والحسـد قسمـان .. قسـم حاسـد وقسـم محسـود ..... فلينظـر كل منـا الى نفسـه ملياً .. لكـي يعـرف
فـي أي خانـه يسجلـها .. هل في خانـة الحاسـدين ... او خانـة المحسوديــن ...
ولمعرفـة ذلك .. سنسهـب قليلاً في معنى الحسـد .. وانواعـه .. وأسبابـه .. وكـيف نتجنبـه..
فالحسـد هـو تمنـي زوال النعمـه عن المحسـود نهائيا .. وهذا مخالـف لصفـه الذي يغبطـك الذي يتمنى مثل نعمتـك ولايتمنى زوالهـا .. والنعمه المقصـوده هنا هي كل مامـن الله عليـك من نعمه التي لاتحصى مثل .. سعـه الرزق ..علو في الجـاه .. حـظ اوفر في الجمـال .. اونعمه حـب العبـاد لك .. نعمـه تفردك وتميزك في كل عمـل تقوم به .. نعمه الصحـه والعافيـه .. هذه بعضا من النـعم التي تجـدها غالبا ماتحـرك النفوس بالحسـد والكراهه للمحسودين لمايرونه من حسن في حالـهم ...
وانـواع الحسـد متعـدده .. فمنهــا المحـبب الذي يحفز النفـس على العمـل والتنافـس الشريـف .. للحصـول على النعمـه اوالمكانـه التى تمناهــا عند غـيره ..
وفي هذه الحالـه يسمى غبطـه ..
وهذا النـوع دائمـاً مايرتقـي بسببـه مايتنافسـان فيه .. الحاسـد والمحسـود .. خصوصاً اذا كـان بابا للحسنــات .. كالمنتديـات مثلاً .. فعند تنافــس الاعضـاء سيبذلـون كل طاقتـهــم .. وهـذا ماسيعـود بالنفـع على الجميـع وسيساهــم في اعـلاء مكانــة منتداهــم أو مجموعتهم ..
والنـوع الاخــر من الحاسـدين .. هـوالذي يتمنـى زوال النعمـه منـك ليأخذهـا هــو ..
ونـوع اخير .. يتمنـى زوال النعمه منـك على الرغـم من انـه يعلـم انهـا لن تصـل اليـه ابـداً ولن ينالها ابـداً .. ولهذا تمنى زوالها من عنـد كل من هم حولـه ..
وهذا النوع من الحسـد والعيـاذ بـالله مـن اشد انـواع الحسـد ذمـاً ..
ونجـد ان اهـم الاسبـاب التي تولـد الحسـد هـي .. العـداوه والبغضـاء ..
فهي الباعـث الاول عليـه .. ولهــذايجـب علينـا جميعـاً ان نحـذر من المخاصمـات ومعادات الاخريـن ..
ومـن أسباب الحســد أيضــاً .. التعـزززززززززززز .. الكبـر .. العجـب الخـوف ..حب الرياسة وطلب الجاه لنفسه
.. خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى ..
كذلك نجـد ان كثـرة الجـدل والمماطلـه في الامـور لايجلبـان الاالشـر .. فأنـت أما ستجـادل عالمـاً .. سيحبـس عنك علمـه ويحرمـك منـه ..
او انـك ستجـادل جاهلاً .. سيبغضـك ويكرهـك ..
وفي النهايـه سيحسـدك .. ولاننسـى أحبتـي .. ان الغـرور والكبـراذا ماتملكـو من نفسـك سيجعلانك تحسـد كل من ينـال مكانـه ومرتبـه أعلى مـنك ..
ولكن أحبتـي .. يظـل خبـث النفـس والعيـاذ بـالله وفسـادهـا وبغضهـا الشديـد هـو اول اسبـاب الحسـد وأشدهـا اثـراً..
.. كــل العــداوات قـد ترجــى أمانتهــا .. إلا عـداوة مـن عــاداك مـن حســد ..
ولهذ ايجـب علينـا ان ندعـو الله دائمـا ان يطهـر انفسنـا ويملأها بالحـب والصفـاء ..
وان نتعـوذ من شر الحسـد والحاسـدين .. وان نكثـر من الذكـر وان نسـأل الله من فضلـه الواسـع وان ننظر دائمـا الى من هـم دوننـا لامن هم فوقنـا.. ولنتذكـر جميعنـا هذه الاقـوال ..
فقـد قال عـمر بن الخطـاب رضي الله عنه : "ما من أحد عنـده نعمـة ، إلا وجـدت له حاسـدا ، ولو كان المـرء أقوم من القـدح لوجـدت له غامـزا ، وما ضـرت كلمـة لم يكـن لها خواطـب "
وقال علـي رضي الله عنه : "لا راحـة لحسـود ولا إخـاء لملول ، ولا محب لسيء الخلق"
وقال معاوية رضي الله عنه : "كل الناس أقدر على رضاه ، إلا حاسد نعمة ، فإنه لا يرضيه إلا زوالها "
وقال بعض السلف : "الحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء - يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام - وأول ذنب عصي الله به في الأرض - يعمي حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله "
**.. الوقـايــة مـن الحـســد عمــومـاً ..**
وذلك بمـايلــي ..
التحصـن والتعـوذ بالتحصينـات والأدعيـة القرآنـية والنبويـة .. الدعـاء بالبركـة إذا رأى المـرء ما يعجبـه
عن سعيد بن حكيم رضي الله عنه قال : كان النبي صلي الله علية وسلم إذا خاف أن يصيب شيئا بعينه قال:" اللهم بارك فيه ولا تضره"
وقد قدمنا قول النبي صلي الله علية وسلم لعامر بن ربيعة:" هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت؟" وفي رواية" إذا رأى أحدكم مايعجبة في نفسه أو ماله فليبرك عليه "..
.. قيــل فـي الحـســد ..
(إن الحسـد مـرض مزمـن يعـيث في الجسـم فساداً)
(لاراحـة لحسـود فهـو ظالـم في ثـوب مظلـوم .. وعـدو في جلبـاب صديـق)
(لله در الحسـد ما أعدلـه .. بـدأ بصاحبـه فقتلــه)
أسـأل الله أن يقينـا وإياكــم شـر هـذا الداء ونسألـه أن يرزقنــا القناعـه في الأمـر كلـه