نبدأ على بركة الله .. ♥ ~
الخطوة «1»
صلاح الأم والأب
أولى تلك الخطوات وأهمها وعمادها، هو «صلاح الوالدين»؛ فبصلاحهما يصلح الأبناء، وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه..
وقد بدأت بالأمِّ قبل الأب؛ لأنَّ العبء الأكبر في تربية الأبناء يقع على عاتق الأم من خلال طول مكثها معهم، وانشغال الأب في طلب الرزق، وحتى ينشأ الأبناء على حبِّ هذا الدين والعمل له، لا بدَّ لتلك الزهرة من تربة صالحة نافعة، وكما قال شوقي:
الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إذَّا أَعْدَدتَّهَا
أَعْدَدتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأعْرَاقِ
فهي المدرسة الأولى التي يتخرَّج فيها العلماء والدعاة والمجاهدون الأبطال .. لذا لَمَّا كان للأم الصالحة (الزوجة) أهمية كبرى في بناء المجتمع وتخريج الأفذاذ؛ فقد حثَّ ورغَّب فيها رسول الله ?، فقال: «تُنكح المرأة لأربع: لِمالها، ولِحَسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»( ).
نعم..
فتربت يداك يا من حرصت على الزوجة الصالحة العالمة فأنجبت لنا العلماء.
وتربت يداك يا من حرصت على الزوجة المجاهدة فأخرجت لنا الأبطال.
وتربت يداك يا من حرصت عل الزوجة الدَّاعية فأنجبت لنا الدعاة.
وتربت يداك يا من حرصت على الزوجة العابدة فأنجبت لنا العُبَّاد.
وتربت يداك.
لذا على الأمَّهات دورٌ كبيرٌ وعظيمٌ في بناء شخصية الأبناء وتربيتهم على العمل لهذا الدين، وكذا الآباء فلهم دورٌ كبيرٌ لا يقلّ أهميةً عنهنّ.
وهنا تنبيه لابد منه:
على الوالدين أن يراعوا بعض القضايا المهمة، والتي تؤثِّر تأثيرًا كبيرًا في شخصية الأبناء، ألا وهي تعامل الوالدين فيما بينهم، فهي دروس يومية يشاهدها الأبناء أمام أعينهم، فينبغي عليهم ما يلي:
1- أن يكون تقدير كلٍّ من الأب والأم لبعضهما تقديرًا عظيمًا، خاصة أمام أعين الأبناء.
2- ألاَّ يُظهِرا خلافاتهما أمام الأبناء.
3- اتِّباع الهدي النبوي في حقوق المعاشرة، والتزام كلٍّ من الأب والأم بحقوق الآخر.
* * *
مثال عملي على أهمية صلاح الأب والأم في بناء شخصية الأبناء:
تُبادر الأمُّ دائمًا فور سماعها المؤذِّن يؤذن للصلاة بترك كلِّ ما في يديها وتطلب من الأبناء ذلك، وتُخبِرهم أنَّ الله سيُحبُّنا متى ما حرصنا على أداء الصلاة في وقتها، فتهرع للصلاة فتتوضَّأ وتصلِّي.
عند هذا سينشأ الأبناء منذ نعومة أظفارهم على أداء الصلاة في وقتها .. لماذا؟ لأنهم تعلَّموا منذ الصغر أنَّ من أدَّى الصلاة في وقتها فإنَّ الله سيُحِبه، وهي معانٍ يسهل على الأبناء إدراكها.
* * *
قصص في أهمية الوالدين في بناء شخصية الأبناء:
لقد حفظ لنا التاريخ الإسلامي المجيد قصصًا ونماذج لتأثُّر الأبناء بشخصيات آبائهم وأمهاتهم .. ومن ذلك ما يلي:
شَجَاعَـة أَب
وتحكي تأثُّر عبد الله بن الزبير بشجاعة أبيه وأمه رضي الله عنهما واكتسابه لها:
روى الليث عن أبي الأسود عن عروة قال:
أسلم الزبير، ابن ثمان سنين، ونفحت من الشيطان أنَّ رسول الله ? أخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وهو غلام، ابن اثنتي عشرة سنة، بيده السيف، فمن رآه عجب وقال: «الغلام معه السيف»، حتى أتى النبي ? فقال: «ما لك يا زبير؟» فأخبره وقال: أتيت أضرب بسيفي من أخذك( ).
