تقدم ل»نورة» خاطب وترددت في قبوله أو رفضه؛ رغم أن ماوصلها من معلومات يوحي بأنه شخص جيد ومحترم؛ مما دفع صديقتها إلى اقتراح البحث عنه في مواقع شبكات التواصل الاجتماعي؛ ك»الفيس بوك»، و»التويتر»، و»النت لوق»، والتحري عنه، والحكم بشكل نهائي. وهذا التصرف تعمد إليه بعض الفتيات في حال كان هناك قبول مبدئي للخاطب؛ مما يضطرها في البحث عن معلومات أخرى في شخصيته، وتحديداً مستوى تفكيره، وتوجهاته، واهتماماته الخاصة، فهل هذا الإجراء مجدٍ في الوصول إلى قرار بالزواج من عدمه؟.
كتاب مفتوح
وأجابت في البداية «أروى سعيد»، قائلة: في هذا الوقت أصبح «الفيس بوك والتويتر» يضيف بعض المعلومات المهمة عن الخاطب، وكشف فعلاً عن العديد من الجوانب المهمة التي تبحث عنها كل فتاة، وقد لا تتضح في السؤال عنه، خصوصاً في الجانب الفكري، والتي قد لا تظهر إلاّ بعد مدة طويلة من الزمن، مشيرةً إلى أنّ وجود صفحة لذلك الشخص مستضيفا عددا من الفتيات، أو كانت مخلة بالآداب قد يكون سببا مقنعا لرفض الخاطب، أما إذا كان غير ذلك كأن
يكون لديه صفحة فقط للتعريف عن نفسه أو تحميل بعض من صوره أو التعريف به فلا مانع من ذلك.
واعتبرت «رؤى صالح» أنّ تلك الصفحات بمثابة الكتاب المفتوح لصاحبه؛ لأنّ الشخص في مثل هذه الصفحات يظهر بشخصيته الحقيقية سواء في نقاش موضوع ما أو تعليقه على موضوع، فأستطيع أن أستشف بعض المعلومات منه عن شخصيته وقد تكون تلك الصفحة آخر محطة أستطيع بعدها القبول والرفض.
وأخرى مصدومة من صفحته على الفيس بوك
رفض تام
ورفضت «منال الحربي» البحث في هذه الصفحات، مشيرةً إلى أنّ هذه الصفحة قد تكون قديمة وبمعلومات تختلف عن وضعه الراهن، وربما الشخص تغيرت سلوكياته، فتظل هذه المعلومات والأصدقاء حوله ثابتين وربما هناك أشخاص يتقمصون شخصية أحد قاصدين من وراء ذلك النية السيئة، فاعتبرت هذه
الصفحة تسلية فقط، ولا يمكن الاعتماد عليها في البحث عن أي معلومة.
وترفض «نجلاء بنت محمد» البحث عن معلومات الخاطب في المواقع بشكل عام، معللةً ذلك بأنها لا تدل على شخصيته الحقيقية ولا على صفاته؛ فهي لا تكفي وغير معتبرة لديها، مستثنيةً وجود اسمه الصريح فهو يضمن المصداقية نوعاً ما؛ لأنه بهذه الطريقة يعلم أنّ جميع الناس يعرفونه، حيث ليس كل من
وضع اسما مستعارا يشك به أو بمصداقيته، لكنها قد تكون رغبة شخصية، أو أسبابا مختلفة تدعوه إلى فعل ذلك.
وتمنت»رهام سالم» بأن تجد معلومات عن خاطبها ويكون بالاسم الصريح، وقالت:»غالباً الأشخاص المسجلون بهذه الصفحات يكونون مقنعين باسم آخر، وهذا دليل على عدم ثقته بنفسه وعدم ثقته بأي تصرف يتصرف به»، مضيفة أنه قليل جداً من نجد لهم صفحات خاصة بأسمائهم الصريحة واعتبرتها مرجعا
قويا كذلك في البحث عن أي شخص.
أنّ بعض الأشخاص يظهرون شخصيات تختلف تماماً عن شخصياتهم، ويكملون النقص الذي بداخلهم بتصفيفهم لعبارات يدونونها في صفحاتهم، وهم غير ذلك، مشيرةً إلى أنّ هناك أشخاصا لي معرفه تامة بشخصياتهم وعند اطلاعي لصفحاتهم عبر تلك المواقع أرى شخصيات تلمع ذهباً وهم عكس ذلك تماماً، فرفضت
اللجوء لتلك المواقع أو تصديق كل ما يدون بها بأي شكل من الأشكال.
إن بحث الفتاة عن معلومات لخاطبها في صفحات التواصل الاجتماعية قد ترسم حياتها تحت وهم كلمات ربما لا تكون صادقة، من أنه قد تكون المعلومات المدونة في صفحته من قبل أشخاص آخرين قد يكون قصدهم تشويها لسمعته.
تعزيز القرار
وأوضحت «وداد عبدالملك» أنّ بحث الفتاة قد يكون تعزيزاً لقرار اتخذته، إما برفض أو موافقة، فبالبحث عنه في تلك الصفحات قد يتضح لها أمور لم تكن بالحسبان، فاعتبرتها تعزيزا لأمور أخرى في هذه المسألة، رافضةً أن يكون هذا الأمر الملجأ الأول والرئيس لما قد يعتريه بعض الملابسات إما انتحال
للشخصية أو أمور قد تصبغ على ذلك الشخص معلومات غير صحيحة من قبل الآخرين.
وبينت «هدى إبراهيم» أنه قليل جداً من ينشأ له صفحة في مواقع التعارف، والغالب على الأشخاص بشكل عام هو دخولهم بالمنتديات وردودهم على المواضيع، لكن من الصعب جداً إيجادهم بالاسم الصريح في تلك المنتديات أو صفحات التواصل؛ فذلك الأمر غير مجد أبداً في البحث عن أمور اعتبرتها دقيقة ومصيرية لحياة أي فتاة.