السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير منا يحترق في نفسه يريد أن يصلي الفجر في وقته،
ويبدأ طوال اليوم بتأنيب نفسه عندما تفوته الصلاة،
وإذا أراد حلا يلجأ إليه يجد الحلول المطروحة ليست عملية،
في هذا الكتيب « مهارات عملية للاستيقاظ لصلاة الفجر »
للشيخ: مُريد الكُلاَّب.
مهارات نافعة
تستطيع أن تعيننا على
الاستيقاظ لصلاة لفجر نشيطا بطاقة وحيوية عالية
حتى لو نمت متعبا وفي وقت متأخر من الليل
وهو عبارة عن محاضرة تم تفريغها ووصلتني عن طريق البريد الإلكتروني..
وسأقوم بإدراجها على أجزاء..
وأسأل الله التوفيق والسداد..
............
بسم الله الرحمن الرحيم
مهاراتٌ عمليّة للاستيقَاظ لصلاة الفجر
للشيخ: مُريد الكُلاَّب.
الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين, و الصلاةُ و السلامُ على أَشرفِ الأنبياءِ و المُرسلين , ثُمّ أَمّا بعد :
أخي الكريم , أختي الكريمة :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
فِي هذه المحاضرة , فِي هذا الموضُوع , سأنطلقُ معكم , سنُحلّقُ سوياً فـي قضيّة تهُمُّني و تهُمُّ كلُّ واحدٍ ممن يستمع إليّ الآن .
قبل ما أَدخل في مَوضوعِي , اسمحوا لي أَسأَلكم سُؤال : لَو طلبتُ من أحدكم أَن يتَنَازل عن أَحد أَعضائه , تَنازل لي عن يَدك اليَمين أو عن رَأسكَ مَثلاً , أَو عن نعمة البَصر , أو نعمَة السمع , أو عضو من أَعضَاء جَسدك , تُرى هل ستقبل بسُهولة ؟ تُرى هل سَتَقبَل أصلاً ؟ بالتأكيدْ , سَيَكون الأَمر صَعب , بَل مستَحيل , وَ بالرّغم من ذَلك لَو قُدِّر أن يُبتلى أحدُنا بأَنْ يفقد يده أَو رجلَه أَو البَصر أَو السمع مثلاً , بالرُّغم من ذلك , سيجد أَنَّ بإِمكَانِه أَنْ يُعوِّض شيئاً منه , بل الله سبحانه و تعالى يَرزقنا القدرة على التَّعويض و القدرة على التَّكيُّف مَع فَقدنا لِذلك العضو الهام من جَسِدنا , الموضوع اللي سأتحدَّث عنه , عَن شَيء لو فَقدناه لا يمكن لنَا أَنْ نُعوِّضه إطلاقاً هو من تكامُل حَيَاتنا أَصلاً لا يمكن لحياتنا أَنْ تسير بدونه , ذلك الشيء نحن جميعاً حريصين كُلَّ الحرص عليه , بَل أنا أَعتذر عَن تسميته شَيء فهو أَعظم و أَروع من ذلك و لكن اعذروني على هذا التَّعبير ابتداءً , سأتحدَّث عَن صلاة الفجر , حديثي عن صلاةِ الفجر لن يكون حديثاً مُعتاداً أيضاً إِنْ صحّ تسمِيَتي للفظ مُعتاداً أو استخدامي للفظ مُعتاد , الحدِيث الذي سأتَكلَّم عنه حول صلاة الفجر , سيتناول برنامج عملي , مهارات عملية تُمكننا من الاستيقاظ لصلاة الفجر , أنا أَعرف أنّ هُناك الكثير ممن تحدَّثوا عَن فَضلِ صلاة الفَجر , و أنا أعرف أَنَّ الآيات و الأَحاديث فِي فضل صلاةِ الفَجر الجميعُ يُحيط بِها علماً و تَحدَّث عَنها أهلُ الفضل و أهل العِلم كثيراً كثيراً , و كُلّي يقين أنّه أيّ مسلم يَحترق من داخل أَعماقه عِندمَا تفوتُه صلاةُ الفجر , أَيُّ مسلمٍ يُصلّي الظهر يصلي العصر يصلّي العشاء يصلّي المغرب , أَيُّ مسلم يُصلي , يحرص على تأْدِية تلك الفَريضة , إِذا فاتتهُ صَلاة الفَجر يشعر بِنَقص , بِنَقص في نَفسه , بِنَقص في بَركةِ يومه , باستِحيَاء مِنْ ربّه سبحانَهُ و تَعالى , أَنَا و الله أَتَحدَّث عن نفسي , و عن كل من يُشاطرني الشُّعور , عِندما يَنامُ أَحدُنا عن صلاة الفَجر , ثُمَّ يستيقِظ فـي السّابعة أَو السّابعة و النصف للذّهاب إِلى عمله , و يَقول اللهُمّ ارزُقني , يَا رب بَارك لي فِي يَومي , يَعني و الله الوَاحد يَستحي من الله سُبحانه و تَعالى , يَعني عيب عليه أن نقول : يا رزّاق , يا كَريم , و احنا طلبَ اللهُ منّا أَنْ نَتنازل عن شيءٍ مِن نَومنا , و نَسير إلى صلاة الفَجر , و مع ذلك آثرنَا أَنْ نَنام وَ آثرْنا الشّخير , و آثرنا النُّعاس , و آثرنا الكَسل , آثرنا الخُمول و الرَّاحة عن تلبية الصَّلاة , عَن صَلاة الفَجر ,عَن الوُقوف بين يَدي الله ربِّ العالمين , أَنا أستَشعر هَذِه المَسأَلة في نَفسي , فوا الله أنّ الإنسان يَبقى على استِحياء طوالَ اليوم , استِحياء من ربِّه سُبحانهُ و تعالى , طوال اليوم أَعطانا الله طعاماً و شراباً و صِحةً و عافـية و رزقاً و قُبولاً من الناس , و صحَّة في أجسادِنا و فـي عُقولنا , و نَحن قَصَّرنا في صلاة الفجر فَلَم نستيقظ لها .
فِعلاً ... إذا تأمّل الواحدُ مِنّا ذلك الموقف يجدُ أَنّهُ بِحاجة لأن يُراجع نَفسه , أنا لن أُكرِّر الآيات و الأحاديث الكثيرة التي تُؤكِّد أهميَّة صلاة الفجر , يكفي لكلِّ واحد منّا أَنْ يعرف أَنّ صلاة الفجر أحد الصلوات الخمس التي لا يسوغُ لهُ بحالٍ من الأحــوال , ولا يَجوز له بحالٍ من الأحوَال أَنْ يتركها , أَو يتخلف عنها , ما فرق الفجر عن الظهر و العصر و المغرب و العشاء , هل الفرق أنّنا نستطيع أَنْ نُصلّي تلك الصلوات و نَنام و نتكاسل ؟ وكأنّنا نَقول : يا الله نحنُ نُطيعك فـي رَاحتِنا! نَحنُ نُطيعك إِذا كان الوَقت يَسمَح ! يا رب نحن نُطيعك إذا الفُرصة سانِحة ومتاحة ! و أمّا إذا كانت المسألة تَستدعي أَنْ أستيقظ للصلاة وأني أترُك النّوم فلا أستطيع ! طبعاً هذا الكلام أنا على يقين أنّ كُل واحد مِنّا يرفُضه من داخل أعماقه , و يرفُضه بشدّة أيضاً و ليس رفْضاً عادياً , حَديثي عن صلاة الفجر هو عن مَهارات عَملية , إذا استخدمناها , إذا استعنّا بها بعد الله سبحانه و تعالى , من شأنِها أن تُعيننا حتى نستيقظ للصلاة , أنا لا أَدّعي المثاليّة لأحد و ابتداءً بنفسي , أنا أعرفُ يقيناً أَنّ كُلَّ واحد منّا رُبّما يَنام عن صلاة الفَجر , و رُبَما يُعاني في فَترة من الفترات , و تَتجسّد مُعاناتُه فـي عدم القُدرة للاستيقاظ لصلاةِ الفجر .
منقول