أحزَانُ ليلَةٍ مُمطِرَةٍ
أحزَانُ ليلَةٍ مُمطِرَةٍ
السَقفُ يَنزِفُ فَوقَ رَأسِيْ
وَالجِدارُ يَئِنُ مِنْ هَولِ المَطَرِ
وَأنَا غَريقٌ بَينَ أحزَانِيْ
تُطَاردَنِي الشَوَارِعُ للَأزِّقَةِ .. للحُفَر !
فِيْ الوَجهِ أطيَافٌ مِنْ المَاضِيْ
وَفِيْ العَينَين نَامَتْ كُلَّ أشبَاحِ السَهَر
وَالثَوبُ يَفضَحُنِي . . وَحَول يَدَيَّ قَيدٌ ، لَستُ أذكُرُ عُمرَهُ
لَكَّنَه كُلّ العُمَر .. !
لَا شَيء فِي بَيتِي سِوَى صَمْت الليَالِيْ
وَالَأمَانِيْ غَائِمَاتٌ فِيْ البَصَر
وَهُناكَ فِي الرُكنِ البَعيدِ لفَافَةٌ
فِيهَا دُعَاءٌ مِنْ أبِيْ
تَعوِيذَةٌ مِنْ قَلبِ أُمِي لَمْ يُبارِكَهَا القَدَر
دَعَواتُهَا كَانَتْ بِطُولِ العُمرِ وَالزَمَنِ العَنِيدِ المُنتَصِر
أنَا مَاحَزِنتُ عَلىْ سَنينِ العُمرِ ، طَالَ العُمرُ عِندِي .. أمْ قَصُر!
لَكنَّ أحزَانِيْ عَلى الوَطَنِ الجَرِيحِ
وَصَرخَةِ الحُلمِ البَريء المُنكَسِر
أدمَنتُ الشَوَاطِيء وَالمَنَافِي وَالسَفَر
كَم كُنتُ أبنِي كُلَّ يَومٍ ألفَ قَصرٍ
فَوقَ أورَاق الشَجَرِ .. !
كَمْ كُنتُ أزرَعُ ألفَ بُستَانٍ
عَلىْ وَجهِ القَمَرِ .. !
كَمْ كُنتُ أُلقِي فَوقَ مَوج الرِيحِ أجنَحَتِيْ
وَأرحَلُ
فِيْ أغَارِيدِ السَحَرِ .. !
هَلْ تَسمَحِينْ !!
بِأنْ يَنامَ عَلىْ جُفُونكِ لَحظَةً
طِفلٌ يُطارِدهُ الخَطَر ..!
هَلْ تَسمَحِين
لِمَن أضَاعَ العُمرَ أسفَارَاً
بِأنْ يَرتَاحَ يَومَاً
بَينَ أحضَانِ الزَهَرْ .. !
إنِّيْ أخَافُ عَلىْ ثِيابَكِ مِنْ ثِيابِيْ
كُلمَا أرَجُوهُ :
-بَعضَ الَأمْنِ ..!
- عِطرَاً ..!
- دَندَنَات مِنْ وَتَرٍ ..!
إنِّيْ أُحِبُكِ ..
رُغمَ أنَّ الحُبَ سُلطَانٌ عَظِيمٌ
عَاشَ مَطرُودَاً
وَ كْم دَاسَتهُ أقدَامُ البَشِرِ .. !
!
إنِّيْ أُحِبُكِ ..
فَاترُكِينِيْ الآنَ فِيْ عَينَيكِ أغفُو
إنَّ خَلفَ البَابِ أحَزانٌ وَعُمرٌ يَنتَحِر
كُلُ العَصَافِيرِ الجَميلَةِأعدَمُوهَا
فَوقَ أغصَانِ الشَجَرِ
كُلُ الخَفَافِيشِ الكَئيبَةِ
تَملَأُ الشُطئَآن ..
تَعبَثُ
فَوقَ أشَلَاءِ النَهَرْ