نمية ذكاء الطفل في عامه الأول.. ---------------
أظرف شيء فى العالم بالنسبة لأغلب الآباء أن يروا أطفالهم جالسين في هدوء ومستمتعين بلعبهم الذى يبدو عشوائياً. ربما ما لا يعرفه الآباء أن هذا اللعب العشوائى الذى يقوم به الطفل يمثل بالفعل جانباً هاماً فى نموه، فاللعب هو وسيلة الطفل لفهم العالم من حوله. إن "عمل" الطفل هو تنمية قدراته المختلفة من خلال لعبه اليومي .
على سبيل المثال قد تبدو محاولة الطفل لوضع إصبع قدمه فى فمه محاولة بلهاء، إلا أن هذه المحاولة بالفعل تكون بمثابة تمرين على التنسيق بين اليد والعين، وكذلك تمرين على حل المشاكل يتطور. "التنسيق" لدى الطفل بتكرار محاولة مسك أصابع قدمه ورغم أنه قد لا ينجح عدة مرات، إلا أنه يحاول تعديل الخطأ الذي يقع فيه لكى يكمل مغامرته المثيرة لوضع إصبع قدمه في فمه.
عندما يتعلم الأبوين أى نوع من اللعب والألعاب تبنى قدرات طفلهما، يمكنهما عندئذ أن يخلقا في البيت بيئة محفزة لقدرات طفلهما التعليمية .
الألعاب الفردية هي الألعاب التى يقوم بها الطفل عندما يكون بمفرده لاكتشاف العالم من حوله مثل مص الأصابع، أو اكتشاف أجزاء جسمه بشكل عام.
يجب أن يشجع الأبوين هذه النوعية من الألعاب ويحرصا على إعطاء طفلهما وقتاً خاصاً به دون تدخل منهما.
kidsالألعاب الفردية هي ألعاب إيجابية حيث يعتمد فيها الطفل على عقله لكى يفهم الأشياء وهو ما ينمى بشكل كبير حواس الطفل ومنظوره للأشياء وفائدتها.
على الجانب الآخر، هناك بعض الألعاب التى يمكن للكبار لعبها مع الطفل لتنمية مهاراته الاجتماعية والتفاعلية. على سبيل المثال، أن يغطي الشخص الكبير وجهه بيديه ثم يرفعها فجأة مهللاً للطفل فيضحك الطفل، وبتكرار اللعبة – دور الشخص الكبير ليغطي وجهه ثم دور الطفل ليضحك وهكذا - يتعلم الطفل "تبادل الأدوار"، وهو عنصر أساسى للتفاعل بين الناس. عندما تتكرر هذه اللعبة، يتعلم الطفل أن ينتظر المفاجأة ثم يضحك أو يبدي سعادته عند حدوثها.
بالطبع الألعاب التى يشارك فيها الكبار تساعد أيضاً على تنمية مهارات معينة يحاول الطفل تنميتها بمفرده مثل السمع والإدراك.
إن لعب الطفل مع الأبوين وهما قريبين منه و يمدحانه يساعد على شعور الطفل بأنه محبوب وقد ثبت أن هذا الشعور يزيد من إحساس الطفل بالمبادرة والتفاعل مع الآخرين.
ما هي الألعاب التعليمية؟
أول شيء يجب أن تتذكريه هو أن كل شئ يمكن أن يكون لعبة للطفل "ماما" و"بابا" لعبة ، الأشياء المنزلية الآمنة مثل الأطباق البلاستيك الملونة لعبة ، وحتى الملابس يمكن أن تكون لعبة فكل ذلك يساعد الطفل على التعلم واكتشاف عالمه.
لكن إليك بعض الإرشادات عند شرائك اللعب لكي يستفيد طفلك أكبر فائدة ممكنة منها:
اللعب: من 0 إلى 6 شهور توضح د. جيهان القاضي – رئيسة الجمعية المصرية لصعوبات التعليم – أن الرأي الذي يقول أن الطفل لا يستطيع الإبصار أو السمع عند ولادته هو في الحقيقة رأي غير سليم، فالأطفال يستطيعون تمييز ألون زاهية معينة (اللون الأحمر هو عادةً أول لون يستطيع الطفل رؤيته).
وبالقطع يستطيعون سماع الأصوات ال
محيطة بهم رغم أنهم قد لا يستطيعون تفسير هذه الأصوات بشكل سليم.
فمن المفيد وضع لعبة موسيقية زاهية الألوان فوق فراش الطفل منذ اليوم الأول فكلما كان
محيط الطفل غنياً، حتى منذ أيامه الأولى، كلما زادت فرصة نموه العقلي.
تقول د. جيهان: "بحلول الشهر الثالث يستطيع طفلك تمييز لعبته المفضلة وسيحاول الوصول إليها أو الإمساك بها. من المهم أن تكون تلك اللعب بألوان مختلفة، ملمس مختلف، وأشكال مختلفة لتنمية حاسة الطفل في التمييز بين الأشياء المختلفة عن طريق البصر، اللمس، والسمع (إذا كانت اللعبة تصدر صوتاً)." على سبيل المثال الشخاشيخ الملونة واللعب المرنة التي تصدر أصواتاً أو موسيقى تفيد الطفل في هذه السن.
توضح د. جيهان أيضاً أن الأطفال في هذه السن كثيراً ما يضعون اللعب في أفواههم كوسيلة لمعرفة الأشياء، فيجب على الأبوين أن يكونا شديدي الحرص عند شراء هذه اللعب ويتأكدا من عدم وجود أية أجزاء بها يمكن أن يبتلعها الطفل، كما يجب أن يتأكدا من نظافتها.
اللعب من 7 إلى 12 شهر:
الطفل الأكبر سناً يستطيع عادةً تذكر بعض الأفكار البسيطة والتعرف على نفسه، أجزاء جسمه، والأشخاص المألوفين لديه، واللعب فى هذه السن يجب أن تساعد على تنمية هذه المهارات الجديدة.
وأكثر هذه اللعب فائدة هي اللعب التى تجر، ترص، تسير إلى الخلف والأمام، أو من النوع الذى يساعد على التوفيق بين الألوان والأشكال.
كذلك الكتب المصنوعة من القماش أو البلاستيك والتي تتميز بالصور الكبيرة، البسيطة، والتى يمكن أن يمسكها الطفل، يهزها، أو حتى يضعها في فمه تكون أيضاً مفيدة جداً.
يمكن أن يستخدم الأبوان هذه الكتب أيضاً بشكل مفيد لطفلهما، فتستطيع الأم أن تشير وتشرح للطفل أسماء ووظائف الأشياء الموجودة في صور الكتاب، فذلك يساعد على تنمية اللغة والفهم عند الطفل.
كما ثبت أن المكعبات تنمي مهارة الطفل على حل المشاكل.
الأشكال المختلفة من اللعب الموجود بالأسواق كثيرة وممتعة لكل من الطفل والأبوين فى نفس الوقت ، فتأكدى من شراء اللعب المناسبة لسن طفلك حتى يستطيع الحصول منها على أكبر فائدة.
ماذا تفعل الأم العاملة؟
إذا كنت أم عاملة وعليك العودة إلى عملك بعد 3 شهور من الولادة، حددى وقت تلعبين فيه مع طفلك دون مقاطعات من أحد.
يمكن أن يتم ذلك بالتبادل مع الأب والجد أو الجدة لمساعدتك على عدم إهمال هذا الجزء من حياة طفلك.
بالإضافة إلى ذلك، ابذلى قصارى جهدك لاختيار حضانة يكون العاملين بها مدركين لوسائل تنمية قدرات الطفل ومدربين جيداً على هذه الوسائل، أو اتركي الطفل مع أحد أفراد الأسرة الذي يكون له تأثيراً إيجابياً على نمو طفلك.
دور المتخصصين فى تنمية قدرات الأطفال:
أصبح الآن هناك أطباء أطفال ومعالجين متخصصين في تنمية قدرات الطفل إذا تطلب الأمر ذلك، وكان الطفل متأخر فى جانب من الجوانب.
توضح د. جيهان قائلة: "إن الجزء الأكبر من النمو العقلي الإنساني الذي يبقى مع الإنسان طوال حياته يتكون فى الخمس سنوات الأولى من العمر، لذلك فنحن مطالبون بالاهتمام بهذه المرحلة الهامة جداً من حياة أطفالنا.
