ساعدوني

جنون العظمة هو أحد أعراض مرض الفُصام، ويرى فيه المريض نفسه كالطاووس لا يوجد شخص مثله على الأرض، وكل من حوله لا يساوي لديه شيء، ولم ولن يصلوا لقدر علمه وماله وثقافته.

- المرض العقلي قد يكون السبب
من المحتمل أن يكون جنون العظمة ناتج عن الإصابة مرض عقلي أو عن اضطراب نفسي، وهو الفصام فقد يكون جنون العظمة أحد أعراض مرض الفصام، فمريض الفصام قد يعاني من ضلالات فإذا كانت لديه ضلالة واعتقاد بأنه نبي أو المهدي المنتظر فإنه يتصرف على هذا الأساس، فيشكل خطر علي الآخرين إذا اعترض عليه احد أو كذبه فقد يكون عدوانيا وعنيف بصورة كبيرة وخطيرة.

فترك مريض الفصام الذي يعاني من ضلالات جنون العظمة في الشوارع يشكل خطرا يهدد المواطنين الأبرياء أو أهل المريض
أما إذا كان جنون العظمة نتيجة مرض عقلي، مثل مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، فعندئذ يجب إدخال المريض إلى مستشفى نفسي، حيث يتم إعطاء المريض أدوية مهدئة، لكي يستريح من كثرة الحركة ولا يتعرض للإجهاد يجب أن يستمر المريض على العلاج لفترة طويلة، أما إذا كان المريض مصابا بالفصام فيجب أيضا إدخاله إلى مستشفى أو قسم نفسي للعلاج من مرض الفصام.

وعن أهم طرق العلاج لذلك المرض أشارت الدكتورة سهام إلى أن هناك 3 طرق لعلاج جنون العظمة:

- العلاج الطبي
يستخدم فقط لجعل المريض أكثر استجابة للعلاج النفسي، أي أنه يساعدنا على بداية العلاج النفسي ولكنه لا يحل محله.

- العلاج النفسي
يستخدم لتخفيف حدة قلق المريض، وجعله أكثر اتصالا مع الآخرين ومريض الهذيان، لا يستجيب للتأثر بالإقناع المنطقي، لذا لا يجب أن نضيع الوقت في مناقشات منطقية لديه، ويجب على المعالج أن يكون حريصا في تعامله مع المريض لان المصاب بالبارانويا مثقف عدواني تجاه الآخرين والمعالج خصوصا فهو يجر المعالج إلى موضوع يجهله ليثبت نقصه فتزداد مشاعر العظمة لديه، ويستغرق التحليل النفسي لمريض وقتا طويلا لأن المريض يغرق عادة في التفاصيل والمواضيع الفرعية إلى أن ينسى الموضوع الأصلي ولا يعود إليه.

- العلاج السلوكي
يهدف إلى رفض وكف الأفكار الهذائية وتعزيز وتدعيم السلوك التوافقي، ويستخدم في بعض الحالات العلاج بالعمل والعلاج الاجتماعي والعلاج الأسري والعلاج بتعديل البيئة المحيطة، كأشكال مساعدة في تطوير شخصية المريض واستمرار تحسنه.

يارب اكون افدتك وربنا يبعد عنك العظمة والكبر

لابد من وضع برنامج متكامل لعلاج المريض، يشمل العلاج بالعقاقير لجعل المريض أكثر طواعية خلال العلاج النفسي،

وفي الوقت نفسه لابد أن يخضع المريض للعلاج التربوي والمهني والاجتماعي، وللمحيطين به دور مهم في العلاج،
فلا يحطون من قدره فيزيد عناده، ولا يسايرونه فيتمادى. فعليهم أن يكونوا موضوعيين ويسألوه أسئلة محددة مثل: كيف؟ ومتى؟ وأين؟

فالأسئلة المحددة لا تعطي مجالا لسرد التبريرات. ولا نغفل العلاج الديني فله دور كبير وفعال في مثل هذه الحالة، في الحد من حالة الغرور والكبر التي ذمها الدين الإسلامي".


تأتي صعوبة علاج داء العظمة داخل المستشفى؛
لأن المريض يجد من يتعاظم عليهم بسهولة، ويزيد اعتقاده بوجود من يرغب اضطهاده، وأن له أعداء هم الذين أدخلوه المستشفى،

لذا العلاج في البيت ممكن وهو الأفضل؛ لأن المريض لا يشكل خطراً، ولا تعتبر البارانويا جنوناً بالمعنى الحقيقي غير أن تطور المرض البطيء وعدم انفصاله عن الواقع يجعل المريض يبدو طبيعيا في تصرفاته،

ومقنعاً في تبريراته، فتنتقل الأوهام للمحيطين بالمريض بعد فترة من الزمن، خاصة إذا كان الشخص السليم بمعزل عن المؤثرات الخارجية، وهو ما يسمى بالانفعالات المشتركة وفي هذه الحالة يجب توعية الشخص السليم أو عزله عن المريض إذا اقتضت الحالة.