خرجَ أيمن وابن عمهِ حازم يلعبان بالفوانيسِ الجديدة في أول ليلةٍ من ليالي شهر رمضان، وتبعهما بعض من أبناء الشارع، وتجمعوا جميعاً في مدخل العمارة التي يسكن بها أيمن وحازم...
والفوانيس الجديدة تغني أغاني جميلة وتُصدر أنواراً أجمل... وكل الأطفال سعداء يقفزون ويلعبون ويمرحون، وبيد كل واحدٍ منهم فانوس جديد وجميل...إلا طفل واحد يقف غير بعيد منهم ... وعلامات الحزن تظهر على وجهه وليس بيده فانوس .. إنه رمضان ابن عم عبده البواب .. وعم عبده البواب رجل فقير وعنده أولاد كثيرون ولا يستطيع أن يحضر لكل واحد منهم فانوس ...
في ذلك الوقت التفت أيمن إلى ابن عمه وقال له:" أنظر يا حازم، هذا رمضان ابن عم عبده، وليس معه فانوس مثلنا، أنظر كم هو حزين ...
فيرد حازم في غير اهتمام قائلاً :" ومالي أنا بابن عم عبده سعيد أم حزين .. هيا نكمل اللعب بالفوانيس الجديدة "
ولكن أيمن وكأنه لم يسمع كلام حازم، وأصر على أن يساعد رمضان، فقال لحازم مرة أخرى : " ما رأيك يا حازم في أن نجمع مصروفي على مصروفك ونعطيه لابن عم عبده كي يشترى فانوساً ويلعب معنا "..
فيرد حازم بلهجة عنيفة :" أنا لا أعطي مصروفي لأحد... مصروفي لي أنا وحدي" ..
فأنهى أيمن اللعب في الحال وصعد إلى شقته في أعلى العمارة، ودخل غرفته، وأخذ يفكر في طريقة يُسعد بها رمضان ابن عم عبده، فخطرت له فكرة رائعة، وهي فانوسه القديم، والذي تركه منذ العام الماضي في دولاب ألعابه..
ففتح الدولاب وأخرج فانوسه القديم، وقرر أن يعطيه لابن عم عبده ... لكن هناك مشكلة ...الفانوس لا يعمل لا يغني ولا يصدر أنواراً .. وهنا فَهِمَ أيمن أن فانوسه القديم يحتاجُ إلى بطارية جديدة؛ لأن بطاريته القديمة قد نفذ شحنها ...
فاشترى أيمن بطارية جديدة لفانوسه القديم، وقام بتنظيفه حتى بدا فانوساً جديداً .. ثم نَزلَ في المساءِ وأعطاهُ لرمضان الذي فرحَ به فرحاً شديداً...
وفي صباح اليومِ التالي جاءت جدة أيمن(أم أبيه) لزيارتهم وأحضرت معها فانوساً جديداً وكبيراً لأيمن بمناسبة رمضان.. كما أحضر جده (والد أمه) فانوساً آخر لأيمن عندما جَاءَ لزيارتهم في مساءِ نفس اليوم ...
فأصبحَ عند أيمن ثلاثة فوانيس جديدة وجميلة ... يلعبُ كل ليلةٍ بفانوسٍ جديد.