بسم الله الرحمن الرحيم
في بداية ظهور الاسلام لم يؤمن الأغلبية بكتاب الله، و قاموا بتكذيب الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) حتى المقربين منه و أهله، و من أكثر الشخصيات التي حاربت الرسول (صلى الله عليه و سلم ) و كانت في نفس الوقت من المقربين له، أبو لهب .
أبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب المعروف، عم الرسول محمد، وكنيته أبو عتبة توفى سنة 624 هجري، و هو الأخ غير الشقيق لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي محمد، عرف عبد العزى بكنية أبو عتبة نسبة لأبنه الأكبر عتبة بن عبد العزى بن عبد المطلب، و لكن الاسم المشهور له هو أبو لهب، لقبه
إياه أبو عبد المطلب لوسامته و إشراق وجهه، ففي يوم ميلاد (محمد) جاءت جاريته ثويبة وبشّرته بميلاد ابن أخيه ففرح لذلك وحرّرها من الرق.
كان أبو لهب أول من جهر بعداوة الإسلام لما جهر الرسول بدعوته، و لم يكتف بالمعارضة الصريحة بل عضدها بالعمل و الكيد، فقد مارس صور شتى لأذى الرسول وصد الناس عنه، بل إن أبا لهب لم يدخل مع قومه شعب بني هاشم لما حاصرتهم قريش فيه، و لما لم يستطع الخروج مع قريش لقتال الرسول يوم
بدر استأجر بدلاً منه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم.
كان و زوجته المكناة بأم جميل من سادات نساء قريش، و هي أروى بنت حرب بن أمية و هي أخت أبي سفيان، و كانت عوناً لزوجها على محاربة و إيذاء محمد، حيث كانا من أكثر من عذبا و تجاوزا عليه، وكانت زوجته أم جميل تجلب الأشواك لتضعها في طريقه بهدف إدماء قدميه .
كان لأبي لهب ثلاثة أبناء : عُتبه، متعب،عُتـيبه، أسلم الاولان يوم فتح مكه، و أما عُــتيبه فلم يُسلم ، وكانت أم كلثوم بنت الرسول صلى الله عليه وسلم عنده،
و أختها رقيه عند أخية عُـتبه فلما نزلت سورة المسد في حق أبي لهب قال ابوهما : رأسي من رأسكما حرام، أي لا أراكما و لا أكلمكما إن لم تطلقا ابنتي محمد ! فطلقاهما ولما اراد الشقي عُـتيبة الخروح إلى الشام مع أبيه قال : لآتين محمد فلأوذينه في نفسه و دينه، فأتاه فقال : يا محمد إني كافر بالنجم إذا هوى و بالذي دنا فتدلى ثم بصق امامه وطلق ابنته أم كلثوم فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم سلط عليه كلباً من كلابك ) فأفترسه الأسد .
هلك أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالٍ بمرض معد يسمى ( العدسة ) و بقي ثلاثة أيام لا يقربه أحد حتى أنتن، فلما خاف قومه العار حفروا له حفرة ودفعوه إليها بأخشاب طويلة غليظة حتى وقع فيها ثم قذفوا عليه الحجاره حتى و اروه فيها ولم يحمله أحد خشية العدوى فهلك كما أخبر عنه القرآن الكريم ومات شر ميتة.