[IMG]https://***- /bas/0060.gif[/IMG]
والله إنى لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنَّة
[IMG]https://***- /fa/0020.gif[/IMG]
إذا قيل اسم عمرو بن الجموح فيجب أن يرد إلى الأذهان تلك الكلمة الخالدة لنتعلم منها كيف كان الرجال حقاً و كيف كان نبينا محمدصلى الله عليه وسلم يختار أصحابه و يعلمهم و يسقيهم من هديه الشريف...
[IMG]https://***- /fa/0008.gif[/IMG]
هوعمرو بن الجموح بن زيد بن حرام السلمي صحابي أنصاري وهو صهر عبد الله بن حرام، إذ كان زوجا لأخته هند بنت عمرو، وكان ابن الجموح واحدا من زعماء المدينة، وسيدا من سادات بني سلمة. سبقه إلى الإسلام ابنه معاذ بن عمرو الذي كان أحد الأنصار السبعين، أصحاب البيعة الثانية.
[IMG]https://***- /fa/0008.gif[/IMG]
إسلامه
_كان من عادة الناس ان يتخذ الأشراف فى بيوتهم أصناما غير تلك الكبيرة المنصوبة و التى يؤمها الناس اتفق معاذ بن عمرو بن الجموح مع صديقه معاذ بن جبل أن يدعو والده الى الدين الإسلامى بدون ان اي عقوق..فاتفقا على ان يقنع والده انَّ الاصنام هذه لا يمكن أبداً ان تكون إلاهاً فى حجر لا ينفع نفسه فضلاً ان ينفع غيره؛
. فكانا يحملان الصنم ليلا و يطرحانه فى حفرة يلقى فيها النَّاس فضلاتهم النتنة .. فيصبح عمرو فلا يجد صنمه فى مكانه فيبحث عنه حتى يجده فى تلك الحفرة فيثور و يقول : ويلكم ... من اعتدى على آلهتنا الليلة ؟ ثم يغسله و يطهره و يطيبه فإذا جاء الليل صنع المعاذان ما يفعلانه كل ليلة
حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه و وضعه فى عنق الصنم و قال له : إن كان فيك خير فدافع عن نفسك
فلما أصبح لم يجده مكانه .. بل وجده فى الحفرة .. و ليس وحيدا بل كان مشدودا مع كلب ميت فى حبل وثيق .. فتركه في الحفرة وقال .. والله لو كنت إلهاً ماكنت انت وكلب وسط حفرة
ثم ما لبث ان دخل في دين الله.
[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
صــفـــاتــــه
الكرم:
كان عمرو مفطورا على الجود والسخاء و لكن الإسلام زاده جودا فوضع كل ماله فى خدمة دينه و اخوانه
القيادة:
عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " يَا بَنِي سَلِمَةَ ، مَنْ سَيِّدُكُمْ ؟ قَالُوا : الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ ، وَإِنَّا لَنُبَخِّلُهُ . قَالَ : وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ ؟ ! بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الْأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ " . عمرو بن الجموح فكانت هذه الشهادة من رسول الله عليه الصلاة والسلام تكريما لابن الجموح فكان سيد قومه .
[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
فدائية و بطولة
ربما هما الصفتان الثالثة و الرابعة و لكن يجب أن تفرد لهما فقرة مستقلة لأن له مع الرجولة و البطولة حكايات لو تعلمناها لكفى
مثلما كان عمرو يجود بماله فى سبيل الله أراد أن يجود بروحه و حياته
و لكن كيف السبيل ؟؟
_ إن فى ساقه عرجا يجعله غير صالح للاشتراك فى قتال ... وله أربعة أولاد كلهم مسلمون و كلهم رجال كالأسود ، كانوا يخرجون مع الرسول عليه الصلاة والسلام في الغزو و يثابرون على فريضة الجهاد
_و لقد حاول عمرو أن يخرج فى غزوة بدر فتسلل أبناؤه إلى النبي عليه الصلاة والسلام كى يقنعه بعدم الخروج .. و فعلا .. أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام يعفيه من الجهاد كفريضة و ذلك لعرجه الشديدإلا أنه راح يلح و يرجو .. ولكن أمره الرسول بالبقاء فى المدينة
[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
و جاءت غزوة أحد ( استشهاده و دفنه)
• فلما كان يوم أحد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" قوموا إلى جنَّة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين " . فقام - وهو أعرج - فقال : والله لأقحزن عليها في الجنَّة فقاتل حتى قتل .
