لحب شعور في القلب لا يمكن إنكاره، وهو شعور بحبك لشخص وإتمامك به
دون أن تشعر بذلك، ولكنه شعور يقتل كل يوم، تحب إنساناً هو لك غير مبالي،
تكتب له وهو لا يرى أي من كتاباتك، تريد أن تعترف له فتذهب، وعندما تراه
تتذكر بأنه لك غير مهتم، تحلم كل يوم بأن تكون معه وهو يحلم بنفسه، أنت بالشوق
مقتول وهو آخر ما يفكر به هو أنت، دائم التفكير تقول لنفسك ليته يشعر بحبي،
وليته يسمعني كم أدعو له، وليته يعلم بمدى الشوق بداخلي له، وليته يرى خوفي
عليه، فكم هو مؤلم أن تعتقد بأن الحب غير موجود سوى بالقصص والخيال.
وعندما تحب تبدأ بإخفاء ذلك الحب حتى لا تذلّ به من أكثر إنسان أحببته،
وتخفيه وكأنك تخفي قارباً موجوداً ببحر، حب يدعوك للدعاء له خفاء أن يكون
سعيداً وحتى لو كانت سعادته على حسابك أنت، أو بعيداً عنك، وكأنّ النظرات والحركات لن تكشف،
بشعور وكأن القلب مدفون، وأمله بالحياة معدوم، وسماء إنطبقت على النجوم،
وحياة بلا أمل مع من تحب، والأصعب إنك عندما تقرر نسيانه ترى نفسك تقترب منه أكثر،
بل تراقب حركاته وكلامه، دموع لن يراها وحتى إن رآها لن يكون أي إحساس منه بك،
سؤالك دائماً عنه، وهو حتى بردّه عليه يكون بارداً،
فتفضل أن تبقى معه صديقاً، مع أنه قد يراك له عدواً.
بأي ذنب كنا قد أذنبنا، بصدق مشاعر أو بإحساس شعرناه، وتبقى تنتظر منه إشارة إهتمام،
وترى كرامتك ليس لها أي ثمن، تقترب منه فلا يشعر حتى بقربك، وتصبح تريد قتل
حبه بقلبك فترى كل شيء قتل إلا حبه، فقد كنت تحبه وتعطيه كل ما تملك فلم
ترى منه أي شيء، وأحيانا كنت تنظر له وتراه وكأنه يقول لك ابتعد فانا لا احبك،
وتبقى أصعب اللحظات عند النوم، مشاعر تتخبط بالعقل، وقلب لا يهدا عن النبض،
وذاكرة لا تتوقف عن التفكير به، وحوار بين العقل والقلب كل دقيقة، فيردد العقل للقلب
ألا يكفيك كل هذا، استبقى وفيا لإنسان لا يشعر بك، فيرد القلب عليه وكيف سأنساه
ولقد كان بعروقي دما، وبعقلي دفترا، ولنفسي روحا، ولمرضي طبيبا، وهل سيشفى
مريضا دون جرعات من دوائه، وإن كان الحب له غلطة، فليس لي سوى الندم،
وإن كان العشق مرضا، فلقد أصبحت به مدمنا، وسيبقى القلب عدوا للنسيان، وستبقى
الأحلام هي الأحلام، وسيأتي اليوم الذي سيسيطر العقل به على
القلب ونستطيع النسيان .