يوجد بيننا أناس يشعرون بأن حياتهم لا معنى لها،لمجرد أنهم
لم يحققوا بها ما يريدون،ولم يفعلوا بها ما يحلو لهم.
ويوجد آخرون يتساءلون عن معنى الحياة،فهم لا يعرفون .
هل لحياتهم معنى؟ بل هل باستطاعتهم إيجاد معنى لحياتهم؟!
هذه التساؤلات تثير الحزن والكآبة وتثير غبار الأفكار القديمة
والتي تربط وجود معنى لحياة أناس دون آخرين لمجرد توهمات فردية!!
لذلك نسمع دوما أن من ينجح فإن حياته لها معنى. ومن يكون سعيدا فحياته لها معنى.
ومن يكون مرفهاً ويملك كل ما يريد فإن حياته لها معنى.
هل يعني ذلك أن- بقية خلق الله – لا معنى لحياتهم!!
من حق الجميع أن يكون لحياتهم معنى.هم من يمتلكون تحديد ذلك.
ومجرد امتلاكهم تحديد معنى لحياتهم فهذا يجعل لحياتهم معنى عظيما.
نردد دوما أن الحياة جميلة،وتكون أجمل عندما نضيف لها ما نريد،ونشعر بها كيفما نريد!
إذاً نحن المسؤولون عن جمالها وعن قبحها،
وعن وجود معانٍ جميلة وثمينة خلالها،ووجود معانٍ بشعة ورخيصة فيها.
طالما أنت تعيش في هذه الحياة وتشعر بوجودك.
فأنت لك معنى وكلامك له معنى وإيماءاتك لها معنى.
وأنك لو سعيت للسعادة أو لم تسع لها فستأتيك لا محالة!!
فكم من شخص يلهث خلف السعادة
ولا يعلم أنه من فرط حماسه وغفلته تجاوزها وتركها خلفه!!
وبعضهم يفتش عن السعادة،ويلتفت يمنة ويسرة؛دون أن يعلم أنها بداخله!
فيبدو كمن يبحث عن نظارته وهي على عينيه!!!
من ينام قرير العين فلم يظلم ولم يحقد ولم يشتم من حوله.
فقد أعطى معنى جميلا لنفسه،وجعل لحياة الكثير من الناس معنى.
وهبهم الحب والتقدير، ومنحهم الحقوق والواجبات .فاستراح وأراح ،وسعد وأسعد،
وشعر بالرضا وشعر من حوله بالرضا.احترم الآخرين فأُعطي راحة البال.
من يسعد الآخرين فإنه يعد من أعظم صناع السعادة في الحياة.
يصبح مروجا للبسمة ونافذة تدخل النور والبهجة والسعادة وكل معنى جميل للناس.
فمن يبذر بذرة صغيرة،فقد قدم معاني جميلة للدنيا وأهلها.
من لم يفعل شيئا سوى التنفس فقد منح الزهور والنباتات ثاني أكسيد الكربون
فجمل الكون وأسعد أهل الكون دون أن يشعر!!!
إن تحلينا بالإيمان والحب والعلم والعمل والرضا والعطاء،
أصبحت المعاني الجميلة تسكننا ونسكنها فيخيل إلينا أن السعادة والمحبة
والفرح والبهجة تخيم على العالم أجمع.
فيزيد رصيد دنيانا من المعاني الأصيلة الجميلة الرائعة.
لا تعتقد بأن وجودك كعدمه. فقد تعني الكثير لمن حولك.
قد تكون أنت أهم وأبرز معنى لحياة من حولك.
قد تكون أنت الرقم المميز بينهم. قد يكون وجودك وقودا لهم
لكي يستمروا مشعين حاملين شموعهم فوق رؤوسهم فيصبحون نبراسا لك وللآخرين.
آمن بربك، واشكره على أن وهبك الحياة. أما كيف تشكره؟
فاجعل لحياتك معنى وتذكر بأن من يقدم الزهور للآخرين فستبقى رائحتها بيده..