رزان : ماما أريد حلوى .
الأم : اذهبي لوالدكِ و اطلبيه ذلك .
رزان : لن يوافق .
الأم : ادعي الله أن يوافق و يشتريها لكِ .
رزان ( ببراءة الأطفال ترفع كفّها ) : يا رب اجعل بابا يوافق و يشتري لي الحلوى .
( الأب يدخل الغرفة بهدوء فيسمعها تدعوا ، يبتسم و يذهب كأن لم يراها ) !
( و بعد صلاة العصر ) يدخل الأب المنزل و بصوت عالي : رزان
رزان ( آتية من بعيد تجري ) : نعم بابا !
( يخرج الأب كيس الحلوى من خلف ظهره بإبتسامة ) ..
رزان ( بفرح الأطفال تقفز ) : شكراً يا رب ، فإني قد دعوته أن تأتيني بالحلوى فأتيتني بها
أحب الله !
ـ ( بعد زيارة الأقارب ) ..
أحمد : بابا .. خالد لديه سيارة كبيرة ،
و تستطيع تحويلها أيضاً إلى قارب على الماء .
الأب : أها .. ما شاء الله .
أحمد : إنّ أباه اشتراها له .
الأب : لا حرمه الله منه .
أحمد : أبوه طيِّب جداً .
الأب ( بضحكة ) : ادعوا الله أن أكون طيباً كأبيه .
أحمد : يا رب .. اجعل بابا يصبح طيّباً و يشتريها لي
( و ظلّ يرددها حتى و صلا المنزل ) .
و حين ( وقفت السيارة عند باب المنزل ) ..
أحمد : بابا .. قد دعوت الله و لم تشتري لي !!
الأب : ليسَ شرطاً أن يستجيب الله لكَ سريعاً ،
قد يؤخرها ليرزقك أفضل منها .
ـ ( بعد مرور شهر و حين استلم أحمد شهادة التفوق )
فاجأه والده بسيارة أفضل من التي كان يتمناها ..
أحمد ( بفرحٍ غامِر ) : شكراً بابا .
الأب : بل اشكر الله فهوَ من رزقكَ إيّاها ،
أتذكر ماذا قلت لك حين طلبت السيارة و دعوت الله ؟
أحمد : إنَّ الله قد يؤخرها ليعطيك أفضل منها !
فقفز فرِحاً : أنا أحب الله .
تعقيب
الأطفال بذرة ليِّنة
ما نزرعه فيهم هوَ ما سنراه في أفكارهم و تصرُّفاتهم ..
فالوالدان في كلا المشهدان كانا يطلبان من أطفالهم أن يعودوا إلى الله في طلب أمورهم !
بإتّباعنا هذا الأسلوب في التربية نكون قد علّقنا قلوب صغارنا بالله وحده !
فالتربية بأسلوب
( إسأل الله ، ادعوا الله ، اطلب من الله )
هي تعليماً للأطفال بشكل غير مباشر أنَّ كل أمر بيد الله
و كل عسير لا يُيسره إلا الله
وهوَ وحده المعطي المانع
و ليس بيد من يراهم عظماء ( الأب و الأم ) شيئاً
إنما الأمر كله لله !
بهذا نكون قد علقنا قلوبهم بهِ سبحانه
فتسهل علينا عملية تربيتهم و المحافظة على عقيدتهم
فما نزرعه فيهم سيبقى