أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

حوار د.فيكين:الأهلي لا يستحق لقب نادي القرن

د.فيكين:الأهلي لا يستحق لقب نادي القرن

اخترق مجال كرة القدم بالمصادفة.. قضي معها أكثر من خمس عشرة سنة هي أزهي سنوات عمره، وبعدها طلقها بالثلاثة وابتعد عنها دون رجعة ليتفرغ إلي المهنة التي يعشقها وورثها عن عائلته

د. فيكن جيزمجيان.. طبيب الأسنان المصري الأرميني مدير العلاقات العامة ومدير الإعلام السابق بالاتحاد الأفريقي وعضو اتحاد الكرة المصري السابق الذي فاض بالحديث عن تلك السنوات التي شهدت العديد من الأحداث أبرزها الترشح لاستضافة مصر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2025 وما واكبها من الحصول علي صفر كبير وما تردد حول دفع رشاوي لبعض المسئولين، وكذلك تنظيم لكأس الأمم الأفريقية 2006 التي جعلتها مصر عنوانا ومثلا يحتذي لحسن التنظيم، واحتضانها كذلك لنهائيات كأس العالم للشباب 2009

التقيته في عيادته الخاصة بمبني عتيق في مصر الجديدة ورثها عن جده ووالده اللذين كانا يمتهنان المهنة نفسها.. أمامنا السرير الطبي للكشف، وحولنا الأجهزة الأخري الخاصة بفحوصات الأسنان، وفي الغرفة المجاورة مكتبة تحوي آلاف الكتب التي علي ما يبدو أنها ضمن إرثه من الجد والوالد.. وقبل أن ألقي عليه استفساراتي التي أعددتها له بادر هو بالقول: لا تفوح رائحة الكعك الزكية إلا حين تمسها حرارة الفرن.. كذلك أحلامنا لن تنضج ما لم تمسها قسوة التجارب

فقلت أنا وهل للتجارب قسوة؟

ـ قال: نعم.. نحن نزيد من خبراتنا كل يوم، وتنضج الأحلام مع زيادة تلك التجارب

وهل بلغت الذروة وأنت مع كرة القدم؟

ـ مرحلة وانتهت بكل ما لها وما عليها.. فيها السلبيات وأيضًا الإيجابيات، وفي كل الأحوال اكتسبت خبرة كبيرة في مجال كنت أجهله

وما سر انتهاء هذه المرحلة؟

ـ هذه المرحلة لم تنته بل هي محفورة في الذاكرة.. أعيشها من آن إلي آخر وأتذكر تفاصيلها، وأضحك وأصل أحيانا إلي البكاء لأنها جاءت في أزهي سنوات العمر.

أقصد سبب رحيلك عن الاتحاد الأفريقي؟

ـ أؤمن بأننا لا نستطيع أن نتقن العمل طالما كان الجهد موزعا بين أكثر من عمل

أنا طبيب أسنان، وكان من الممكن أن أحقق أحلامي وأنا مع كرة القدم، ولكن لم أستطع أن أوزع جهدي ما بين الكرة والطب

إذن تركت الاتحاد الأفريقي من أجل الطب؟

ـ كنت مسئولا عن العلاقات العامة والإعلام بالاتحاد الأفريقي "الكاف" في الفترة من 1988 حتي 2003، ويمكن القول إن الطب أحد أسباب الرحيل ولكنه ليس كل الأسباب.. كنت موظفا في هذه الهيئة، وكان ينبغي عليّ التواجد بصفة يومية وبشكل منتظم وفي ساعة محددة في مبني الكاف، وبقيت أقاوم مابين رغبتي في الرحيل وشوقي في الاستمرار إلي أن جاءت الساعة الفاصلة في الانتقال إلي المقر الجديد من الجبلاية إلي مدينة 6 أكتوبر..