قالت امرأته هند أخت عبد الله بن عمرو بن حرام : كأني أنظر إليه قد أخذ درقته وهو يقول : اللهم لا تردني . فقتل هو وابنه خلاد .
" فأخذ سلاحه وقال "اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائبا"،
فذهب عمرو إلى النبي يتوسل اليه أن يأذن له و قال له : يا رسول الله إن اولادي يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد ... و و الله إنى لأرجو أن أطأ بعرجتى هذه الجنة
_ و أمام اصراره العظيم أذن له النبي عليه الصلاة السلام بالخروج فأخذ سلاحه و انطلق فى فرح و سرور و دعا ربه بصوت عالى .. اللهم ارزقني الشهادة و لا تردني إلى أهلي
و التقى الجمعان يوم أحد
و انطلق عمرو بن الجموح و أبناؤه الأربعة يضربون بسيوفهم جيوش الشرك و الظلام و كان عمرو بن الجموح ينطلق وسط معمعة المعركة و مع كل انطلاقة يقطف سيفه رأسا من رؤوس الوثنية
كان يضرب الضربة بيمينه ثم يتلفت حوله فى الأفق الأعلى كأنه يتعجل قدوم الملك الذى سيقبض روحه ثم يصحبها إلى الجنة
أجل .. فلقد سأل ربه الشهادة و هو واثق أن الله سبحانه و تعالى استجاب له
صدق الله ، فصدقه الله
_جائت امرأته هند بنت عمرو فحملته وحملت أخاها عبد الله بن عمرو بن حرام قال مالك : كفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام في كفن واحد .ودفنتهما في قبر واحد بأمر الرسول إذ قال: " «ادفنوهما في قبر واحد فإنهما كانا متصافيين متصادقين في الدنيا» ". فقال: " «والذي نفسي بيده لقد رأيته يطأ في الجنة بعرجته» ".
[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
وبعد ست وأربعين سنة من غزوة احد:
_و بعد مضي ست و أربعين سنه (46) على دفنهما نزل سيل شديد غطى أرض القبور بسبب عين ماء أجراها معاوية ... فسارع المسلمون إلى نقل رفات الشهداء فإذا هم كما وصفهم الذين اشتركوا فى نقل رفاتهم : لينة أجسادهم .. تنثنى أطرافهم
و كان جابر بن عبد الله بن حرام لا يزال حيا ، فذهب مع أهله لينقل رفات والده ( عبد الله) و زوج عمته (عمرو بن الجموح) فوجدهما فى قبريهما كأنهما نائمين لم تأكل الأرض
منهم شيئا و لم تفارق شفاههما بسمة الرضا و الغبطة التى كانت يوم دُعيا للقاء الله
( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ( 169 ) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 170 )آل عمران
أتعجبون .. ؟
كلا ، لا تعجبوا . كأنَّ الأرواح الكبيرة التقية النقية تترك فى الأجساد التى كانت بيتا لها قدرا من المناعة يصد عنها عوامل التحلل و سطوة التراب
رضي الله عن عمرو بن الجموح وعن الصحابة أجمعين
[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
دروس وعبر
نرى من قصة إسلامه حتى استشهاده دور الشباب الواعى ... الشباب المثقف ... الشباب المؤمن حقا ... و الشباب الفاهم لدينه و الذى يعرف كيف يوقر الكبار وخصوصاً إذا كانوا والديه.؛ وكيف يُوَجهه إلى الخير بعقل وبصيرة.
