الهى أحبك حبا جميلا... وليس لقلبى سواك سبيلا
وقلبى يرفرف اما ذكرتك.... او ما عبدتك ليلا طويلا
ودمعى ترقرق فى مقلتي أخاف الحساب العسير الجليلا
فودعت ذنبي وجافوت نومى.... لأسجد بين يديك ذليلا
الهى أروم رضاك فان...... فؤادي صار ضعيفا عليلا
وزادت ذنوبي وأنت الغفور فقلبى يحمل عبئا ثقيلا
ظللت أفتش كيف أتوب وكيف أبرئ نفسي قليلا
وجدتك ربا غفورا رحيما ..كريما حفيا وربا جميلا
وجدتك ربا عليا كبيرا..ودودا مجيدا..حسيبا جليلا
عبادك ربى أضاعوا السبيل فأرسلت بين العباد الرسولا
ينير الحياة ويهدى القلوب .. يضيء - لمن قد يضل - السبيلا
فلولا رسولك ضاعت حياتى ببحر الظلام وكنت الضليلا
ولولا هداية ربى لكنت شريدا حقيرا سلكت الأفولا
الهى استحيت وأنت العظيم وكيف ألاقى لشأنك قيلا ؟
وانى عجزت أقدم زلفى فياليت حبى ينال القبولا
فأسرعت أنجو لرب العباد اتخذت محبة ربى وكيلا
* * * *
أحبك ربي وكيف الحياة اذا ما رحت بقلبى بعيدا ؟
ورمت الحياة بدون هواك ؟ وأنت الأحق غراما شديدا ؟
وكيف الحياة بدون رضاك ؟ لضاعت هباء.. ظلاما مديدا
عجلت اليك الهى لترضى .. رجوت غراما يساوى خلودا
فأصل الحياة وكل الحياة حياة الخلود أموت شهيدا
أحبك حقا و أهواك صدقا وليس لحبي أضع الحدودا
فقلبى تنفس حبك لهفا فأنت أعدت فؤادي جديدا
فبعد الظلام وبعد الضلال يعود الفؤاد منيرا سعيدا
و أنت بعثت لروحي الشباب وأنشأت بين الجوانح عيدا
و أنت الحبيب وأنت الطبيب و أنت الذى قد ألنت الحديدا
ألنت الفؤاد فصار رقيقا و ودع بعد هواك الجمودا
وحررت نفسي من سجن نفسي وبين يديك محوت القيودا
* * * *
أحبك ربي وان ضاق صدري لجأت اليك شكوت الجروح
فتشفى بحبك علة صدرى ويذهب نورك فذ القروح
وينبض قلبي بعمر جديد ويسكت صوت الأنين الذبيح
وان طال عنك - بيوم - غيابى حنينى يثور وشوقى يصيح
فأهرع سجدا و وجدا و حبا اليك فيهدأ قلبى الجموح
ولكننى لم أزل فى حنين شديد - لربي - وشوق صريح
فحتام أبقى بدنيا الدنايا وعشق الزوال وحب القبيح
أما آن ربي لقاؤك انى بسر الحنين اليك أبوح ؟
* * * *
فانى سئمت دنايا الأمور وتقت الى عاليات الأمور
تشوقت جارك .. رؤيا حبيبي رسول الأنام السراج المنير
وحب القلوب ونور العيون .. شفاء النفوس وطب الصدور
فما ان بعثت البشير النذير تخلق بيت الخلائق نور
فطاف وجال وساد وشاع فأسعد وجه الأرض الطهور
تزين صرح السماء ضياء وساد الجو أريج العطور
أحبك ربي .. أحبك حقا ..وليس لحبك أجد النظير
أحبك ربي أحب الرسول وليس لحبكما من نظير
* * * *
أحبك ربي وما دون حبك مر العذاب وذل العقاب
أحبك ربي وما دون حبك عقم الخيال وكذب السراب
أحبك ربي ولما حرمت عذوبة حبك ذقت العذاب
تخبطت درب الظلام وحيدا .. سلكت طريقا عبيء الضباب
عرفت مرارة طعم الحياة فتقت مذاق الليالى العذاب
ليال سهرت بها أستجير برحمة ربى سريع الحساب
وجدت دموعى تسيل اندفاعا حنينا وشوقا تريد الاياب
فأبت .. ندمت على ما فعلت .. تضرعت لله أرجو المتاب
تعلمت ربي بأن العباد بلا ربهم قد أشادوا الخراب
وأن الشباب اذا لم تصنه عقيدة ربي يضيع الشباب
فيا أيها المرء ان زدت عمرا فآخر عمرك تحت التراب
فكيف يهمك أمر التراب ولا يستثيرك أمر الحساب ؟
فذلك يوم عظيم شديد .. تهون له أخريات الصعاب
تعبد .. تفكر .. وصل ..تفكر.. تأمل اذا ما تلوت الكتاب
فذك الكتاب به معجزات تخر لها شامخات الهضاب
وتسجد كل الدواب انصياعا ..أليس الأجدر نحنى الرقاب؟
فحب الاله نجاة القلوب ..كبرد المياه لحر اللهاب