وهنا وجدت أن المسألة باتت صعبة للغاية لابتعاد المقر عن مكان الإقامة علي عكس المقر القديم بالجبلاية حيث كنت أقطن بجواره في حي الزمالك.. ولذلك أعدت النظر في الاستمرار خصوصا أن الكاف كان يلزمني بالسفر والترحال خارج حدود الوطن لبضعة أيام علي عكس رغبتي وطبيعة العيادة التي تتطلب وجودي في مصر بصفة دائمة

بعد ما يقرب من 15 سنة.. تعيد النظر في مسار وأسلوب حياة؟

ـ وبعد أكثر من كل هذه السنين لابد أن نعيد النظر في كل شيء يخص حياتنا ومستقبلنا، وأن نتوقف مع النفس لنعرف أين نحن لأنني مؤمن بأننا لا نقدر علي العطاء في أكثر من مهنة بنفس الكفاءة.. صحيح أن طبيعة المصري "التكويش" حتي لو كان لا يستطيع الإجادة في كل ما "يكوش" عليه، ولكنني تخلصت من هذا المبدأ وهذه الطبيعة اللعينة ووقفت حائرا لفترة ما بين الكرة وطب الأسنان إلي أن رجحت كفة الطب في النهاية

وماذا عن الأسباب الأخري التي دفعتك للرحيل؟

ـ أنا بطبعي إنسان طموح، ولا أخفي عليك سرا أنني كنت أطمح في منصب سكرتير عام مساعد بالكاف الذي ظل شاغرا لما يقرب من ثماني سنوات بعد وفاة مدام أميرة الشريعي.. وعندما وجدت نفسي ثابتا في مكاني دون تحرك أو ترقية آثرت الرحيل

كان من الممكن أن يتحقق هذا الحلم بقليل من الصبر؟

ـ ضحك د. فيكن وقال: أصبر أكثر من ثماني سنوات.. أعتقد أنك لو عشت التجربة ذاتها لن تصبر كل هذه المدة خصوصا أن الأرض كانت ممهدة لتحقيق الحلم بشغل المكان الذي تريده

ربما يكون الجانب المالي أيضًا سببا في الرحيل؟

ـ أكيد.. ولكنه ليس الأساس.. كل هذه الأسباب تجمعت كي أضع نقطة النهاية في علاقتي بالاتحاد الأفريقي

قيل إن سبب الرحيل يرجع إلي خلاف مع مصطفي فهمي السكرتير العام للكاف في ذاك الوقت وكذلك الكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد؟

ـ كيف وأنا ارتبط بعلاقة حميمة مع الثنائي؟!.. فهمي لا يزال علي اتصال بي بشكل شبه دائم ونتحاور في أمور تخصنا وتخص أشياء كثيرة تربطنا معا.. وحياتو لا يغيب عن عيادتي ويأتي إليها للكشف الطبي علي أسنانه كلما زار القاهرة

وهو دليل علي عدم وجود خلاف بيننا أو أنهما سبب في الرحيل عن الكاف

ألم تطلب من أي منهما الترقية؟

ـ أبلغت فهمي بالاعتذار عن عدم الاستمرار بعدما وصلت لطريق مسدود بشأن الترقية، فطلب مني الانتظار ولو قليلا، وعلي ما يبدو أن الأمر كان أكبر منه بدليل أنه لم يصل لقرار بشأن منحي هذا المنصب.. ورحلت بعد الانتقال للمقر الجديد في أكتوبر بثلاثة أشهر.

وحياتو؟

ـ هو رئيس الكاف في يده كل شيء.. يمنح ويحجب كما يريد، وطبيعة شخصيتي لا تملي عليّ الخنوع والخضوع "والمسكنة" كما يفعل البعض، ولذلك لم أبادر ولم أفكر في التطرق لهذا الأمر معه، وما شجعني علي ذلك أنني لست عاطلا بل لديّ عمل آخر يدر عليّ قدرًا وافرًا من المال.. ومع كل هذا شعرت بالضيق لأنني بشر، وما ضايقني أكثر أن الكاف تجاهلني بعد 15 سنة خدمة ولم يكرمني

وبعد الرحيل انقطعت علاقتك بالكرة؟

ـ لا بل امتد العمل مع الكرة حتي 2009 حيث بقيت كما أنا ضمن لجنة الإعلام بالاتحاد الدولي "الفيفا" وكنت ضمن أعضاء اللجان المنظمة لبطولات كأس العالم أعوام 94 و98 و2002 و2006

ولماذا لم تكمل المشوار مع الفيفا؟

ـ اتسعت دائرة العمل وبقيت أكثر انشغالا مع زبائني بالعيادة ولم يعد لديّ الوقت للاستمرار بعدما وجدت صعوبة بالغة في التوفيق ما بين العمل في الفيفا والعيادة.. والحقيقة أن العمل في زادني خبرة إلي خبرتي استفدت بها كثيرا في مجالات عدة

وماذا عن الفترة التي قضيتها عضوا معينا بالاتحاد المصري لكرة القدم؟

ـ كانت هي الأخري تجربة ثرية حيث عملت في الاتحاد عام 2003 مع الكابتن عصام عبدالمنعم الذي تولي رئاسة مجلس إدارة الاتحاد، وأتذكر أنه طلب مني عمل هيكلة إدارية للاتحاد بنظام جديد للمسابقات وفق ما يتم تطبيقه في أوروبا البيضاء، واستغرق هذا العمل بضعة أشهر، ولكنه لم يخرج إلي النور

ألم يكن يتفق ونظام الاتحاد؟

ـ لا.. بل يمكن القول إنه لم يتفق والعقول التي تدير كرة القدم في مصر.

. وهنا أتذكر أيضًا أن الكابتن عصام قال لي "لازم نمشي الناس كلها ونجيب ناس تانية عشان ننفذ هذا الكلام"، علاوة علي المصالح الشخصية لبعض الأشخاص التي تضرب بجذورها أعماق الاتحاد!

يبدو أنك تعرضت لمواجهة مثل هؤلاء؟

ـ لم أكن ألق بالا لمن حولي ولمثل هؤلاء لأنني كنت أعمل من أجل مصلحة كرة القدم وليس لمصلحة شخصية، ولكنهم بالفعل كانوا دائما ما يحاولون التصدي لأي إصلاح من شأنه أن يقلص دورهم أو يحد من مصالحهم أو لا يحقق ما جاءوا من أجله إلي الاتحاد

مثل من؟

ـ ضحك د. فيكن وقال: خلاص بقي كان ماضي ولست من هواة النبش في الماضي

هل تتذكر أحد المواقف التي واجهت فيها حربا مع أصحاب المصالح؟

ـ كنت مسئولا عن التخطيط والمتحدث الرسمي لبطولة الأمم الأفريقية 2006، وعملت وسط مجموعة شابة من ذوي المهارات الخاصة والكفاءات النادرة يتقدمهم المهندس الوزير خالد عبدالعزيز الذي كان مديرا للبطولة في ذاك الوقت، وبدا في الأفق صراع شديد بين الوجوه الشابة وبعض أفراد الحرس القديم حيث أرادوا إلغاء كل ما خططنا له وما أردنا تنفيذه من أجل مصالحهم الشخصية.. فمثلا أرادوا الاستعانة بشركة نقليات خاصة أو فنادق خاصة أو غير ذلك مما يحقق مصالحهم، ولكن تصدي لهم المهندس هاني أبوريدة

وفي بطولة كأس العالم للشباب 2009 التي أقيمت في مصر حدث الشيء نفسه؟

ـ لا الوضع مختلف تماما لأن هذه البطولة أقيمت تحت إشراف الفيفا الذي يتدخل في كل شيء ولا يترك شيئا للمصادفة وهو صاحب اليد الطولي والكلمة الأخيرة.

كنت ضمن أعضاء اللجنة المسئولة عن الترشح لاستضافة مصر لمونديال 2025؟

ـ نعم

هل كنت تتوقع الفشل الكبير عند التصويت؟

ـ كنت متأكدا أننا لن نحصل علي تنظيم البطولة، ولكنني لم أكن أتوقع الصفر الكبير.. وتردد في ذاك الوقت أن سبب خسارتنا يرجع إلي عدم دفع أموال علي سبيل الرشوة، وهذا الكلام ليس مضبوطا.. صحيح أنه جزء من الحقيقة ولكن ليس كل الحقيقة لأن الدولة التي تريد الفوز بتنظيم المونديال ينبغي أن تملك ثلاثة أشياء: أولا فلوس كي تدفع ولو لعدد قليل من أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا ما بين أربعة إلي خمسة كان في مقدمتهم جاك وارنر، وثانيا قيادة سياسية تحلم بالتنظيم وبالتالي تشكل ضغطا سياسيا بحكم المصالح التي تربط بين الدول، وثالثا بنية تحتية تتفق وأهمية الحدث العالمي.. ونحن في ذاك الوقت كنا نفتقد الأشياء الثلاثة

وهل عرض عليك دفع رشاوي حتي نحصل علي بعض أصوات المكتب التنفيذي؟

ـ أعلم أن هناك مرتشين ولكن لم يطلب مني شخصيا التدخل في مثل هذه الأمور

ولما كنت مع هشام عزمي قال إن وارنر طلب ملايين الدولارات "أربعة أو خمسة علي ما أتذكر" حتي يضمن لنا 4 أو 5 أصوات، وتداول هذا الكلام في اجتماعاتنا، ولكن رفض د. علي الدين هلال "المسئول عن الرياضة في ذاك الوقت"

مبدأ الرشوة من الأساس.. كنت أتوقع أن نحصل علي أكثر من صوت وليس الصفر..

وهذا يوضح أن هناك تربيطات علي أعلي مستوي، ويكفي أن نعرف أن جنوب أفريقيا التي فازت بالتنظيم ظل زعيمها نيلسون مانديلا علي اتصال دائم برؤساء الدول وأتي إلي زيوريخ حتي يعضد ملف بلاده علاوة علي امتلاك هذه الدولة كل مقومات النجاح التي تؤهلها للفوز بالتنظيم

أتذكر لنا من كان من المفترض أن نحصل علي صوته؟

ـ لا ليس بهذا الشكل لأنني في الأساس نسيت معظم الأسماء التي كانت موجودة.

وما هي سلبيات الملف المصري من وجهة نظرك؟

ـ أبرز سلبيات الملف تتخلص في اعتماد الملف علي الكلام الكثير.. فلم تكن هناك رسومات هندسية للاستادات المقامة بالفعل أو تلك التي ننوي تشييدها من أجل البطولة وطريقة العرض والهيئة التنظيمية للدولة المنظمة واللجان ودورها والمهام الموكلة إليها لم يكن لها وجود في الملف وهي نقاط ضعف واضحة وصريحة..

لجنة الفيفا التي زارت مصر أشادت بما رأته، وفي المقابل كان الجانب الآخر الخاص بالملف نفسه ناقصا..

وما من شك أن الدول الأخري تستعين بأناس متخصصين وتدفع لهم الملايين حتي تعد الملف بالشكل اللائق مثل قطر التي قدمت ملفا أكثر من رائع ومتكامل من الألف إلي الياء.. ليس من صنع كوادرها وأبنائها دون شك ولكن اشترت من أعد لها، ما تسبب في نجاحها في الفوز بالتنظيم

استفدت من هذه التجربة مثل غيرها من التجارب الأخري؟

ـ بالطبع كانت تجربة ثرية للغاية وأفادتني كثيرا في حياتي.. وتعلمت من خلال مشواري مع الفيفا والكاف أن الكلام ليس له مكان في العمل، بل لابد أن يكون كل شيء مكتوبا، وتعلمت كذلك نسيان فهلوة المصريين في التعامل.. بمعني ألا أتحدث فيما لا يعنيني ولا أتحدث فيما لا أعلمه تطبيقا للمثل: من قال لا أعرف فقد أفتي.

