لاحظ انها كانت على عجل ، قادمه مندفعة كأنها مطاردة ، تنحى عن طريقها ، فتح لها الباب واشار اليها ان تفضلي ، دلفت مسرعة دون ان تلتفت اليه . لحق بها وسألها : - عفواً … اين يمكن ان اجد الآنسه « ليلى … « توقفت ، نظرت اليه نظرة استنكار وسألته : - هل تعرف الآنسة « ليلى … « التي تسأل عنها .
- لا - اجاب - - ماذا تريد منها – سألته - انا مبعوث اليها من قبل احدى زميلات المدرسة لتساعدني في معاملة . اجاب - هي مجازة لاكثر من اسبوع – قالت – بماذا يمكن ان اخدمك ، تفضل معي.
تبعها مأخوذا لا يدري لماذا ، جلست خلف مكتبها ، طلبت منه الجلوس امامها ، بدأت في توزيع ما كانت تحمله على اماكن حولها ، ثم بدأت في اعادة ترتيب سطح مكتبها ، هذا اتاح له فرصة ان يتأملها ، فتذكر ان قصته حول زيارة الانسة « ليلى … « ليست كلها صدقا ، صحيح انه ارسل اليها بطلب من شقيقته ، زميلتها في المدرسة ، لكن كي يتعرف عليها ، فهو يبحث عن فتاة الاحلام ، وشقيقته زكتها له لانها ترى فيها ما كان هو يحلم به … للحظة تمنى لو كانت التي امامه هي ليلى ، لقد رأى فيها الكثير مما كان يرسمه في فتاه واحلامه … ايقظته من حواره مع نفسه بسؤالها
- آه …. ما الحكاية ؟!
- البداية – قال – الحاجة لقرض … والتفاصيل كيف يمكن الحصول عليه … والنهاية الوقوع في قبضة البنك الى اجل مسمى .
- لا … ليست الامور على هذه الشاكلة – قالت – نحن نفرج كرب المكروبين .
انطلقت في كلام طويل ، حول اشتراطات الحصول على القرض، وما يتوجب اعداده من وثائق وعليه توفيره من ضمانات ، حتى يحظى برضا الادارة وتوافق على منحه القرض الذي سيجعله اسير خصومات مع نهاية كل شهر .
انتبه انها انهت كلامها فقال : - ارجو ان تسجلي هذه المطلوبات على ورقة يبدو ان استعيابي الان قاصر! انحنت تكتب ما سبق ان قالته ، فحظي بفرصة اخرى يتأملها الى عمق اكثر من السابق ، فاكتشف ان هناك تطابقا يتجاوز المعقول مع ما كان يرسمه في الفتاة التي يريد انها هي … خيراً ان ليلى مجازة .
تناول ما كتبته ، وقف امامها للحظة ، نظر اليها بتمعن ، دفعها الى ان تتجنب نظراته ، لكنه احس ان عيونها لم تقل اي حرف احتجاج ، ان لم يكن على العكس ، حاولت تخفي اسطر ترحيب ، مد يده شاكرا وانصرف ، واتبعته قولها :
- بانتظارك حال استكمالك للمطلوبات .
تكررت زيارات ارادها متحججججججججججججاً بعدم استكمال الاوراق في الزيارة الرابعة لم تبق هناك نواقص يتحجججججججججججج بها ، حزم امره وقال : - لقد اتعبتك … اريد ان عبر لك عن شكري بطريقة ما … اتراني اتجاوز حدودي لودعوتك على …
- لا حاجة للشكر ، لقد قمت بما هو واجبي ، ولا ارى انك مدين لي بشكر او غيره .
- اذا خارج هذا كله اصر على ان تقبلي رجائي وتستجيبي لدعوتي .
وكان ان قبلت ، لحظة جلسا متقابلين قال : - من البداية اقول « عندي اعتراف « اقوله بكل الصدق ، تأكيداً لصدق ما سأنتهي إليه ، بعد ان تسمعيني اما ان تشربي قهوتي ، فاعلم موقفك مني واما ان تفعلي ما يروق لك .
- بداية … انا لست بحاجة لقرض ، جئت ابحث عن ليلى التي زكتها شقيقتي لعلي ارى فيها فتاة احلامي . حين التقيتك تمنيت لو تكونين ليلى فقد كنت تجسيداً لحلمي . حين انتهى من كلامه رفع رأسه و نظر اليها فرآها تبتسم فهدأت مخاوفه قالت : - وانا « لدي اعتراف « مقابل ايضاً، سأعلنه و بعدها افعل انت ما يـروق لك ؟ « انـا ليلى …