كان عماد يحب اللعب على جهاز الحاسوب طوال الوقت في العطلة الصيفية..
وكانت أم عماد في كل مرة تنادي ابنها كي يساعد أخاه عمر لشراء بعض الأغراض المهمة، ولكن عماد كعادته لا يأبه لطلبات أمه، لأنه يكون منهمكاً في اللعب على جهاز الحاسوب.
ذهب عمر وأحضر ما طلبته أمه منه، ولما دخل غرفة عماد وجده يلعب بحماس كبير، حتى أنه لم يشعر بدخول عماد إلى غرفته.
في أحد الأيام كان عماد في البيت وحده، فقد خرج الجميع إلى نزهة جميلة، وبقي عماد مع ألعابه على جهاز الحاسوب.
اقترب لص من البيت، ودقّ جرس البيت فلم يجبه أحد، لأن عماداً لم يسمع جرس البيت، فصوت الألعاب من جهاز الحاسوب كان عالياً.
ظنّ اللص أنه لا يوجد أحد في البيت.
أخرج اللص مفكاً وإزميلاً وخلع قفل البيت ودخل البيت بسهولة ويسر.
تجوّل اللص في البيت وأخذ كل شيء ثمين فيه، وعندما اقترب من غرفة عماد، سمع صوتاً عالياً يصدر من الغرفة، دقّ اللص على باب الغرفة فلم يجبه أحد، فتح باب الغرفة بهدوء، ومدّ رأسه فوجد عماداً يلعب على جهاز الحاسوب ولم يشعر به.
ضحك اللص في سرّه، وأغلق الباب، واستمرّ في سرقة ما يجده ثميناً.
جاءت الأسرة من النزهة وهم يتضاحكون مبتهجين في هذه الرحلة، وإذا بهم يجدون باب البيت مفتوحاً، والقفل مكسور.
دخلت الأسرة مسرعة فوجدوا المنزل مسروقاً، ركضت الأم إلى غرفة عماد فوجدت عماداً يلعب وصوت جهاز الحاسوب عالياً.
اقتربت الأم من ابنها وأقفلت الجهاز.
صاح عماد:
- لماذا ؟؟ لماذا أطفأت الجهاز قبل أن أُنهي اللعب بعد.
أمسكت الأم بيد ابنها وجذبته خارج الغرفة، وأشارت بيدها إلى الأشياء المسروقة.
فتح عماد فمه وعينيه من الدهشة، وصاح بصوت عالٍ:
- ماذا حدث؟ من أخذ هذه الأغراض من هنا؟
صاحت الأسرة كلها في وقت واحد:
- اللص سرق البيت، وأنت تلعب على جهازك الحاسوب.
لم يصدّق عماد ما سمعه، ولكنه عندما تجول في أرجاء البيت ووجد الأغراض وقد سُرقت حينئذ أطرق عماد رأسه خجلاً، ودمعت عيناه ندماً على ما فرّط
في حقّ نفسه وحقّ أهله..