هذا هو الشباب المسلم الذى تربى على يد رسول الله و اتبعوا نهجه و ساروا على خطاه
وجدنا معاذ بن عمرو بن الجموح مسلما صادقا و أبوه مازال يعبد الأصنام .. و يالها من فجوة بينهما .. و لكن انظر اخي .. كيف تعامل الشاب المهذب المسلم حقا مع الموقف
لم نجده يسب أباه و لا يحاول إجباره على شئ و إنما بذكاءه و بهداية الله وتوفيقه استطاع أن يأخد بيد والده من ظلمات الوثنية إلى نور الإسلام ولو كان قال له اسلم واترك الأصنام لقال والله لا اتركها ابداً
[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
وها هو عمرو بن الجموح - على عرج فيه - يصر إصرار الأسود على الخروج للجهاد بينما كان يستطيع أخذ الرخصة بكل سهولة و يجلس فى بيته منتظرا العائدين من المعركة.
و لكن كيف لـ " رجل " رباه محمد صلى الله عليه وسلم أن يُفَوت فريضة الجهاد حتى لو كان اعرج لا يستطيع المشى!!!!!!؟
[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
فما لنا كرهنا الجهاد هكذا؟؟
قال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم..
( يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، قالوا: اومن قلة يارسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت).
-معنى تتداعى/ تجتمع عليكم وتتألّب بالعداوة -
قوله (صلى الله عليه وسلم) (كما تتداعى الاكلة على قصعتها) اي كما يتهاوى الجوعى ويدعو بعضهم بعضا على قصعتهم وفي ذلك كناية على النهمة الشديدة والطمع الشديد لأعداء المسلمين في خيرات المسلمين.
_ثم وصفه بقوله (ولكنكم غثاء كغثاء السيل) والغثاء ما يحمله السيل من الاشواك والعيدان والقش وغيره مما لا فائدة منه ولا نفع فيه وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث ان هذه الامة الآن قارب تعدادها الملياروالنصف ولم يغن عنها شيئا فهي كما يقال في المثل الشعبي (كثرة بلا نفع)
انظر وهذا ما حدث للأمة يوم اختلفت اختلافاً تنافرت فيه القلوب وتباعدت فيه الارواح وتباغضت فيه النفوس ونتج عن ذلك تسلط اعدائها عليها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم( ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم).
_فلم تبق لنا هيبة في قلوب اعدائنا وخير دليل على ذلك قيام دولة (اسرائيل) في قلب امة العرب والاسلام وكيدها وتدبيرها للمسلمين وافسادها لهم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ورحم الله تعالى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يوم كان اعداؤه يخشونه عن بعد الاف الاميال.
ورحم الله تعالى هارون الرشيد والمعتصم والمأمون وغيرهم من امراء الاسلام يوم كانوا يتوعدون اعداءهم فيرتجف الاعداء منهم خوفاً ورعباً.
إنَّ الداء العضال حب الدنيا وكراهية الموت وكما قال بعض العلماءأحببتم الدنيا وكرهتم الموت لأ نَّكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة والإنسان لا يحب ان يترك العمار ويعيش فى الخراب!!!!!
( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ( 14 ) )
_اللهم املأ قلوبنا يقيناً وإيمانأً مثلهم حتى ترضى عنَّا كما رضيت عنهم؛ اللهم ردنا اليك رداً جميلاً وانصرنا على اعدائنا والحمد لله رب العالمين .. طيَّب الله اوقاتكم
[IMG]https://***- /fa/0045.gif[/IMG]
المراجع:
-سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
_كتاب الطبقات الكبير لمحمد بن سعد بن منيع البصري
الزهري المشهور بابن سعد،
_الشيخ عبدالمنعم البدراني
[IMG]https://***- /ne/0001.gif[/IMG]