السلام عليكم اريد الاستشارة بالنسبة لمرض الذئبة الحمامية ما هي افضل الطرق لعلاجها وهل توصل الطب الحديث الى علاج مناسب لها وما هي النصائح التي ينصح بها المريض بهذا المرض شاكرة جهودكم
هـذا المـرض سمي (Lupus) والـذي يعنـي الذئـب Wolf لأن كثيراً من المصابين بهذا المرض قد ظهر لديهم طفح فراشي الشكل في منطقة الخدود والأنف والذي أعطاهم صورة الذئب إلى حد ما. وهذا الشكل الفراشي يكون لونه أحمر عند ذوات البشرة البيضاء وأبيض أو بلون مغاير للون الجلد الأصلي عند ذوات البشرة السمراء أو السوداء. ويسمى أيضاً القناع الأحمر.
وتتراوح خطورتها من مرض بسيط إلى مرض يهدد الحياة وخاصة إذا لم يتم تشخيصها ومن ثم علاجها بإذن الله في مرحلة مبكرة مع العلم أن هناك حالات يمكن أن تستجيب للعلاج بسرعة والحمد الله خاصةً إذا لم تكن إصابة كلوية.
ولا يمكن تشخيص الذئبة الحمراء الجهازية بالإصابة الجلدية فقط ولكن هناك عدة أعراض وعلامات سريريه ومخبرية يلزم وجودها أيضا مثل الآم المفاصل حيث تشبه أعراض التهاب المفاصل مع تورم وألم في الأصابع والمفاصل الأخـرى وتساقط الشعر والخوف من الضياء. ويمكن أن يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية للشمس إلى تفاقم المرض ويمكن حتى أن يؤدي إلى ظهوره للمرة الأولى. كما يمكن أن تتكون بعض اتلقرحات في الفم. وقد تصاب الرئتان والكليتان أو الجهاز العصبي أو تحدث أعراض نفسية مثل الكآبة. ويمكـن أن يظهر المرض أيضاً بصورة مفاجـئة بشكل تعب وارهاق مع حـدوث حمى حادة.وفي حالات نادرة يمكن اكتشاف المرض بوجود ارتفاع بعض مضادات الأجسام في الدم عند عمل التحاليل بدون أن يشتكي المريض من أية أعراض تذكر.
وقـد حـددت الأكاديمية الأمريكية للروماتيزم أربعة أعراض من هـذه الثمانية كطريقة لتشخيص المرض، إما بترتيب حدوثها وإما بحدوثها في نفس الوقت:
ا. وجود خلايا غير طبيعية في البول.
2. التهاب المفاصل.
3. طفح فراشي الشكل على الخدود.
4. حساسية لضوء الشمس.
ه. قرح بالفم.
6. تشنجات.
7. انخفاض عدد كـرات الدم البيضاء والصفائح الدموية أو أنيميا الانحلال الدموي.
8. وجود أجسام مضادة معينة في الدم والتي توجد في 50% من المرضى المصابين.
وهنا لابد الى الإشارة بأن حالات عديدة من مناطق مختلفة من المملكة ودول الخليج والأردن ومصر راجعتني في العيادة وهي في حالة نفسية سيئة بعد أن شخصت خطئاً بأنها ذئبة حمراء وبعد الفحص السريري وعمل بعض التحاليل اللازمة تبين لي بأنها ليست كذلك ولم أنسى حالات البكاء من الفرح من عدة فتيات بعد أن تبين لهن بأنهن غير مصابات بالذئبة. وللأسف فأن بعض الأطباء الغير مختصين بالروماتيزم يعتمد في تشخيصه على أحد التحاليل وهو ANA وهي عبارة عن مضادات الأجسام في الدم يمكن وجودها في عدة امراض. كما أنها قد توجد في 5% من الأشخاص الطبيعيين لذلك لابد من عمل تحليل آخر لمعرفة التشخيص الدقيق مع بعض الأعراض. ولاننسى بأننا نعالج المريض نفسه وليس النتائج المخبرية.
ويمكـن أن تـزداد شدة المرض في حالات الإرهاق والحمل والولادة والعدوى، وتعاطي بعض الأدوية، والإصابة الفيروسية غير المعينة، وبعض الكيمياويات. وأهم من ذلك أن الذئبة قد تحدث نتيجة لتعاطي بعض الأدوية. وطبقاً لبحث نشر في المجلة الإنجليزية الجديدة للطب فقد تبين أن حوالي 10% مـن حـالات الذئبة الحمراء قد تكون بسبب التفاعل ضد الأدوية مثل هـيدرالازين. والذئبة المرتبطة بالأدوية عادة لا تؤثر على الكليتين أو الجهاز العصبـي وغالبا ما تكون الحالة أخـف ولكنها تتحسن عادة مع إيقاف هذه الأدوية.
حوالي 10% مـن حـالات الذئبة الحمراء يحتمل أن يكون سببها التفاعل ضد الأدوية مثل هـيدرالازين (أبريزولين) والذئبة المرتبطة بالأدوية عادة لا تؤثر على الكليتين أو الجهاز العصبـي وغالبا ما تكون الحالة أخـف وتختفي بعد توقف تعاطي الدواء.
ولاننسى دور العامل النفسي فإن بعض الدراسات دلت على وجود علاقة بينها وبين الغضب أو الكآبة ، وهناك عدة آليات يمكنها تفسير هذه العلاقة ومنها ما اقترحته بعض الدراسات من أن هذه العوامل النفسية قد تؤثر على الغدة النخامية والغدة الكظرية مما يؤدي إلى إفراز هرمون البرولاكتين والكورتيزول واللذان يلعبان دوراً في بدء الالتهاب المفصلي. ولقد وجدت الأبحاث بأن العوامل النفسية خلال الشهر السابق للمرض لها أثر كبير في بداية المرض. وأثناء استجوابي لمرضى الذئبة الحمراء عن مدى التأثير النفسي عليهم وجدت أن نسبة كبيرة منهم وقد تتجاوز 70 % قد تعرضوا إلى صدمات نفسية قبل بدء المرض بعدة أسابيع مثل وفاة شريك الحياة أو أحد أفراد الأسرة المقربين، الطلاق، فقد أو تغيير الوظيفة، ظلم الزوجة السابقة بعد ارتباطه بزوجة أخرى، ثم المسنين المقيمين في دور الرعاية والذين ليس لهم دعم أسري. وفي دراسة أجريـت بكلية الطب بجامعة واشنطن تم الربط بين المواقف التي تسبب التوتر النفسي طبقا لتأثيراتها السلبية على الصحة العقلية والنفسية، فوجـد أن أشد حـالات التوتر كانـت بسبب موت شريك الحـياة يليها الطلاق وأنـه كـلما تعرض الشخص لموقـف فـيه إجهاد نفسي شديد، زادت خطورة الإصـابة بالمرض. وكذلك فإن الكآبة تعتبر من أهم الأعراض النفسية الناتجة عن الذئبة الحمراء. لذلك فإن الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال للكآبة لهم أهمية كبيرة للإقلال من العجز المترافق مع الذئبة الحمراء. وكذلك فإن بعض المرضى المصابين الذئبة الحمراء يحتاجوا لعلاج مكثف سواءً نفسي أو دوائي أو كلاهما.
تستخدم طرق علاجية مختلفة لعلاج المرض، فمضادات الالتهاب تسـتخدم عـادة في الـبداية. كمـا أن مضـادات مـرض الملاريـا يمكـن أن تخفف من الأعراض الجلدية والحساسية للشمس. وفي الحـالات الشديدة يستخدم الأطباء الكورتيزون والأدوية المثبطة للمناعة لتخفيف حـدة المـرض. وكما بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً) رواه البخاري لذلك فالحمد الله فلقد أشرفت على حالات عديدة شفيت وتركت الأدوية وبعضهن أنجبت أكثر من 5 أطفال منذ تركهن للدواء.
وفي الختام اذكرببعض النصائح الطبية لمرضى الذئبة الحمراء:
• الرضا بقضاء الله وقدره فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط
• عدم اليأس من رحمة الله فإن الله ما أنزل داءً إلا أنزل له شفاءً
• الإبتعاد عن التوتر والغضب وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم(لاتغضب ولك الجنة)
• تجنب ضوء الشمس القوي ومحاولة الحماية منها وعدم الخروج إلا للضرورة.
• يجـب أن تحـتوي الوجبة الغذائية على السمك والخضراوات ذات الأوراق الخضراء. كما إن تناول الثوم والبصل مفيد لأنهما يساعدان على امتصاص الكالسيوم. ويمكن استخدام زيـت الزيتون والسمك لأنهما مصادر جيدة للأحماض الدهنية الأساسية.
• ومن الضروري أن يقلل مريض الذئبة من الدهون والملح والبروتينات الحيوانـية لتخفيف العبأ على الكـلى.
• تجنب أيضا الكافيين والموالح والفلفل الأحمر والملح والتبغ، وكل شيء يحتوي على السكر.
• احصل على قـدر وافـر من الراحة وواظب على التمارين الرياضية المعتدلة.
• تجنب الأماكن المزدحمة والأشخاص المصابين بالبرد أو الالتهابات الفيروسية الأخرى، فأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء تجعل المصاب عرضة للإصابة بالفيروسات.
• تجنب أقراص منع الحمل فهي تسبب تدهور الحالة وتفاقم المرض.
• ولا ننسى أدعية الصباح والمساء وذكر الله باستمرار والدعاء لتحصين البدن فكم شاهدت بعض الحالات كان سببها العين.