وماذا عن وجودك ضمن لجنة التنسيق في ترشح حياتو ضد بلاتر لرئاسة الفيفا؟

ـ أولا كنت غير مقتنعا بترشحه ضد بلاتر لأنني أعلم قوة الأخير التي تكمن في أشياء كثيرة، ولكن بحكم عملي موظفا بالكاف لم أستطع الرفض وغير مسموح أن أسدي له النصيحة بالانسحاب.. والغريب أن بعض الأفارقة الذين دفعوه للترشح خانوه ولم يمنحوه أصواتهم في الانتخابات.. حياتو كان طموحا وكان يحلم برئاسة الفيفا، ولكن طموحه كاد يقضي عليه مثلما حدث مع القطري بن همام الذي حصل لبلاده علي تنظيم كأس العالم وطمع في تحقيق المزيد فتلقي الضربة القاضية دون هوادة

وماذا استوقفك في التجربتين؟

ـ أيقنت أن كل شيء في الفيفا تحكمه المصالح.. وليس شرطا أن تمتلك دولة كل المقومات لتنظيم بطولة عالم ولا أن تكون مستعدة بملاعبها وبنيتها التحتية والرياضية حتي تكسب الرهان لأن القرار النهائي لا يعتمد علي الكفاءة والمهنية بل الضغوط السياسية وأيضًا الفلوس ويمكن هناك أشياء أخري لا أعلمها!

أتريد القول إن نظام الاختيار فاشل أو غير صحي؟

ـ نعم والعالم أجمع يعلم ذلك ولكنه لم يحرك ساكنا، وسيعود مرة أخري للاعتماد علي تصويت الجمعية العمومية للفيفا لاختيار الدولة الفائزة بتنظيم المونديال بدلا من الاعتماد علي أعضاء المكتب التنفيذي الـ24 عند الاختيار.. وأعتقد أن هذا النظام أيضا لن يحقق العدالة لأن التربيطات من الممكن أن تتم حتي وإن اتسعت الرقعة إلي مئات الأفراد، وأري أنه لابد من وجود هيئة مستقلة عن الفيفا مثل مكاتب استشارية حتي تفصل في ملفات الدول المرشحة لاستضافة أية بطولة، لأن الفيفا نفسه عنده بعض المشكلات التي يعجز عن حلها ويلجأ لجهات دولية للبحث عن حلول مثل المحكمة الرياضية الدولية لأن في هذه الحالة يعجز عن الحل ولا يستطيع اتخاذ القرار وحده

من الواضح أنك تلمح لوجود فساد دائم في هذا الكيان الدولي؟

ـ هذا ما هو معلن منذ فترة ليست بعيدة وليس كلامي ولا تلميحاتي وحدي.

قيل إن ملف فساد الفيفا طال بعض الأفارقة؟

ـ لا أستطيع تحديد أسماء ولكن هناك رؤساء اتحادات أفارقة فقراء ومن الممكن التأثير عليهم مثل بعض الحكام الأفارقة أيضا لأن هنا الفلوس هي التي تتحدث.. والحقيقة أنا لم أحضر أي اتفاق من هذا النوع ولكنني سمعت الكثير خلال فترة عملي بالكرة

ونقلت الصورة للمسئولين؟

ـ طبعا أكون ساذجا لو فكرت في هذا، لأنني لم أملك الدليل علي خطورة مثل هذه الاتفاقات، وخلال مشواري الطويل سمعت كثيرا جدا ولكن لم يكن بين يدي دليل أو وثيقة علي أي رشوة لأي مسئول أو حكم.

وفي الفيفا؟

ـ سمعت أيضًا ولكن أنت تعلم أن مثل هذه الأمور تتطلب منتهي الحرص والسرية ولا تتم بالطرق التقليدية.. وكنت علي يقين بالرشوة وكان معظم المرتشين بالفيفا من أمريكا الجنوبية وأفريقيا والبعض من آسيا، ولكن قارة أوروبا بعيدة عن هذا الوباء لأن لهم طريقة عمل مختلفة وتتسع دائرة هذا الكلام عند ترشح الدول لاستضافة كأس العالم لأن الفوز في يد 24 فردا هم أعضاء المكتب التنفيذي.. وأعتقد أن أغلبيتهم من كبار السن الذين لا يصلحون لاتخاذ هذا القرار.. والغريب أنك تصاب بالدهشة عندما تراهم وينتابك شعور بأنهم غير مبالين بفوز هذه الدولة أو تلك وتري في أعينهم الرفاهية.. ناس حضرت إلي زيوريخ حيث مقر الفيفا علي طائرة في الدرجة الممتازة وجاء ليحضر اجتماعات لا تشغله كثيرا قدر انشغال الدول المرشحة للاستضافة.. وعندما تتحدث معهم تراهم غير مبالين وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد

ربما كانوا مرتبطين بمنح أصواتهم لدولة أخري غير مصر؟

ـ احتمال.. وربما غير مقتنع أو ربما من "القبيضة" ؟

وما رأيك فيما أثير مؤخرا في الفيفا؟





ـ آفة الرشوة موجودة وهذا ما أثير علي صدر صفحات الصحف الأجنبية وما أثير علي ألسنة بعض المسئولين، ولكن ليس هناك دليل علي إدانة هذا أو ذاك اللهم إلا ما أثارته أمريكا بطلبها من سويسرا تسليم بعض الأشخاص بتهمة الرشي

وموضوع بلاتر وتقديمه الاستقالة بعد نجاحه في رئاسة الفيفا؟

ـ ممثل أكثر من رائع وماهر في العلاقات العامة ويعلم أهمية الجمعيات العمومية ودورها ومدي أهمية صوتها بالنسبة له.. يعرف كيف يتعامل معهم ويدرك أن أصواتهم هي الأهم وليس ما يثار في الإعلام.. ولذلك يكسب دائما.. أما التجديد والتطوير والابتكار فإنه ليس موجودا لأنه ينتمي إلي الجيل القديم وليس لديه ما يقدمه.. وبلاتر يري الفيفا إرثا يفعل فيه ما يشاء بحكم الفترات الطويلة التي قضاها بين أروقته.. سكرتيرا عام أيام هافيلانج ثم رئيسا.. ولذلك أنا مع بند الثماني سنوات لأن المسئول لا يستطيع أن يقدم أي جديد بعد هذه المدة التي يستنفد خلالها كل أفكاره ويحقق فيها كل طموحاته ولم يعد لديه أي جديد علاوة علي أنه يفقد حماسته واهتمامه بسبب طول مدة العمل في مكان واحد.

نعود إلي مصر حول أزمة نادي القرن التي أثيرت بين أحقية الأهلي أم الزمالك؟

ـ في ذاك الوقت لم أكن مقتنعا بنظام النقط ومازلت غير مقتنع، ومع ذلك تم تطبيق النظام الذي منح الأهلي لقب نادي القرن وسعدت جماهيره وحزنت جماهير الزمالك.. وأنا حزنت أيضا بحكم حبي وعشقي لهذا النادي.. ولكن بما أن هناك منافسة بين طرفين فدائما يكون هناك فائز وآخر خاسر، وبما أنني كنت موظفا كان فرضا عليّ أن أحمل وجهة نظر الكاف ولا أستطيع أن أحيد عنها.

الميل والهوي لم يدفعك يوما للوقوف إلي جانب الزمالك؟

ـ لا.. ولا حتي مصطفي فهمي السكرتير العام للكاف بحكم "أهلاويته" لأن هناك لائحة ولجنة تنفيذية ومسئولين آخرين.. وعند حدوث أية مشكلة هناك من يحدد من الجاني ومن المجني عليه من خلال الفيديو والوثائق والتقارير.. وفي النهاية أنا موظف أقوم بمهمة مقابل أجر

تركت الكرة وشهادته علي السنوات الـ15 التي قضاها معها وتطرقت معه للحديث عن أرمينيا التي يحمل جنسيتها أيضًا؟

ـ تذكر د. فيكن حكاياته وقال: كل أرميني يعيش في مصر يحمل رواية وحكاية عن عائلته التي فرت بأعجوبة من مذابح الأتراك، واستوطنت في مصر وذابت بين شعبها وباتت جزءا منه وعملت واجتهدت وتعلمت وحصلت علي الجنسية وتقلدت المناصب ولعبت دورا في المجتمع المصري.

