[SIZE=طالبة]بنت ككل البنات ... مرضت في يوم من الأيام
أتاها الم في بطنها ..
فقالوا لها : ربما الم وسوف يزول ..
واشتد الألم ومر يوم والثاني .. و الألم يأخذ في الشدة
أخذوها إلى احد الاطباء .. وعندما شاهدها .. وشاهد ما بها من الم وان
البطن منتفخ بعض الشئ .. ودون تحاليل قال :
( ابنتكم حامل )
تعجب الأب والإخوة و لطمت الأم خديها من هول ما سمعوا ... حامل ؟ !
حاااامل .... كيف ؟؟!!
يا للعار .. يا للفضيحة ...
أخذوها إلى البيت اجتمعت العائلة من الإخوة والأب فماذا حدث ؟؟ !!
أغلقوا باب الغرفة عليهم و الصغيرة بينهم و...
بدأ الضرب في هذه البنت دون رحمة ، دون رأفة ... كيف سيرحمونها
وهي قد أتت بالعار لهم ، نسوا إنها صغيرتهم ، وأنها تربيتهم ، تناسوا
إنها إنسان ، ولو أخطأت فلا يصلح الضرب شيئا" ، نسوا لغة الحوار
تناسوا آلامها و أوجاعها و كل واحدٌ منهم يأخذ دوره في الضرب و
البصق و الشتيمة لها ، أغلقوا آذانهم عن صياحها وتوسلاتها بأنها
مظلومة بأنها بريئة ...
كانت تردد أرجوكم أعطوني فرصة و اذهبوا بي لطبيب آخر ،أنامظلومة
والإخوة مستمرون في الضرب ، حتى سال الدم من أنفها و أسودت
عينيها و تقطع شعرها ، كيف سيرحمونها إنها حااامل !!!
و أين هم من كلام الناس وهي قد شوهت سمعة العائلة ، البنت تبكي
بكاء مُرا" ، بكاء شديدا"
وتقول لم افعل شيء .. والله لم افعل شيء .. اذهبوا بي لطبيب آخر
...وعندما ضعفت هذه البنت
وخارت قواها .. و سقطت بين أيديهم .. التفتت الى والدها .. وقالت
هذه الكلمات
((أبوي أنا بريئة وانتم ظلمتوني ))
وفقدت وعيها عندها أخذوها للمستشفى وهي في حال يُرثى لها ..
و أُدخلت العناية المركزة .. وبعــد
الفحوصات .. وتركيب الأجهزة والأطباء مُنتشرون هنا وهناك
ماذا تـبـيــن للأطــبـاء ؟؟
ياللعجب .. ياللهول .. حكمتم على البنت قبل التثبت من الأمـر
إسمعوا أيها الإخوة ، و أنتما أيها الوالدان يا سندا البنت و
ملجأها وملاذها
لقد أثبتت الفحوصات أن إبنتكم كانت تشتكي من الزائدة الدودية
وليست حامل ، كما أخبركم بذلك طبيب جاهل
لماذا لم تطلبوا عمل تحاليل ؟!!
لماذا لم تصدقوها وتعرضوها على طبيب و آخر ؟؟؟؟
لماذا لم تسمعوها ، قبل الحكم عليها ؟
لقد انصدمت العائلة من الخبر !!
ومن هذا التشخيص .. إن أختنا لم تكن حامل !!
لقد ترجى الأب والإخوة الأطباء أن يفعلوا ما بوسعهم لينقذوا
إبنتهم وان يعالجوها
فقال الأطباء : قــد فــااات الأوان فقد تـأخــرتـم فــي
إحــضـارهـا
مااااتت المسكينة وهي مـظــلـومــة ، ماتت وهي تقول لوالدها
كلمة لن
ينساها أنا ما فعلت شيء وأنا بريئةوانتم ظــلـمـتـونـي
ماتت وهي تتألم من بطنها وألم الضرب المبرح من أهلها
وألم المصيبة التي حلت بها
ماتت وتركت اثرٌ حزين عند أهلها .. و ندمٌ على ما فعلوه بها لن يزول أبدا"
***- ***- **
وقــــــفــــــــة
لــقـد عــرضـت هــذه الــقـصـــة لــكــــن
للــــتــنـبــيــه لـــشــيـيء عـــظــيـــم مـنــتـشـر فــي
حــيـاتـــنــاآلا وهــــــو
الـــظـــلـــم الذي حرمه سبحانه وتعالى على نفسه ، وحرمه بين عباده
فكيف يأتي زوج، فيظلم زوجته بخيانته لها ، أو بالزواج عليها ( وعدم تحقيق العدل )
دون أن تكون مقصرة في حق من حقوقه ، أو واجبا" من واجباته
وكل زوجة تحاول بل تستميت في رضى زوجها ، فتفاجأ بظلمه
لها بطرق شتى ، كل طريقة هي أشنع من أختها
وهناك الظلم و القسوة من بعضالحموات و أخوات الزوج لزوجة ابنهم واخيهم
فيقلبون حياتها هما" وغما" وكمدا" ، يوغرون قلب
ابنهم على تلك المسكينة ، وقد نسوا أو تناسوا أنهم من
اختاروها ومن الواجب عليهم أن يحبوها ويراعوها كابنتهم ، وتناسوا
ان الحياة كما تُدين تُدان
وهناك ظلم بعضالأهل لأبنائهم
بالتفريق بين ابنائهم في المعاملة ، فينموا الحقد والغيرة والحسد بينهم
وكذلك ظلم بعض الأقارب لبعضهم بطرق ووسائل شتى
فهناك صور عديدة للظلم في هذا المجتمع ، وهذه القصة صورة منها
تـــــذكــــر/ ي أيـــهــــا الـــظـــالـــم ( الــظـــالــمــة )
قول الله عز وجل: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )
وتــــذكــــر / ي
الموت وسكرته وشدته ، والقبر وظلمته وضيقه
والميزان ودقته ، والصراط وزلته ، والحشر وأحواله
والنشر وأهواله
وإذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك ، وإذا أنزلت
في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك
للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( لتؤدن الحقوق إلى
أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)
( رواه مسلم )
والاقتصـاص يكـون يـوم الـقـيـامـة
بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي
هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالمن
كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء ، فليتحلله من
اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه
بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ) [ رواه البخاري]
ولـكــن أبـشــرأيـهـا الظـالـم ولا تـيـأس
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح
قال صلى الله عليه وسلم
( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )
[ رواه مسلم]
** تـــــــــذكــــــــرة **
لا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا" ــــفالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبهــــ يدعو عليك وعين الله لم تنم
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك و أتوب إليك
[/SIZE]