في ميدان العباسية أمام مسجد النور كانت هناك عشرات الآلاف تتجمع لأول مرة تساند المجلس العسكري في مواجهة واضحة لرفض مطلب التحرير بإقالة العسكري. وردد المتظاهرون شعارا مناهضا لهتافات التحرير قالوا فيه يا مشير.. يا مشير.. أوعي تسيبها للتحرير.
وقام متظاهرو العباسية بتوزيع الأوراق التي تطالب بتوحيد جموع الشعب المصري, مطالبين بعدم المضي وراء الشعارات الرنانة, رافضين بشكل قاطع تشكيل مجلس رئاسي مدني عوضا عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
ورفع المتظاهرون أعلام الشرطة وأشادوا بتضحياتها جنبا الي الجيش القضاء. وكان الآلاف قد توافدوا علي العباسية تحت مسمي مليونية الدفاع عن مصر معلنين أنهم يمثلون ائتلافات الأغلبية الصامتة.
وكان الآلاف بميدان العباسية قد أدوا صلاة الجمعة, فيما طالب الإمام في خطبته جموع الشعب المصري بالوقوف إلي جوار المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتأييده.
وأضاف خطيب الجمعة أن الجيش المصري الباسل هو الذي دافع عن ثورة25 يناير والثوار, داعيا إلي إقامة تظاهرات مليونية لتعمير البلاد وزرع مليون شجرة, عوضا عن ما اسماه مليونيات الخراب والدمار والعنف.
ودعا خطيب الجمعة للجيش المصري بالعزة والنصر, مؤكدا أهمية الحفاظ عليه وعدم المساس به, معتبرا أن دعوة البعض إلي حشد التظاهرات المليونية بميدان التحرير إنما يدعو في حقيقته إلي الوقيعة بين الجيش والشعب.
ومن جانبهم أكد المحتشدون في ميدان العباسية أنهم خرجوا بإرداتهم, الحرة للتعبير عن رأيهم, ولم يحركهم سوي ضمائرهم وحبهم لمصر باعتبارهم جزءا من الأغلبية الصامتة التي تعبر عن جموع الشعب المصري والذي يتعدي80 مليون مواطن.
وقد اعتلي المتظاهرون الكباري بميدان العباسية, في الوقت الذي رفع بعضهم لافتات تؤكد أنهم أتوا من مختلف محافظات مصر للتعبير عن حبهم لمصر, وتأييدهم للمجلس الأعلي للقوات المسلحة, كما رفع المتظاهرون اللافتات التي تشيد ببطولات وانجازات المجلس العسكري ودوره الوطني, ورغبته السابقة في تسليم السلطة إلي مجالس منتخبة.وانتقد المتظاهرون بشدة بعض الفضائيات الإخبارية والإعلاميين متهمين إياهم بإثارة الشعب وتضليله.
وأعرب المتظاهرون عن رفضهم القاطع لتشكيل مجلس رئاسي مدني عوضا عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
من جهة أخري, أغلقت معظم المحال التجارية بمنطقة العباسية أبوابها, فيما وجدت بعض سيارات الإسعاف في مدخل ميدان العباسية من اتجاه شارع رمسيس تحسبا لحدوث أي مصادمات أو إصابات بين المتظاهرين.
ومع توافد المتظاهرين ارتفعت الهتافات المنددة بالتحرير الشعب يريد اسقاط التحرير والجزيرة فين الشعب المصري أهه.. ممدوح حمزة مهندس التخريب.. الشعب يريد بقاء المشير.
وتساءلت العباسية لماذا يهاجم المعتصمون في التحرير الشرطة؟
وتكررت هتافات الشعب يريد إخلاء التحرير.. يا مشير قول لعنان مصر أكبر من الميدان.. سير.. سير يا مشير وسيبك من التحرير. وشن المتظاهرون هجوما علي حركة6 ابريل والبرادعي مرددين لإ اله إلا الله6 إبريل اعداء الله يا برادعي يا جبان يا عميل الأمريكان.
وبعد صلاة الجمعة حدثت بعض المشادات بين المصلين داخل مسجد النور بالعباسية بعد قيام الشيخ حافظ سلامة بصلاة الغائب علي شهداء التحرير مؤكدين انهم ليسوا شهداء وشن المتظاهرون هجوما حادا علي مظهر شاهين موجهين إليه الاتهام بالمتحول الذي ركب الموجه لتحقيق مصالح شخصية متسائلين من الذي نصبه خطيبا للثورة.
وطالبت العباسية بضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية بمراحلها في مواعيدها المحددة, وذلك تحقيقا للديمقراطية والاستقرار, وتمهيدا لأولي خطوات نقل إدارة شئون البلاد إلي سلطة مدنية منتخبة تحقق النهوض للاقتصاد المصري وسد العجز في الميزانية.
نجلاء عبدالرحمن ـ موظفة ـ احد المشاركات بالوقفة ناشدت باقصاء المستشارين بالوزارات والهيئات المختلفة الذين يتقاضون مئات الآلاف من الجنيهات و قالت: ان المجلس العسكري الذي حمل أمانة إدارة شئون البلاد منذ11 فبراير الماضي, كيف يمكن التشكيسك في أمانتهم ؟
وأشارت سامية زين العابدين منسق عام الائتلاف ان مصر ليست فقط ميدان التحرير, وهناك ائتلافات من مختلف المحافظات تؤيد المجلس العسكري خاصة في ميدان العباسية, وطالبت المجلس العسكري بضرورة إتخاذ موقف حازم ضد الإعلام المزيف الذي يتحيز لفئة معينة بغرض أحداث ارتباك وبلبلة داخل البلاد.
وكان اللافت للنظر وجود لافتات مكتوب عليها إلي المرتزقة الخونة.. إلي عملاء التخريب.. كفوا ايديكم عن مصرنا ويتذيلها مجموعة اسماء وصور للإعلاميين لميس الحديدي ومني الشاذلي ويسري فودة وإبراهيم عيسي ومحمود عسد وهالة سرحان وريم ماجد, ولافتة مقابلها تحمل صورة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان يتذيلها كلمات من الذي صالح فتح علي حماس.. ومن الذي أجبر إسرائيل علي الاعتذار, وأيضا قاموا بترديد هتافات وأغاني وطنية يا مشير.. يا مشير.. أوعي تسيبها للتحرير.... واحنا المصري بجد.. أصحي يا مصري صحي النوم.. جيشك عمره ماباعك يوم
وأكدوا أن هناك مخططا لتقسيم البلاد ولن يسمح لأحد أن يتحكم في مصير الوطن.
وايدت العباسية تولي كمال الجنزوري رئاسة حكومة إنقاذ وطني خلال الفترة المقبلة, ورددوا هتاف الجيش والشعب يدي واحدة أكثر من مرة ومصر فوق الجميع.