“ رفقا بنفسك يا حبيبتى ؟؟ .. بل رفقا بي ... غذا كنت لا تريدين أن ترفقي بنفسك وترحميها من اوهامك! رفقا بنفسك, فانى اخشى عليك من ثورة عواطفك , وفورة أعصابك وعذاب روحك , أكثر مما اخشاه على نفسى . رفقا بنفسك يا حبيبتي , فانى اخاف عليك من عواقب هذه الثورة العاطفية
العارمة التى لا ادرى لها سببا ولا أعرف باعثا عليها إلا ان تكون ظنونك التى يصورها لك الوهم حقيقية ويجعل منها الخيال واقعا , وهى ليست من الواقع فى شىء . لقد أحزننى كثيرا ما تكابدينه منذ أن ابعتدت من هموم والام , وادهشنى ان تطغى عليك هذه الأوهام حتى تدفعك غلى الثورة علي ,
وغلى الشك فى حبي لك , ولو أنك أطلعت على فى هذه الأيام لرايت ما اعانيه من مرارة البعد وما أقاسيه من عذاب الفراق لعرفت انك أسعد منى حظا واحسن حالا ولحمدت الله على أنك لازلت تعيشين فى تلك البقعة الجميلة التى بدأ فيها حبنا , وانك ترين تلك الاماكن السعيدة التى شهدت سعادتنا وهنائنا , والتى أزدهرت فى تربتها الخصبة آمالنا وأحلامنا. ان كل ما حولك يذكرك بحبنا الطاهر وغرامنا العفيف , أما انا فأعيش هنا وحدى , بعيدا عنك ,
محروما منك , وكل ما حولى غريب عنى , تنكره عينى وتنفر منه نفسى انك لورأيت ما أمر به واعانيه لأشفقت على , وادركت انك مخطئة فى كل ظنونك وهواجسك , ولأطمأننت إلى ذلك المكان الذى تشغلينه من قلبى لا يزال هو مملوءا بحبك . واننى مهما نأيت عنك ساظل وفيا لك , وأن ذلك الشك الذى اثار مخاوفك من وساوس الحب واوهامه! وهو دليل عظيم على شدة حبك جعلنى احس بسعادة فياضة وهناء عظيم لم اذق مثلهما من قبل طعما لكم وددت ان
امنحك شيئا يفى ببعض ما تمنحينى من حب , وما تضمريين لى من اخلاص ,, ولكنى لا املك إلا نفسىوروحي اهبهما لك خالصة وابذلهما من اجلك بلا ندم ولا اسف . فإن كنت ترين فى هذه الهبة ما يجعلنى اهلا لمحبتك وثقتك , فإنى أرجو انتقبليهما منى , لعلي أستطيع أن أمنحك من السعادة والهناء بعض ما تمنحينى. فهل تحسين بعد ذلك القول بالطمأنينة وراحة البال ؟ يخيل إلى الأن أنى ارى إبتسامتك الملائكية ترتسم على شفتيك الرقيقتين فى
غبطة ورضى ! اننى أراها بعين خيالى ووجدانى فتضىء لها جوانب نفسى ويسرى فى فؤادي شعور جميل يبدد شقائى ويهون على عذابى ويجعلنى احس كثيرا من الراحة وقليل من الهناء . ان الكتابة إليك محببة إلى نفسي , وبودب أن اكتب اليك صفحات كثيرة طويلة ابثك فيها جوانحى وأصف فيها شعورى . فاغفرى لى يا ملاكى ما ترين فى كتاباتى من قصور فى التعبير وعجز عن الوصف والتصوير وحسبك أن أقول لك اننى احبك حبا ثابتا راسخا لا تنال منه تقلبات الأيام ”