كيفية تنمية قدرات طفلك من خلال اللعب فى المرحلة من سن سنة إلى 3 سنوات:
في الجزء السابق من هذا الموضوع فى العدد الماضى تحدثنا عن كيفية تنمية قدرات طفلك من خلال اللعب في المرحلة من بداية مولده حتى سن سنة.
في هذا العدد نود أن نتحدث عن المرحلة التالية من عمر الطفل وهي مرحلة ما قبل دخول المدرسة فهذه السنوات الثلاث هامة جداً بالنسبة لنمو الطفل بشكل شامل.
بدءاً من سن سنتين – السن المزعجة – عندما يبدأ الأطفال يتدربون على الاستقلالية، ووصولاً إلى اليوم الأول فى (KG 1) يواجه الآباء مخلوقاً صغيراً مفعماً بالطاقة والحيوية يقع الكثير من الآباء فى خطأ اللجوء إلى التليفزيون لتهدئة أطفالهم في تلك الأوقات النشطة من حياتهم وهو ما يؤدي كثيراً إلى وصول الطفل إلى حالة من الخمول تشبه النوم من ناحية الاستفادة التي تعود عليه.
لكن يجب على العكس من ذلك أن يعتبر الآباء هذه السنوات فرصة نادرة لمساعدة عقول أطفالهم للوصول لآفاق جديدة ويعتبر اللعب من أمتع الوسائل لإفادة الطفل فى هذه المرحلة من عمره.
الألعاب التي تنمي القدرات العقلية للطفل:
بدءاً من عمر 15 شهر يبدأ عقل طفلك فى دخول مرحلة النمو الإدراكي، فيمكنه معرفة الأمور الأساسية مثل التعرف على أنواع معينة من الأشياء.
على سبيل المثال، يستطيع طفلك فى هذه المرحلة معرفة أن اللعبة التي على شكل قطة، وصورة القطة، والقطة الحقيقية كلها تمثل حيوانات من نفس النوع، فكلها قطط.
من هذه السن وحتى سن الثالثة، يتعلم الطفل تقليد أفعال الكبار، كما يتعلم إبداء وتلقى بعض الطلبات البسيطة التى تتطلب تقييم وذاكرة مثل طلبه للطعام، للعب، أو للقصرية.
من المهم فى هذه المرحلة أن يعمل الآباء بقدر الإمكان على إثراء البيئة
المحيطة بالطفل. اللعب التي تصور أشكال الحيوانات المختلفة وأصواتها مفيدة جداً بالنسبة للنمو الإدراكي للطفل وكذلك بالنسبة لذاكرته.
الألعاب التى تعتمد على التنسيق والترتيب مثل البازل والمكعبات تشجع الطفل على استخدام خياله فى تصور الصورة الكاملة أو الشكل النهائي وبعد ذلك يبدأ الطفل في الدخول في التفاصيل لمحاولة تجميع هذا الشكل.
من المفيد جداً فى هذه المرحلة أن تجلسي مع طفلك أثناء اللعب وتعلقي بصوت مسموع على ما يقوم به. على سبيل المثال: "ياه، إنت بتحط مناخير الكلب فى مكانها المظبوط، دلوقتى الكلب يقدر يشم هذا يساعد على تقدم التفكير المنطقي عند الطفل كما يساعده على تعلم الكلمات.
بين سن الثانية والثالثة على وجه الخصوص، ينمو بشكل أكبر إدراك الطفل فيستطيع أن يميز نوعه (ولد أم بنت)، يلبس لعبته ملابسها، يعد، ويستمتع بالألعاب التى فيها محاكاة للواقع.
من المفيد في هذه السن أن يمارس الطفل الألعاب التى تجعله يقوم بالتلوين، العد، وكذلك الألعاب التي تشبه الأدوات الحقيقية مثل اللعب التي على شكل أطقم المطبخ، أو مقشات وجرادل التنظيف.
هذا يقوي شعور الطفل بالاعتماد على النفس والثقة في قدراته بأنه يستطيع القيام بأعمال يقوم بها الكبار أو أنه لم يعد طفلاً.
الألعاب التي تفيد النمو الحركي للطفل:
توضح د. جيهان القاضي – رئيسة الجمعية المصرية لصعوبات التعليم – أنه فى هذه المرحلة يجب أن تكون اللعب والألعاب من النوع الذى يركز على بناء العضلات، التناسق، والقدرات الحركية الكلية بشكل عام.