* * *
شَجَاعَـة أُم
وتحكي شجاعة أسماء بنت أبي بكر أمّ عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم:
قال الإمام الذهبي:
حدَّثنا أبو المحياة بن يعلى التيمي عن أبيه قال: دخلت مكة بعد قتل ابن الزبير بثلاث وهو مصلوب، فجاءت أمه عجوز طويلة عمياء، فقالت للحجَّاج: أمَا آن للراكب أن ينـزل؟ فقال: المنافق؟ قالت: والله ما كان منافقًا، كان صوَّامًا قوَّامًا برًّا . قال: انصرفي يا عجوز، فقد خرفت. قالت: لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله ? يقول : «في ثقيف كذاب ومبير...»( ).
* * *
شَجَاعَـة الابن
وتحكي شجاعة الابن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما:
وعن إسحاق بن أبي إسحاق قال:
حضرت قتل ابن الزبير، جعلت الجيوش تدخل عليه من أبواب المسجد، فكلَّما دخل قومٌ من باب حمل عليهم حتى يُخرجهم، فبينا هو على تلك الحال إذ وقعت شرفة من شرفات المسجد على رأسه فصرعته وهو يتمثَّل:
أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لاَ تَبْكِينِي
لَمْ يَبْقَ إلاَّ حَسْبِي وَدِينِي
وَصَارِمٌ لاَثَتْ بِهِ يَمِينِي( )
* * *
خِشيَةُ أَب
قصة في خوف الأب «الفضيل بن عياض» رحمه الله، وخشيته من الله ?:
عن محمد بن ناحية قال:
صلَّيتُ خلف الفضيل فقرأ «الحاقة» في الصبح، فلمَّا بلغ إلى قوله {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} غلبة البكاء..( ).
* * *
عن إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: ما رأيت أحدًا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسِّلة، كأنه يخاطب إنسانًا، وكان إذا مرَّ بآية فيها ذكر الجنة يردِّد فيها( ).
وَخِشْيَةُ ابن
قصة الخوف وخشية الابن «علي بن الفضيل بن عياض» رحمهما الله:
عن أبي بكر بن عياش قال:
صلَّيت خلف فضيل بن عياض المغرب وابنه علي إلى جانبي فقرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
فلما قال: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} سقط على علي وجهه مغشيًّا عليه، وبقى فضيل عند الآية ( ).
* * *
وقال أبو سليمان الداراني: كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ {الْقَارِعَةُ} ولا تُقرأ عليه( ).
* * *
الابن وأبويه
في تأثُّر حبيب بن زيد - الابن- بوالديه
تَضحِيَةُ أُم
عن أنس قال:
خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: إنه لا ينبغي أن أتزوَّج مشركًا!.. أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها عبد آل فلان، وأنكم لو أشعلتم فيها نارًا لاحترقت؟
قال: فانصرف وفي قلبه ذلك، ثم أتاها وقال: الذي عرضت علي قد قبلتُ، فما كان لها مهرًا إلا الإسلام( ).
* * *
وتضحية الأب
عن أنس قال:
لَمَّا كان يوم أُحُد انهزم الناس عن النبي ? وأبو طلحة بين يدي النبي ? مجوِّبٌ به عليه بحجفةٍ له، وكان أبو طلحة رجلاً راميًا شديد القدّ، يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجل يَمُرُّ معه الجعبة من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة .. فأشرف النبي ? ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك( ).
* * *
الابن شهيدًا
قال ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية»:
قتله حبيب بن زيد، مسيلمة الكذاب، حين جعل يقول له: أتشهد أنَّ محمدًا رسول الله؟ فيقول: نعم، فيقول: أتشهد أني رسول الله؟ فيقول: لا أسمع، فجعل يُقطِّعه عضوًا عضوًا حتى مات في يديه وهو لا يزيد على ذلك( ).
* * *
الخطوة «2»
اخْتِيَـار الاسْـم الحَسَـن
إنَّ للأسماء عاملاً مهمًّا في بناء شخصية المرء وسلوكه، بل وحتى المجتمعات، فهذا النبي ? حينما قدم المدينة كان اسمها في السابق «يثرب» فأبدلها بـ«طابة» أو «المدينة»، وهي أسماء كلّها تدلُّ على الحُسن في معناها، وذلك لِما للاسم الحسن من دلالته النفسية في بداء حياة جديدة مصدرها الفأل الحسن .. لذا كان لزامًا على الوالدين اختيار الاسم المناسب حتى ينعكس إيجابًا على الأبناء.
* * *
مثال عملي وقصة في أهمية اختيار الاسم في بناء شخصية الأبناء:
ا- في الجانب الإيجابي للاسم الحسن:
عن عبد الرحمن بن عوف قال:
كان اسمي «عبد عمرو»، فلمَّا أسلمت سمَّاني رسول الله ? : «عبد الرحمن» ( ).
* * *
ورُوي أنَّ عبد الرحمن بن عوف ? باع أرضًا له، فقسَّم ريعها في فقراء بني زهرة وفي المهاجرين وأمَّهات المؤمنين .. وقال المسور: فأتيت عائشة بنصيبها، فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبد الرحمن بن عوف، قالت : أما أنِّي سمعت رسول الله ? يقول: «لا يحنو عليكنَّ بعدي إلا الصابرون»( ).
فـ«عبد الرحمن» مأخوذ من «الرحمن» الذي يُشتق منه صفة الرحمة، وكان النبيُّ ? لمس فيه صفة الرحمة والشفقة فسمَّاه «عبد الرحمن».
* * *
ب-الجانب المقابل للاسم غير الحسن:
عن ابن المسيب عن أبيه أنَّ أباه جاء إلى النبي ? فقال : «ما أسمك؟» قال: حزن، قال : «أنت سهل» قال: لا أُغيِّر اسمًا سمَّانيه أبي.
قال ابن المسيب : فما زالت تلك الحُزونة فينا بعد( ).
قال الداودي: يريد الصعوبة في أخلاقهم، إلاَّ أنَّ سعيدًا أفضى به ذلك إلى الغضب في الله..
وقال غيره: ُيشير إلى الشدَّة التي بقيت في أخلاقهم( ).
وهكذا متى أردنا صلاح أبنائنا فعلينا القيام بالخطوة الثانية، وهي اختيار الأسماء الحسنة لهم، لِما لها من تأثير في شخصية الأبناء كما رأينا في النموذجين السابقين.
* * *
الخطوة «3»
تعليمه أمور الشرع التي لا بدَّ منها
يجب أن يتعلَّم الأبناء منذ نعومة أظفارهم أمور الشرع التي لا بدَّ منها، كالصلاة والصيام ونحوها، وذلك حتى ينشئوا نشأةً صالحة، وكما قيل: التعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
مثال عملي:
قال رسول الله ? : «مروا أولادكم للصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع» ( ).
* * *
الخطوة «4»
انقش على ابنك العلم
«التعلُّم في الصِّغَـر»
يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى بذاكرة حادة آلية؛ فعلينا أن نُوجِّههم لطلب العلم وتعليمهم أمور الشرع، ومن ذلك حفظ القرآن الكريم والسُنة النبوية المطهَّرة وترسيخ العقيدة الصحيحة.
فالأمَّة بحاجةٍ إلى العلماء الأقوياء والدعاة المتبصِّرين بنور الكتاب والسنة، ولا يتأتَّى ذلك إلا بطلب العلم منذ الصِّغر .. ولا تقل إنَّ هذا صعبٌ أو مستحيل.
قال ابن مفلح( ):
والعلم في الصغر أثبت؛ فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة، لاسيَّما الأذكياء المتيقِّظين الحريصين على أخذ العلم، فلا ينبغي أن يجعل – على ذلك – صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعًا من مراعاتهم والاعتناء بهم.
* * *
مثال عملي وقصص على أهمية طلب العلم منذ الصغر وأهميته في بناء الشخصية:
1- عن ابن عباس قال:
لَمَّا تُوفِّي رسول الله ? قلت لرجل من الأنصار: هلمّ نسأل أصحاب النبي ? فإنهم اليوم كثير، فقال: وا عجبًا لك يا ابن عباس؛ أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي ? من ترى؟!
فتركت ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائلٌ فأتوسَّد ردائي على بابه، فتسفي الريح عليّ التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا بن عمِّ رسول الله؟ ألا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحقُّ أن آتيك فأسألك..
قال: فبقى الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ فقال: هذا الفتى أعقل مني( ).
* * *
عن معمر قال:
سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعت في تلك السنين إلاَّ وكأنه مكتوب في صدري( ).
قالت أم الدرداء:
اطلبوا العلم صغارًا تعملوا به كبارًا؛ فإنَّ لكلِّ حاصدٍ ما زرع( ).
الخطوة «5»
القُـدوَة العَمَلِيَّـة
وهو أحد أهمِّ الخطوات وأكثرها نفعًا وغرسًا في نفوس أبنائنا، وذلك لِما يتميَّزون به من شدَّة في التقليد في مراحلهم الأولى، فترى الطفل يُقلِّد أمه في صلاتها، فهو يركع عندما تركع وتسجد حين تسجد، إلى غير ذلك من صور التقليد التي نلحظها صباح مساء، فعلينا أن نُوجِّه ذلك التقليد ونستغلَّ تلك الفترة بما يُحيي في نفوسهم حبَّ العمل لهذا الدين، وذلك بما يلي:
1- نحكي له حكايات الصحابة والصالحين والعلماء.
2- نصطحبه في كلِّ ما هو حسن ليُقلِّده كالذهاب معه إلى المساجد.
3- إسماعه الشرائط الإسلامية المفيدة التي تناسب عمره.
4- أداء بعض العبادات أمام عينيه مثل الصلاة والصدقة.
* * *
قصَّة تدل على أهمية القدوة العلمية في بناء شخصية الأبناء:
تقدَّم معنا في صلاح الأب والأم بعض النماذج على أهمية القدوة في بناء الشخصية، ولكن إليك هذا النموذج العملي الآخر:
1-عن كريب مولي ابن عباس أنَّ ابن عباس – رضي الله عنهما – أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي ? وهي خالته قال:
فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله ? وأهله في طولها، فنام رسول الله ? حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله ? فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنٍّ مُعلَّقة فتوضَّأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يُصلِّي.
قال ابن عباس:
فقمت، فصنعتُ مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلَّى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلَّى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلَّى الصبح ( ).
* * *
2- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:
ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا برسول الله ? من فاطمة..
وهذا هو الشاهد من الأثر مِمَّا يدلُّنا على أنَّ الأبناء من أشدِّ الناس تأثُّرًا بآبائهم وتقليدًا لهم( ).
مثال عملي على أهمية القدوة العملية في بناء شخصية الأبناء:
الصَّدَقَـة:
فإذا رأيت مسكينًا، وكان ابنك معك فأعطِ ابنك ريالاً واحدًا، واطلب منه أن يتصدَّق به على ذلك المسكين، وفي حال قيامه بهذا العمل اشكره وأثنِ عليه كثيرًا أمام إخوانه، عندها سيغرس حبّ هذا العمل في نفسه، وعلى ذلك قس فينشأ جيل يحب الصدقة ومد يد العون للمحتاج الضعيف.
=========
يتبع ان شاء الرحمن ~
.
.
.
♥