عباد الله: لقد حذرنا الشارع الحكيم من الظلم وعواقبه الوخيمة؛ وفي هذه العجالة السريعة لا أريد أن أستطرد في الحديث عن الظلم ؛ وإنما أقف محذرا من دعوة المظلوم؛ لأن دعوة المظلوم مستجابة وإن كان كافراً؛
فعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب”( أحمد والصحيحة للألباني)؛ وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “دعوة المظلوم مستجابةٌ، وإن كان فاجرًا، ففُجُوره على نفسه” (رواه أحمد وحسنه الألباني في الصحيحة )؛
وعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ثلاث دعوات مستجابات لا شكّ فيهنّ: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم» (الطبراني وابن ماجة وأبو داود واللفظ له) لذلك حذر الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن من دعوة المظلوم؛ فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ:” اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ” ( متفق عليه )
وعن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اتقوا دعوة المظلوم ؛ فإنها تحمل على الغمام يقول الله جل جلاله : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ” (الصحيحة للألباني)
أيها المسلمون: إياكم إياكم من مظالم العباد، فينبغي ويجب أن يُؤدَّي إلي كل ذي حق ٍ حقه، وإذا أدينا حق الله ولم نؤد حق الناس فلسنا بسالمين ولسنا بآمنين، فالمظالم لها مُطالبٌ يوم القيامة , قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:” لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ” ( مسلم) ، وقَالَ: “الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” ( البخاري)،
، يقول الإمام الشافعي:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ***- وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن ***- له أمدٌ وللأمد انقضاء -
[/CENTER]
منقول للافادة