بحذر شديد ويقظة تامة، يتابع من وراء نظارته سير عمليات الحفر في مجرى قناة السويس الجديدة، يضع نصب عينيه اللحظة الحاسمة، حين يكتمل الحفر، وتتزين القناة الجديدة لاستقبال السفن، ويأتي الرئيس معه كبار المسؤولين في الدولة وزوار من خارجها، لمشاهدة الإنجاز الأكبر الذي شارك فيه المصريين، وقاده الرئيس من أجل تغيير خريطة العالم بقناة جديدة تسهل عملية النقل في قناة السويس.
على ظهر سفينة عملاقة أطل الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، في يوم شديد الحرارة، ليقود أول سفينة تعبر القناة الجديدة، يملؤه الزهو، فجهد الشهور السابقة تكلل بنجاح أخيرًا، كان وقتها لا ينام سوى 4 ساعات بحد أقصى، يجد متعته في إنجاز المشروع الأضخم حتى الآن، وينتظر النهار بفارغ الصبر لكي يذهب إلى عمله ويتابع القناة، يكون أول الحاضرين في اجتماعات مجلس الإدارة التي تعقد في السادسة صباحًا.
يؤمن أن العمل عبادة، و"يجب أن نعطي مصر الكثير"، جملته المفضلة، فمن وجهة نظره "مش هيوقف مصر على رجلها إلا المصريين".
في مدينة الإسكندرية ترك عائلته المكونة من ابنتين وخمسة أحفاد، ليقضي أغلب وقته في إنجاز مشروع قناة السويس، لكن ذهنه متعلق بعائلته التي وقفت بجواره، تلهمه بسمة العامل في موقع الحفر، فالأهم من أي شيء بحسب ما يقول هو "أنك تكون سعيدًا ومرتاح البال".
تخرج اللواء مهاب مميش من الكلية الحربية في عام 1971، بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية وبكالوريوس العلوم البحرية، وتم تعيينه قائدًا للقوات البحرية في سبتمبر عام 2007، كما شغل منصب عضوًا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد ثورة 25 يناير، وتم تعيينه رئيسا لهيئة قناة السويس بقرار جمهوري من الرئيس الأسبق محمد مرسي.
تحققت أمنيته بفضل الجهد الشاق المبذول في القناة، في أن يتم افتتاح القناة يوم 6 أغسطس، والذي اعتبره يوم عيد ميلاد له، فعشقه للقناة ينطلق من عشقه لوطنه، تبلور ذلك عندما تصدى لمحاولات الإخوان التي كانت تهدف إلى سيطرة دولة قطر على القناة، فوقف في وجه هذه المحاولات وكان على استعداد أن يضرب أي أحد يقترب من القناة بالرصاص، فالقناة بالنسبة له "شرف وعرض وكرامة مصر.. مش ممكن نبيع شرفنا أو عرضنا لأي حد".
بروفايل| مهاب مميش.. ربان "القناة الجديدة"
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً