[IMG]https://***- /bas/0064.gif[/IMG]
تفسير سورة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
[IMG]https://***- /fa/0002.gif[/IMG]
(تفسير الآيات (23- 25)
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
.شرح الكلمات:
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
.{راودته}: أي طالبته لحاجتها تريد أن ينزل عن إرادته لإِرادتها وهو يأبى.
{التي هو في بيتها}: أي زليخا امرأة العزيز.
{وغلّقت الأبواب}: أغلقتها بالمغّاليق.
{هيت لك}: أي تعال عندي.
{معاذ الله}: أي أعوذ بالله أي أتحصن وأحتمي به من فعل ما لا يجوز.
{أحسن مثواي}: أي إقامتي في بيته.
{همت به}: أي لتبطش به ضربا.
{وهم بها}: أي ليدفع صولتها عليه.
{برهان ربّه}: ألهمه ربّه أن الخير في عدم ضربها.
{السوء والفحشاء}: السوء ما يسوء وهو ضربها، والفحشاء الخصلة القبيحة.
{المخلصين}: أي الذين استخلصناهم لولايتنا وطاعتنا ومحبتنا.
{وقدت قميصه}: أي قطعته من وراء.
{وألفيا سيدها}: أي وَجَدَا العزيز زوجها وكانوا يطلقون على الزوج لفظ السيد لأنه يملك المرأة. ( تفسير الجزائرى)
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
.معنى الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
_يخبر تعالى عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر ، وقد أوصاها زوجها به وبإكرامه [ ( وراودته التي هو في بيتها ] عن نفسه ) أي : حاولته على نفسه ، ودعته إليها ، وذلك أنها أحبته حبا شديدا لجماله وحسنه وبهائه ، فحملها ذلك على أن تجملت له ، وغلقت عليه الأبواب ، ودعته إلى نفسها ، ( وقالت هيت لك ) فامتنع من ذلك أشد الامتناع ، ( وقال معاذ الله إنه ربي [ أحسن مثواي ] ) وكانوا يطلقون " الرب " على السيد والكبير ، أي : إن بعلك ربي أحسن مثواي أي : منزلي وأحسن إلي ، فلا أقابله بالفاحشة في أهله ، ( إنه لا يفلح الظالمون ) قال ذلك مجاهد ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم .
قال البخاري : وقال عكرمة : ( هيت لك ) هلم لك بالحورانية .وقال السدي :
( هيت لك ) أي : هلم لك ، وهي بالقبطية .
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
_(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا)اختلفت أقوال الناس وعباراتهم في هذا المقام
فقال بعضهم : المراد بهمه بها هم خطرات حديث النفس . حكاه البغوي عن بعض أهل التحقيق ، ثم أورد البغوي هاهنا حديث عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى :( إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة ، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها ، وإن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها حسنة ، فإنما تركها من جرائي ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ) .
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وله ألفاظ كثيرة ، هذا منها .
وقيل : هم بضربها . وقيل : تمناها زوجة . وقيل : ( وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) أي : فلم يهم بها .
وفي هذا القول نظر من حيث العربية ، ذكره ابن جرير وغيره .
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ
-قال ابن جرير الصواب هنا أن نقول : إنه رأى من آيات الله ما زجره عما كان هم به ، وجائز أن يكون صورة يعقوب ، وجائز أن يكون [ صورة ] الملك ، وجائز أن يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك . ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك ، فالصواب أن يطلق كما قال الله تعالى .
-قال : وقوله : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) أي : كما أريناه برهانا صرفه عما كان فيه ، كذلك نقيه السوء والفحشاء في جميع أموره .
-( إنَّه من عبادنا المخلصين ) أي :
من المجتبين المطهرين المختارين المصطفين الأخيار ، صلوات الله وسلامه عليه .
[IMG]https://***- /fa/0007.gif[/IMG]
(وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
_يخبر تعالى عن حالهما حين خرجا يستبقان إلى الباب ، يوسف هارب ، والمرأة تطلبه ليرجع إلى البيت ، فلحقته في أثناء ذلك ، فأمسكت بقميصه [ من ورائه ] فقدته قدا فظيعا .
_ يُقال : إنه سقط عنه ، واستمر يوسف هاربا ذاهبا ، وهي في إثره ، فألفيا سيدها - وهو زوجها - عند الباب ، فعند ذلك خرجت مما هي فيه بمكرها وكيدها ، وقالت لزوجها متنصلة وقاذفة يوسف بدائها : ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ) أي : فاحشة ،
( إلا أن يسجن ) أي : يحبس ، ( أو عذاب أليم ) أي : يضرب ضربا شديدا موجعا . فعند ذلك انتصر يوسف ، عليه السلام ، بالحق ، وتبرأ مما رمته به من الخيانة
(تفسير ابن كثير)
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
فى ظلال الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
_وعندئذ تجيئه المحنة الثانية في حياته , وهي أشد وأعمق من المحنة الأولى . تجيئه وقد أوتي صحة الحكم وأوتي العلم - رحمة من الله - ليواجهها وينجو منها جزاء إحسانه الذي سجله الله له في قرآنه .
-والآن نشهد ذلك المشهد العاصف الخطير المثير كما يرسمه التعبير:
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)}
_إن السياق لم يذكر كم كانت سنها وكم كانت سنه ; فلننظر في هذا الأمر من باب التقدير .
_لقد كان يوسف غلاما عندما التقطته السيارة وباعته في مصر . أي إنه كان حوالي الرابعة عشرة تنقص ولا تزيد . فهذه هي السن التي يطلق فيها لفظ الغلام , وبعدها يسمى فتى فشابا فرجلا . . . وهي السن التي يجوز فيها أن يقول يعقوب:
(وأخاف أن يأكله الذئب). . وفي هذا الوقت كانت هي زوجة , وكانت وزوجها لم يرزقا أولادا كما يبدو من قوله:
(أو نتخذه ولدا). . فهذا الخاطر . . خاطر التبني . . لا يرد على النفس عادة إلا حين لا يكون هناك ولد ; ويكون هناك يأس أو شبه يأس من الولد . فلا بد أن تكون قد مضت على زواجهما فترة , يعلمان فيها أن لا ولد لهما . وعل كل حال فالمتوقع عن رئيس وزراء مصر ألا تقل سنه عن أربعين سنة , وأن تكون سن زوجه حينئذ حوالي الثلاثين .
_ونتوقع كذلك أن تكون سنها أربعين سنة عندما يكون يوسف في الخامسة والعشرين أو حواليها . وهي السن التي نرجح أن الحادثة وقعت فيها . . نرجحه لأن تصرف المرأة في الحادثة وما بعدها يشير إلى أنها كانت مكتملة جريئة , مالكة لكيدها , متهالكة كذلك على فتاها . ونرجحه من كلمة النسوة فيما بعد . .
(امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه). . وإن كانت كلمة فتى تقال بمعنى عبد , ولكنها لا تقال إلا ولها حقيقة من مدلولها من سن يوسف . وهو ما ترجحه شواهد الحال .
_نبحث هذا البحث , لنصل منه إلى نتيجة معينة .
لنقول:إن التجربة التي مر بها يوسف - أو المحنة - لم تكن فقط في مواجهة المراودة في هذا المشهد الذي يصوره السياق . إنما كانت في حياة يوسف فترة مراهقته كلها في جو هذا القصر , مع هذه المرأة بين سن الثلاثين وسن الأربعين , مع جو القصور , وجو البيئة التي يصورها قول الزوج أمام الحالة التي وجد فيها امرأته مع يوسف:
(يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين).
وكفى . . !
_والتي يتحدث فيها النسوة عن امرأة العزيز , فيكون جوابها عليهنَّ , مأدبة يخرج عليهن يوسف فيها , فيفتتن به , ويصرحن , فتصرح المرأة:
(ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين). .
_فهذه البيئة التي تسمح بهذا وذلك بيئة خاصة . هي بيئة الطبقة المترفة دائما . ويوسف كان فيها مولى وتربى فيها في سن الفتنة . . فهذه هي المحنة الطويلة التي مر بها يوسف , وصمد لها , ونجا منها ومن تأثيراتها ومغرياتها وميوعتها ووسائلها الخبيثة .
(قال:معاذ الله . إنه ربي أحسن مثواي . إنه لا يفلح الظالمون). .
(معاذ الله). .
أعيذ نفسي بالله أن أفعل .
(إنه ربي أحسن مثواي). .
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
فائدة:
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
1_وقال بعض اليمانين: فى قوله تعالى:
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
ثمرات هذه الآية ثلاث:
الأولى: أن الواجب عند الدعاء إلى المعصية الاستعاذة بالله من ذلك، ليعصمه منها، ويدخل فيه دعاء الشيطان، ودعاء شياطين الإنس، ودعاء هوى النفس.
الثانية: أن السيد والمالك يسمى ربًّا.
الثالثة: أنه يجوز ترك القبيح لقبحه، ورعاية حق غيره، وخشية العار، أو الفقر، أو الخوف، ونحو ذلك. ولا يقال: التشريك غير مفيد في كونه تاركاً للقبيح، وأنه لا يثاب. وتدل أيضاً على لزوم حسن المكافأة بالجميل، وأن من أخل بالمكافأة عليه كان ظالماً. انتهى. (تفسير محاسن التاويل القاسمى)
2_قال أبو إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود أنه قال :
* أفرس الناس ثلاثة :
* عزيز مصر حين قال لامرأته : ( أكرمي مثواه ).
* والمرأة التي قالت لأبيها[ عن موسى ] :( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )[ القصص : 26 ]
*وأبو بكر الصديق حين استخلف عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما . تفسيرابن كثير.
[IMG]https://***- /fa/0001.gif[/IMG]
المراجع
تفسير القرآن العظيم ابن كثير
تيسير الكريم الرحمن فى تفسير
كلام المنان للسعدى.
تفسير القاسمي محاسن التأويل
سيد قطب في ظلال القرآن.
الجزائرى أيسر التفاسير.
[IMG]https://scontent-cai1-2.***- /hphotos-xpf1/v/t1.0-9/11018629_591249991016169_2210362258912792457_n.jpg?oh=b28daabf509ae5cb5019be2b2b6aa35c&oe=56305BD4[/IMG]
[IMG]https://***- /ne/0008.gif[/IMG]