في لحظات ..
قد يمرّ بالمرء أوقات و يجِد حوله أناس كثييييير ..
و لكنهم لا يروون له عطشًا ، و لا يدخلون عليه أُنـْـسًا ..
فيظل يعيش وسط هؤلاء الناس ..
و يبدأ جسده في الذبول ، و حياته يداخلها الحُزن ..
رأيت صورة عبّرت عن هذا المعنى فكتبت خاطرةً على لسان الوردة !
قالت الوردة :
جالت في خاطري كلماتْ ..
فاحترت أأكتب أم أكتفي بالنظراتْ ؟؟
لكنني قررت في داخلي قرارات ..
و قلت لعلي أخرِج ما في نفسي مِن الخلجات ..
حُلمٌ في خاطري أحبه على أرض الواقع ..
مهما انشغلت عنه فإنه إلى ذهني يتدافع !
هو لا يخفى على بصير و لا على كل سامع ..
هو مُنى نفسي و أُنس حديثي الماتع !
حلمت بأن ألقى صُحبة تسليني .. و إن حدث لي ابتلاءات تغشّيني ..
مدت إليّ أيديها و أمسكت بيميني !
و فتحت لي باب حُبٍ و إن صار الكل يرميني !
إني لأرجو أن لقائي بهم دنا ..
فذاك سَعدي و ذاك المُنى ..
إن أحسنت وجدت منهم الثنا ..
و إن أسأت قالوا لا بأس يا ( أنا ) !
حلمي صُحبة أكون ( هُمُ ) و يكونون ( أنا ) !
لا تفرّق بيننا نوازِع و اختلافات ..
و يكون لحبِل وصالنا امتدادات ..
حديثنا بين جِـدٍ و استراحات ..
فللصواب تشجيع و للخطأ اعترافات ..
الله يشهد كم لقيت في حياتي ..
و كم تحمِل ذكرياتي ..
و كم دُرت في متاهاتي ..
فبين حاسدٍ حقود ..
و واشٍ لدود !
و كل مُبغضٍ ليس بودود !
أنا لم أرجُ شيئًا مِن الناس !
و لم أسمع لتحريش الشيطان الوسواس !
و لم أسلك يومًا دَرب الأنجاس !
و لم أتمنَ لأحد سُكنى الأرماس !
فلماذا أجِد هذه العداوات !
و لِمَ ألقى منهم هذه الفظاظات ؟؟!
و كأننا مختلفو الديانات !
و المسلم لا ينكر فضل ربّـه ..
أو يغمض عينيه عن جميلِ دربه ..
و يُظهر البلاء و يبقي الهناء في قلبه !
فعندي محبّـون كثيييييير !
و مِن عَذبِ ماءِ حُبهم لهم خرير !
قد أغرقني مِن أوّلي حتى الأخير !
لكن .....
يكدّر صفو الحياةِ مَن له خصوم !
يرى خوَرهم و ليس لهم عزوم !
فأتساءل و قد صارت الحيرة على وجهي رسوم !
ما الذي صنعت لهم و لماذا هذا الكره بيننا يحوم ؟؟!
و يكدّر صفو الحياة حين لا يجِد الإنسان مَن يفهمُه !
و تنقص في أذهان الناس أسهمُه !
فـيعزُّ على جُرحي مرهمُـه !
حين يُطالَب الإنسان بأن يكون مثالي !
و أن يعيش في عالمٍ خيالي !
فلا أزلُّ و لا الخطأ يطرأ على بالي !
يريدون عُمْـرًا مِن كل زللٍ خالي !
و هُم - أي الحُـسّـاد - ....
لا بأس عليهم بالزلل !
و لا ضير إن أصابهم خلل !
فهم بَشرٌ و يعتريهم بعض عِلل !
فلا يصبينّـهم مِن خطأهم الوجل !
و أنا ...
لا يهُم ! و لا يضرّ !
أبكى قلبي أم سُـر !
و هل لي في الحُزن حجم جبلٍ أم حبة بُر !
فالمهم أن يبقى مَعين مساعدتي لغيري يَـدرّ !
عفوًا مني و أسف ..
فربما أخرجت بوح قلبٍ رجَف !
و ربما بوحي مِن نهر نفسي غَرف !
غير أنّي مازلت أرجو الكريم ..
أن يسخّر لي مِن خيره العميم ..
إنّـه بِـحاجتي خبيرٌ عليم .