السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنّ الأمة تمر اليوم بمِحَنٍ وأحداث عصيبة وقلاقل واضطرابات اجتاحت ديار المسلمين وأصابتهم في بلادهم حتى تداعت عليهم الأمم، ومن الأسباب الرئيسية لهذه الأحداث انتشار الشرك والبدع والذنوب والمعاصي، وكذلك انتشار الأفكار الخطيرة الهدامة في أوساط المسلمين وبين شبابهم على وجه الخصوص، ومن هذه الأفكار الخطيرة فكر سيد قطب وحسن البنا وحزبهم وجماعتهم التي جرّت الويلات على الأمة الإسلامية منذ أن بدأت أفكارهم تنتشر
في صفوف الشباب المسلم، وها هي الأمة تجني ثمار غراسهم، ثورات ومظاهرات وفتن وحروب، نسأل الله العافية والسلامة منها.
وهذه نبذة عن فكر هذين الشخصين المذكورين أذكرها نصحاً للأمة وتذكيراً بأحوال أهل البدع، وأنقلها -باختصار- عن رجل أفنى حياته في بيان السنة والدفاع عنها وبيان البدعة وتحذير الأمة منها، ألا وهو فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى وأطال عمره في نصر السنة – فقد سُئل عن حسن البنا وسيد قطب فأجاب:
حسن البنا قد كتب عن نفسه، وكتب عنه بعض قيادات حركته، تَبيّن من هذه الكتابات أن عقيدة حسن البنا صوفية أشعرية، وهي ليست صوفية عادية بل هي صوفية غالية، منها شد الرحال إلى القبور، والأناشيد التي قد يكون فيها وحدة الوجود، والموالد، والخرافات...
أما سيد قطب... وبالدراسة المتأنية... وجدنا عنده عقائد خطيرة جدا، منها:
- كلامه في نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- بما يشبه الطعن، وإساءة الأدب معه...
- وقال بالحلول ووحدة الوجود، والجبر، وهي عقائد خطيرة جداً، طبعاً يقول السلف عن وحدة الوجود: إنها أضل من كفر اليهود والنصارى...
- وقال بخلق القرآن، وأن الله -تبارك وتعالى- لا يتكلم، وأن كلامه مجرد الإرادة، وهذا إغراق في الضلال وفي مذاهب الاعتزال...
- وقال بتعطيل صفات الله -عز وجل- على طريقة الجهمية، ويبالغ ويؤكد في ذلك، في كتابه (الظلال) وفي (التصوير الفني) وفي غيره.
- وطعن في أصحاب رسول الله -صل الله عليه وسلم- أشد الطعون...
- طعن في خلافة عثمان وأسقط خلافته... وفضل الثوار عليه وهم تلاميذ ابن سبأ...
- وبالغ في مدح الثورات، حتى ثورة جمال عبد الناصر، بالغ في مدحها، حتى ثورة القرامطة أدخلها في الثورات الإسلامية الغيورة، وأسرف في هذا كثيراً وكثيراً في الطعن في الصحابة وأساء جداً.
وما وراء ذلك عقائد كثيرة فاسدة، سجلنا منها شيئاً وتركنا أشياء، منها:
- قوله بالاشتراكية التي غلا فيها وهو أمر خطير جداً؛ لأن دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم حرام معلوم حرمتها بالضرورة من دين الإسلام، كيف يأتي إنسان ويقول إن للدولة أن تنزع الملكيات والثروات جميعا وتعيد توزيعها من جديد ولو قامت على أسس إسلامية ونمت بطرق إسلامية.
- ثم إنه كفّر الأمة كلها، واعتبر مساجدها معابد جاهلية، ومن العجيب أن من ينتسبون إليه يدسون أنوفهم في التراب أو رؤوسهم في التراب وفي الرمال كما يقال، ويرمون غيرهم بأنهم يكفرون المسلمين.
ويقال لهم: رمتني بدائها وانسلت، الذين يربون شباب الأمة على (الظلال) وعلى(معالم في الطريق) وعلى (العدالة الاجتماعية) التي امتلأت بتكفير الأمة، كيف تكون نتيجة هؤلاء؟ نتيجة هذه الدراسة في عقول هؤلاء الشباب؟
ما تكون النتيجة إلا تكفير الأمة وغرس الأحقاد في نفوسهم على هذه الأمة الجاهلية عندهم التي خرجت من الإسلام، إلى غير ذلك من البدع الكبرى التي جددها سيد قطب، وأحياها في كتبه. انتهى كلام الشيخ ربيع حفظه الله.
[مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله (14/