الخطوبة هي فترة مهمة جداً في بناء العلاقة الزوجية
فمن خلالها يتعرف كل منهما على شخصية الطرف الآخر
و هنا تكمن أهمية الحوار بين الخطيبين فيتعلم كلاهما مايريده الآخر بحوار راقي.
لذلك يكمن دور الأهل في أن يتم الحوار تحت رعايتهم
وتوفير مكان مفتوح في البيت أمام الأسرة،
ودور الأم هو توعية البنت بأن فترة الخطوبة ليست مجرد سماع كلمات حلوة من الخاطب،
ولكنها جزء من الحوار. كما يقول المثل: تكلم كي أراك.
وهنا يكون دور الأهل مجرد توجيه خارجي لشكل الحوار
وأهم عناصره هوعدم حرمان الفتاة من الحديث مع خطيبها أو مقابلته في بيت أهلها
وعلى الطرفين عدم ذكر تفاصيل الحوار للأهل إلا للإستشارة الضرورية
ومن أهل الخبرة فقط،
وعدم استشارة الأصدقاء في الأمور الخاصة بين الخطيبين
لأن افتقادهم للخبرة سينعكس بالضرورة على استشاراتهم واقتراحاتهم,
ويجب أن يكون هناك احترام في التعامل مع الطرف الآخر
والبعد عن الابتذال والمزاج من خلال الأسباب
كما لا يصح مقارنة الطرف الآخر بالآخرين
وليكن الحوار بين الطرفين بسيطًا دون تكلف.
ويساهم الود المشترك في إنجاح الحوار بين الطرفين
بشرط ألا تتحول لغة الود إلى "دلال" وتبجح
ويجب أن يسعى كل طرف إلى معرفة أكبر قدر من المعلومات عن شخصية الطرف الآخر
من خلال إظهار حب التعرف والصداقة والرغبة في بناء الجسور
دون إلحاح أو ضغط
كما يجب أن يختار الخطيبان الوقت المناسب لإجراء هذا الحوار الفعال،
والتوقف عن الحوار إذا قرب على المشاجرة قبل حدوث أي خسائر
مع تبادل أدوار المستمع والمتكلم بينهما،
وعدم الضغط لنسخ الآخر على هوانا.
وإذا كانت هناك قضايا تحتاج للحسم مثل (عمل الفتاة بعد الزواج أو دراستها أو راتبه),
يجب أن تطرحها بأسلوب مقنع وإيجابي وأن يحسم الأمر قبل الزواج
وعدم تأجيله إلى بعد الزواج؛
لأن كثيرين في فترة الخطوبة يؤجلون المشاكل كلها إلى بعد الزواج
حتى لا تحدث مشكلة في فترة الخطوبة!
وهنا يجب أن يتم طرح الموضوعات التي تحتاج إلى حسم بشكل عاقل وحكيم،
ووضع الخيارات بدلاً من تهديد الطرف الآخر بفسخ الخطوبة إذا لم يستجيب لمطالبه.
والقدر المسموح به في الخلاف هو الخلاف في وجهات النظر في الحياة
مثل الاختلاف بين الأصدقاء
فمن العجيب أننا نتقبل خلافاتنا مع أصدقائنا بصدر رحب
غير أننا نطلب من شريك حياتنا (أن يكون نسخة منا) ويتطابق مع أفكارنا وميولنا
أو نفرض عليه شخصية هلامية في مخيلتنا
فنجاح الحوار بين الخطيبين إذا تم إدارته كالحوار بين الأصدقاء.
ومن الخطورة أن يكون هناك تحفز لرأي الطرف الآخر وتفسيره على المحمل السيئ،
وإصدار أحكام مسبقة للحكم على آراء شريك الحياة.
منقول