علمت أنك تترأس الجمعية الخيرية الأرمينية بالقاهرة.. فماذا عنها وما دورها؟

ـ هي تتبع الاتحاد الخيري الأرميني وتأسست عام 1906 في القاهرة كجمعية عالمية أضحي مقرها في نيويورك حاليا ولها أكثر من 60 فرعًا حول العالم.. أسسها بوغوص نوبار من أجل مساعدة الأرمن في دول المهجر بتقديم تبرعات مالية ومساعدات طبية، وتأسس الفرع الأول في الإسكندرية والثاني في القاهرة، ومازال النشاط السياسي مساعدة الأرمن المحتاجين، والفضل الأساسي في تمويل الجمعية يعود إلي سيدة أرمينية جليلة هي مدام ساتينيك شاكر التي أوقفت فيلتها بالزمالك علي الجمعية، فكان ثمنها وهو 15 مليون جنيه خير معين لصندوق الجمعية، بالإضافة إلي تبرعات أثرياء الأرمن في إطار أن الجمعية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.

وهل يتبع الجمعية أندية رياضية؟

ـ نعم.. نادي نوبار الذي نعمل من خلاله علي تجميع شباب الأرمن، ونشاطه الأساسي هو كرة السلة، وفي كل صيف تقام البطولات بين الأندية الأرمينية وهي ناديان في الإسكندرية وثلاثة في القاهرة، بالإضافة إلي النشاط الثقافي الذي يتمثل في كورال الأطفال للحفاظ علي تراثنا الفولكلوري.

هل تختلف عاداتكم كأرمن مصريين عن عموم المصريين؟

ـ أرمينيا دولة شرقية ومحافظة وكنيستنا شرقية، لذا لا توجد خلافات جوهرية بين عاداتنا وعادات باقي المصريين، وبطبيعة الحال أرمن مصر تأثروا بالعادات المصرية كما تأثر أرمن أمريكا بالعادات الأمريكية، لكننا نحاول إحياء التراث الأرميني وفي مقدمته اللغة، ولذا نحن علي تواصل مستمر مع الوطن الأم وكثيرا ما نستجلب فرقا غنائية من أرمينيا لتقديم التراث الأرميني، خصوصا في المناسبات والأعياد القومية، كما أنني أسافر مرة أو اثنتين كل سنة لزيارة البلد الأم رغم عدم وجود أقارب لي هناك.

هل شعرتم في أي وقت بأنكم كمصريين لم تنالوا حقا من حقوقكم؟

ـ علي الإطلاق فالحكومة المصرية ترسل مندوبين لها لمشاركتنا مختلف الأعياد الدينية والقومية، وهو ما قد لا يحدث في بلدان أخري، كما أنني شخصيا تقلدت مناصب عدة، فكنت عضوا في اتحاد الكرة المصري المعين ومديرا للعلاقات العامة بالاتحاد الأفريقي، وكنت مسئولا للتخطيط والمتحدث الرسمي في كأس الأمم الأفريقية 2006، فنحن لم نحرم من شغل المناصب في مصر، لكن نسبة الأرمن في الهيكل الإداري للدولة ضعيف نسبيا بسبب نقصنا العددي، وهناك شوارع مسماة بأسماء أرمن كشارع يعقوب أرتين وصاروخان بمصر الجديدة، علاوة علي نجمات أرمن لمعن في الوسط الفني أمثال نيللي وفيروز وأنوشكا وغيرهن.. وهو ما يؤكد الاعتراف بوجود الأرمن في مصر.

الأهرام سبورت



إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
النادى الاهلى تاريخ النادى الاهلى معلومات هامه عن الاهلى عمر ابانا وعائشه امنا عالم المعرفة
معلومات عن وحيد القرن الأسود / معلومات عن وحيد القرن سحورة الامورة عالم الحيوانات والطيور
مــــــن يستحـــق هــــذه الألقــــاب؟؟؟ بسكوته بالشوكولا فرفشة عدلات
القاب حلوة جداا جالكسى راكبه تاكسى فرفشة عدلات
من يستحق هبه شلبي منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة


الساعة الآن 07:20 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل