أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي افشوا السلام بينكم

بسم الله الرحمن الرحيم






الحمد لله القدوس السلام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام ، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام . . أما بعد :
فيا أيها الإخوة في الله . . معاشر المسلمين . . ما أكثر الطرق الموصلة إلى الجنة ، لكننا وللأسف نغفل عنها ، أو يُلهينا الشيطان عنها .
هناك طريق موصل إلى الجنة وهو سهل يسير على من وفقه الله إليه ، وتأملوا معي هذا الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " .
إذن الجنة موجبها الإيمان ، والإيمان من ضوابطه التحاب في الله ، والمحبة في الله لا تكون إلا بإفشاء السلام ، وهذا أمر معلوم لا ينكره أحد ، فترى المحب يسلم على من يُحبه ، ولكنه لا يسلم على من يبغضه ، وهذا لا ينكره أحد .
فموضوع السلام اليوم أصبح عملة زهد فيها كثير من المسلمين ، فما أكثر الناس الذين تمر بجانبهم لا يسلمون عليك ، وإذا سلمت عليهم لا يردون عليك السلام ، وهذه هي النكسة والنكبة .
فمتى يدرك المسلمون أهمية إفشاء السلام في حياتهم ، فهو طريق موصل إلى الجنة .
والبدء بالسلام سنة ، يؤجر عليها المسلم ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : " عَشْرٌ " ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : " عِشْرُونَ " ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : " ثَلاَثُونَ " [ رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .
وكلما بدأَتَ الناس بالسلام أمنوا جانبك وأحبوك ، لأن السلام أمان ومحبة ، ولكن أنظر إلى شخص لا يسلم أو لا يرد السلام تشعر بوحشة منه .
أيها الإخوة . . البدء بالسلام سنة ، ولك أجرها ، ورد السلام واجب وعليك وزره إذا لم ترد السلام .
وللأسف الشديد أننا نرى اليوم عجباً ، فهناك بعض الناس لاسيما أصحاب المناصب والكراسي ، وبعض المنتسبين للمؤسسات الدينية كالقضاة وغيرهم ، لا تكاد ترى شفته تتحرك بالرد ، وبعضهم لا يرد السلام أبداً ، وهم آثمون بذلك ، لأن رد السلام واجب ، والواجب ما يثاب فاعله ، ويعاقب تاركه ، والله تعالى هو الذي أنزل هذا الحكم في كتابه ، في سورة النساء حيث قال تبارك وتعالى : { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً } [ النساء86 ] .
فيحرم على الإنسان أن يترك الرد ، أو يرد بأقل مما سُلم عليه للآية السابقة ، وقد جاءت فتاوى العلماء متضافرة متوافرة بهذا الحكم .
فمن الناس من تسلم عليه ، ويرد بقوله : هلا هلا ، أو مرحباً ، أو حياك الله ونحو ذلك من الردود ، ولا شك أن ذلك خطأ وصاحبه آثم ، فرد السلام يكون بأفضل منه أو بمثله على أقل تقدير ، كما ورد في الآية السابقة .
وبعض الناس يهز لك رأسه وكأنه سلم عليك ، وليس هذا بسلام أبداً ، وبعضهم يرفع يده لك ويتوهم أنه سلام ، وليس بسلام ، وبعضهم ربما كان في سيارته ويضرب لك بالبوري ويرفع يده بدون تحريك شفته بالسلام ، فليس ذاك بسلام ، بل لابد أن يتحرك اللسان بالسلام حتى تؤجر عليه ، ولو كنت بعيداً لا يسمعك من سلمت عليه فالله معك يسمع ويرى ويسجل لك سلامك في ميزان حسناتك فتنبه يا رعاك الله ، ولا تتشبه باليهود والنصارى ، فأنت مسلم عزيز بدينك ، كريم بإيمانك .
في السلسلة الصحيحة 5 / 227 قال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف " [ قال عنه الألباني : صحيح بشواهده ] .
وفي السلسلة الصحيحة 4 / 388 قال صلى الله عليه وسلم : " تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود " [ صحيح ] ، وورد بلفظ آخر : " لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى فإن تسليمهم بالأكف والرؤس والإشارة " .
وربما منع أولئك البشر من رد السلام أو بدء الناس بالسلام الكبر والتعالي ، ولو أمعن النظر في حقيقة خلقه ، لرأى أنه خلق من نطفة مذرة ، ويحمل في بطنه العذرة ، وآخره جيفة قذرة ، فعلام الكبر والغطرسة ؟
السلام ليس مقتصراً على أشخاص دون آخرين ، بل لجميع المسلمين ، من تعرف ومن لا تعرف ، فمن حق أخيك المسلم عليك أن تسلم عليه إذا لقيته ، وأن ترد عليه السلام إذا بدأك بالسلام ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : " حقُّ المسلمِ على المسلم خمس : ردُّ السلام ، وعِيادةُ المريض ، واتِّباعُ الجنازة ، وإِجابةُ الدَّعْوَةِ ، وتشميتُ العاطس " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .
ولمسلم : " حقُّ المسلم على المسلم سِتّ ، قيل : ما هنَّ يا رسولَ الله ؟ قال : إِذا لقيتَه فسلِّمْ عليه ، وإِذا دَعَاكَ فأَجِبْهُ ، وإِذَا استنصحَكَ فانْصَحْ له ، وإِذا عَطَسَ فَحمِدَ الله فشَمِّتْه ، وإِذا مرضَ فعُدْه ، وإِذَا ماتَ فاتْبَعْهُ " .
أيها الإخوة الأفاضل . . أصبح السلام اليوم يكال بالمكيال ، ويوزن بالوزن ، فالسلام عليك ورده بحسب طبيعة عملك ، وقدر مالك ، وثقلك في المجتمع ، وقدر الحاجة إليك ، ومدى المعرفة ، مع أنه جاء في الحديث غير ذلك تماماً ، فتأمل هذا الحديث ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رَجُلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيُّ الإسلامِ خيرٌ ؟ قال : " تُطعِمُ الطعامَ ، وتَقْرَأُ السلامَ على مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لم تَعرِف " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .
وقد علمنا فضل السلام فيما سبق ، ولهذا حسدتنا اليهود عليه كما جاء عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَىْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلاَمِ وَالتَّأْمِينِ " [ رواه ابن ماجة وغيره وصححه الألباني ] .
فكيدوا أعداءكم من اليهود والشياطين ، وأفشوا السلام بينكم ، حتى تسري المحبة بينكم ، ويظهر الإيمان جلياً فيكم ، فتدخلوا الجنة بسلام .
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء ، وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة ، اللهم إنا نعوذ بك من الكبر والبطر ، اللهم لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ، يا ذا الجلال والإكرام ، والحمد لله رب العالمين .



كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك



إظهار التوقيع
توقيع : Nada Ndod
#2

افتراضي رد: افشوا السلام بينكم

جزاك الله خيرا

إظهار التوقيع
توقيع : طُمُوحي الجنّة
#3

افتراضي رد: افشوا السلام بينكم

مقاااال رائع
بوركتي لمجهودك ي اموورة
رد: افشوا السلام بينكم
رد: افشوا السلام بينكم

#4

افتراضي رد: افشوا السلام بينكم


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُمُوحي الجنّة
جزاك الله خيرا
ايانى واياكى ان شاء الله

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهد 1234
مقاااال رائع
بوركتي لمجهودك ي اموورة
رد: افشوا السلام بينكم
رد: افشوا السلام بينكم
نورتينى

إظهار التوقيع
توقيع : Nada Ndod


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
طريقة التعامل مع الزوج العنيد المتشدد برأيه, نصائح للتعامل مع الزوج العنيد العدولة هدير الثقافة والتوجيهات الزوجية
تفسير آية: عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة. hnoma القرآن الكريم
​إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني ... زهرة الأوركيدا منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
لا تحسبوا رقصى بينكم طربا 000 نسائم الصباح المنتدي الادبي
وجعلنا بينكم مودة ورحمة الاميرة الحائرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة


الساعة الآن 07:48 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل