يورث العداوة بين الإِخوة.
2- الحسد سبب لكثير من الكوارث البشرية.
3- ارتكاب أخف الضررين قاعدة شرعية عمل بها الأولون.
4- الشفقة والمحبة في الشقيق أكبر منها في الأخ للأب
5- تقرير قاعدة: لا حذر مع القدر أي لا حذر ينفع في ردّ المقدور.
6- صدق المؤمن يحمله على تصديق من يحلف له ويؤكد كلامه.
7- جواز الحزن وأنه لا إثم فيه وفي الحديث: «وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون».
8- أكل الذئب للإِنسان إن أصاب منه غفلة واقع وكثير أيضا.
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
المراجع:
تفسير الطبرى
تفسير القرآن العظيم ابن كثير
تيسير الكريم الرحمن فى تفسير
كلام المنان للسعدى.
تفسير التحرير والتنوير لإبن عاشور
سيد قطب فى ظلال القرآن.
الجزائرى أيسر التفاسير.
الطنطاوى التفسير الوسيط
[IMG]https://***- /ne/0001.gif[/IMG]
[IMG]https://fbcdn-sphotos-h-a.***- /hphotos-ak-xpf1/v/t1.0-9/1480762_587802158027619_5212227419003948027_n.jpg?oh=e3fa45bce0f639436ad7ed5a5bf74db2&oe=55EE52AA&__gda__=1446218091_7cc6f42aacf754e3a6503bbd389e77ab[/IMG]