[IMG]https://www.***- /uploadcenter/uploads/11-2012/PIC-886-1354069632.gif[/IMG]
مقدمة
روى الإمام أحمد -رحمه الله- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله سبحانه وتعالى أمر يحيى بن زكريا عليهما السلام بخمس كلمات: أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال له عيسى عليه السلام: إن الله تعالى أمرك بخمس كلمات لتعمل بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أن آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أُعذب، فجمع يحيى الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد، وقعدوا على الشرف، فقال: إن الله تبارك وتعالى أمرني بخمس كلمات أن أعملهن، وآمركم أن تعملوا بهن. أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهبٍ أو ورقِ، فقال له: هذه داري، وهذا عملي، فاعمل وأد إليَّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت، وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابةٍ، معه صُرة فيها مسك، فكُلهم يعجبُ أو يعجبه ريُحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يديه إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم، وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى على حصنٍ حصينٍ. فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى». قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية، فإنه من جثا ([1]) جهنم» فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلى وصام؟ قال: «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم»([2]) فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله» قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح([3]).
فقد ذكر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم الشأن – الذي ينبغي لكل مسلم حفظه وتعقله – ما ينجي من الشيطان، وما يحصل للعبد به الفوز والنجاة في دنياه وأخراه. * * *