أبي رحمه الله حاله حال أي أب شريف من
المحيط الى الخليج كان يحلم بأن تتحرّر فلسطين , كان ذلك أمله وبغية قبل أن يموت , كان التوّه يسبق نطقه لفلسطين ,أتذكره حين يقول لي : عبدالقادر ياولدي رح احضر لي الراديو (المذياع ) خلينا نسمع آخر أخبار فلسطين, كان يصغي كثيرا عندما يبدأ المذيع في قراءة تفاصيل أخبار فلسطين
وكذلك امي رحمها الله عشقت
فلسطين كعشقها لليمن
وتتألم عندما ترى وتسمع بما يحلّ بأهلنا في تلك البقة الطاهرة الصامدة المرابطة (فلسطين) ..
لكن مع الأسف الشديد ماتا رحمهما الله كما مات الملايين من العرب والمسلمين ولم تتحرّر فلسطين ..
ولو عاش ابي حتى يومنا هذا لمات عشرات
المرات وستضاف له جروح وجراحات اخرى ولن يتوقّف الامر عند
جرح فلسطين وحدها ..
نحن بدورنا جيل الشباب ايضا فقدنا الأمل في
ان تتحرّر فلسطين وباتت لدينا قناعة بأن تحرير فلسطين أصبح يزداد تعقيدا يوما بعد يوم , وكل الشواهد والاحداث تؤكّد ذلك ..
لكن يبقى الأمل بعد الله سبحانه وتعالى في
ابناء الشعب الفلسطيني فهم وحدهم القادرون على أن يضربوا بقناعاتنا تلك عرض الحائط ويثبتوا لنا بأن لامستحيل أمام قدرات ومقدّرات هذا الشعب الجبّار ..
لكن مع ذلك هذا الشعب هو في امسّ الحاجة إلى المساندة والتأييد والأخذ بيده لمواصلة الكفاح والنضال لنيل الحرية والإستقلال وتطهير المقدسات والارض كلها من الدنس والرجس الصهيوني ..
هذا التأييد بمثابة عوامل محفّزة ومساعدة
تجعل رجال وشباب وسيدات فلسطين يمضوا قدما نحو تحقيق
هذا الهدف السامي ..
لكن مع الاسف الشديد أصبحنا كعرب نمدّ
الشعب الفلسطيني بكل أسباب المثبطات والإنتكاسات والتقهقر وقطع كل سبل النصرة والتحفيز ..
ولم تعد فلسطين الجرح الوحيد بل أصبح لدينا ألف جرح وجرح , ففي سوريه جرح , والعراق جرح , والصومال جرح
,وليبيا واليمن وتونس ووو ..الخ
وآخر الجروح هو ماحصل بين دولة قطر
وشقيقاته الثلاث : السعودية والإمارات والبحرين ,فقد اقدمت تلك الدول الثلاث بتصرف لا يمكن لنا إلا ان نصفه بالاحمق وغير المدروس والذي يدل على ان تلك الدول تعيش في غيبوبة
عن الواقع السياسي العربي ,كون العرب في امسّ الحاجة اليوم الى جمع ولمّ الصفوف وليس الى العكس ..!
كما لايفوتني ذكر آخر القرارات الحاسمة التي جعلتني أكثر تفاؤلا من أن تحرير فلسطين أصبح وشيكا وبات مسألة وقت فقط
هو القرار السعودي بإدراج حزب الله اللبناني
وجماعة الإخوان المسلمين ضمن المنظمات الإرهابية المحظورة ..!
قد يقول سأل لماذا انت متفاءل , سأقول له عوّدتنا الحكومات العربية على اتخاذ القرارات بعد دراسة متأنية
واضعة نُصب عينيها القضية الفلسطينية في اي قرار تتخذه أكان على الصعيد المحلي او العربي او حتى الدولي ..
..........
كما أحب أن أعلن لمن يسمون أنفسهم مجاهدين _ظلما وعدوانا_ في سوريه الحرة والابية وخاصة من السعوديين بأن مدة صلاحية جهادهم في سوريه او في اي بقعة في العالم ستنتهي بعد مضي (15 )يوما من تاريخ صدور هذا الإعلان ..!
......
الى متى ستظل تحكمنا مزاجية القرارات
وتزعجنا بتواقيتها الغير مناسبة ..
بعد خراب مالطه هاهم يستيقظون...!
بعد أن اصبح الشتات والممات سيّان
بعد ان اصبح السوريين على ابواب الجوامع
بعد ان مات الفلسطينيون جوعا في مخيماتهم
في سوريه ..
بعد ان قالت الامهات في سوريه بصوت واحد ياليتني
كنت نسيا منسيا ..
وقال الاطفال ياليت امي لم تلدني ..
الى متى سنظل نتجرع تلك المرارات ونصارع الجراحات
الى متى ........الخ
والحديث يطول ..بقدر الألم ..
منقول