يقع مبنى المسجد الأقصى، الذي بناه عبد الملك بن مروان في عام (77هـ/693م)، وأتمّه الوليد بن عبد الملك سنة (89هـ/705 م) ، في أقصى الناحية الجنوبية من الساحة.
وكان قبل ذلك قد بناه عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- في الموقع نفسه سنة (15هـ/629م)، فأتت عليه الزلازل.
ويبلغ طول البناء (80 مترا) وعرضه (55 مترا) ويقوم على (53 عمودا) من الرخام و (49 سارية) مربعة الشكل من الحجر,ويتكون من سبعة أروقة طويلة من الشمال إلى الجنوب.
وقد أنشأ الخليفة عبد الملك بن مروان تحت الأقصى ممرا عريضا (يسمى اليوم خطأ بالأقصى القديم)، وكان الهدف منه الوصول من قصره خارج السور الجنوبي إلى باب المسجد الشمالي.
وعندما أنشأ عبد الملك بن مروان هذا المبنى كان يشتمل على أربعة عشر رواقا ولكنّ سبعة منها هدمت خلال الزلازل التي وقعت في القرون الوسطى.
وعندما أحرق (دنيس روهان) اليهودي الأسترالي هذا المسجد بتاريخ 21/8/1969م شمل الحريق حوالي ثلث مساحة المسجد بما في ذلك القبة الخشبية الداخلية المزخرفة ومنبر صلاح الدين الأيوبي ومسجد عمر ومحراب زكريا ومقام الأربعين وكل عناصر الزخرفة الداخلية والسجاد.
وتم ترميم المسجد سنة 1984م ومنبر صلاح الدين الذي تم إعادة صنعه بشكل يماثل الصناعات الأصلية التي تعد تحفة فنية لا مثيل لها في العالم ؛ لأنَّ المنبر كان مصنوعا من قطع خشبية صغيرة معشّقة بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو غراء، وكانت الزخرفة الإسلامية على الجانبين وفي ستة مستويات.
وقد تم تجهيز ألف مخطط لإعادة الصنع باستعمال الحاسب الآلي، توخيا للدقة المطلوبة في الرسم.
مبنى قبة الصخرة المشرفة:
يقع هذا المبنى الثماني الشكل في وسط ساحة المسجد الأقصى المبارك، وهو من أقدم الصروح الإسلامية وأجملها في العالم.
وقد عهد الخليفة عبد الملك بن مروان إلى رجلين لمتابعة إنشاء هذا المبنى هما : " يزيد بن سلام، ورجاء بن حياة الكندي "، وتم ذلك في عام (75 هـ/691م) (5)، فوق صخرة المعراج.
وتبلغ أبعاد جدران مبنى قبة الصخرة 60، 20 مترا عرضا × 10، 12 مترا ارتفاعا.
وضمن الجدران أحيطت صخرة المعراج بدائرة مؤلفة من اثني عشر عمودا بعدد أشهر السنة، وأربع ركائز بعدد فصول السنة تحمل أسطوانة القبة بقطر 44، 20 مترا وارتفاع 40، 9 مترا، وترقد عليها القبة التي ترتفع 30، 35 مترا عن سطح الأرض وحول دائرة الأعمدة الداخلية توجد دائرة ثانية مؤلفة من ثماني ركائز مستوحاه من الآية الكريمة ﴿ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية﴾ , وبين هذا الركائز يوجد ستة عشر عمودا رخاميا.
وعندما أنشئت القبة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان كانت من قبتين خارجية من الرصاص، وداخلية من الخشب المذهب والملون.
جرى على هذا المبنى عدة ترميمات كان أخرها الإعمار الهاشمي الذي أنجز في عام 1994م، وجعلت القبة الخارجية من النحاس المذهب بدلا من الألمنيوم الذي استعمل في إعمار 1956, وقد استعمل في تذهيب القبة 85 كغم من الذهب بطريقة الطلي الكهربائي في الموقع.
وقد وصفها المؤرخون والمهندسون بأنها من أجمل مباني العالم، وذلك بسبب التناسق والتماثل الهندسي الذي تتمتع به , والسر في ذلك استعمال النسبة الذهبية في التصميم.
عناصر معمارية عديدة أخرى:
في داخل ساحة المسجد الأقصى المبارك أنشئت عدة عناصر معمارية إسلامية تاريخية على مدى العصور الإسلامية، ابتداء من العصر العباسي والفاطمي والمملوكي والعثماني مثل قبة السلسلة، وقبة النبي، وقبة المعراج، وقبة الأرواح، وقبة سليمان، وقبة موسى، والقبة النحوية، ومنبر برهان الدين، وسبيل قايتباي، والمسجد المرواني (تحت الأرض) وغير ذلك، كما هو ظاهر في المخطط المساحي للمسجد الأقصى.
2- مساجد أخرى متفرقة في القدس:
بالإضافة إلى الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والمسجد المرواني، فإن القدس تضم عددا آخر من المساجد الصغيرة التي أنشئت في فترات مختلفة وهي:
جامع عمر:
أنشئ في الموقع الذي صلى فيه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الجزء الجنوبي الشرقي من مبنى مسجد الأقصى الحالي , وقد جدده الأيوبيون في سنة (589هـ/1193م) وأعاد بناء مئذنته المماليك في سنة 1465م , وأضاف إليه العثمانيون مدخلا معقودا.