اللعب خارج المنزل يكون فعالاً فى هذه المرحلة، فاللعب فى الحديقة يعرض الأطفال لأشعة الشمس المفيدة لأجسامهم، كما أنه يضفى على اللعب إحساس المغامرة.
يجب أن يختار الآباء اللعب التى تجر مثل العربات، أو الحيوانات التى تجر بعجل، أو عجل الأطفال، وكذلك الكور التى تجعل الطفل يقفز فوقها أو يضربها. يمكن للآباء أيضاً أن يشاركوا أطفالهم فى بعض الألعاب، كوضع بعض العجلات أو الأطواق بشكل منتصب وأن يجعلوا الأطفال يمرون منها كثيراً ما توجد فى النوادى والحدائق العامة ألعاب تشجع هذه النوعية من الأنشطة.
فى سن الثالثة يجب على الأبوين أن يضعا فى حسبانهما النشاط الرياضى – أو الأنشطة الرياضية - التى سيمارسها طفلهما فى حياته اليومية حيث أن هناك أنشطة معينة يمكن البدء فى ممارستها بشكل فعال من سن ثلاث سنوات ونصف.
عندما تكونين في البيت وتحتاجين لإيجاد طريقة مرحة لأداء بعض التمارين وإخراج بعض الطاقة مع طفلك، يمكنكما أن تقوما بالرقص على أنغام الموسيقى فهى طريقة ظريفة تجعل طفلك يتحرك.
الألعاب التي تنمي مهارات الطفل الاجتماعية:
أحياناً يتم تجاهل مهارات الطفل الاجتماعية رغم أنها من أهم العوامل لتعلم اللغة والاكتساب المبكر لمهارة التواصل.
باختيار الألعاب المناسبة، يمكن للآباء أن يتعلموا كيف يثيرون انتباه الطفل، وإدراكه السمعي واللغوي.
من المهم أن تتذكرى أنه عندما تبدئين لعبة مع طفلك يجب أن تكملاها للنهاية ومن الأفضل عدم مقاطعتكما أثناء اللعب لأن ذلك يظهر للطفل أهمية النشاط الذى تقومان به سوياً مما يزيد من حماس الطفل له.
من الألعاب التى تساعد على تنمية المهارات الاجتماعية للطفل هى الألعاب التى تعتمد على تبادل الأدوار أو التمثيل حيث يمكن أن يأخذ كل من الطفل والأب أو الأم دوراً يمثله كأنهم فى موقف حقيقى مثل الطبيب والمريض، أو المدرس والتلميذ.
قراءة الكتب المصورة مع طفلك أيضاً من العوامل التى تنمى مهاراته الاجتماعية.
احرصي على توجيه أسئلة لطفلك عما يراه فى الكتاب، اذكرى أسماء الأشياء الموجودة فى الكتاب واطلبي من طفلك تكرارها واشرحي له ما يحدث فى القصة بوضوح.
فى سن الثانية يجب أن يستطيع الطفل وصف ما يراه في الكتاب وكذلك التعبير عن نفسه وعن شعوره تجاه ما يراه.
كثيراً ما تكون مفيدة أيضاً اللعب التى تعتمد على التقليد والاستجابة، عادةً تنطق هذه اللعب أسماء أشياء ثم تشجع الطفل على تكرار ما سمعه بصوت مرتفع، أو قد تطلب اللعبة من الطفل الاستجابة لأمر معين مثل الضغط على زر معين أو اختيار صورة معينة.
إرسال الطفل إلى حضانة على مستوى جيد من التجهيزات والدراية العلمية والتربوية هي في الواقع خطوة هامة في بناء مهارات الطفل الاجتماعية.
إن ذهاب الطفل إلى الحضانة يساعده على تعلم كيفية اللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين وهو ما يعلمه مفاهيم معينة مثل التحمل، المشاركة، والاهتمام بمشاعر الآخرين.
كما أن الحضانة تعتبر خطوة تمهيدية للمدرسة وتسهل على الطفل المواد التعليمية التي سيتلقاها في السنوات الأولى في المدرسة. كلما قضيتم وقتاً أكبر في إرشاد أطفالكم للألعاب المفيدة، كلما أتحتم الفرصة لعقولهم لكي تنمو بشكل صحي.