قوة الصوت
هل للصوت طاقة يمكن الاستفادة منها في نقل الأشياء أو حملها عبر الفضاء مثلاً؟ هذا هو موضوع بحث علمي جديد من بريطانيا.. دعونا نتأمل ما أشار إليه القرآن الكريم....
فكرة جديدة تنطلق من جامعتي ساسيكس وبريستول في بريطانيا تتلخص في قدرة الصوت على حمل وتحريك الأشياء! فقد قام الباحثون بتوليد ترددات صوتية قيمتها 64 كيلو هرتز (64000 ذبذبة في الثانية)، فقام هذا الشعاع الصوتي بالتأثير على جسم صغير وحركه لمسافة قريبة..
هذه الدراسة والتي نشرت في مجلة Nature Communications تعتبر نقلة نوعية من الخيال العلمي إلى الواقع كما يؤكد الباحثون من على موقع جامعة بريستول،
الذي يهمنا هي قوة الذبذبات الصوتية وقدرتها على حمل الأجسام أو نقلها لمسافات... وهذا الأمر لم يكن لأحد أن يتخيله من قبل. فلم يكن أحد يعلم أن للترددات الصوتية قدرة على التأثير على الأشياء. ولكن القرآن الكريم أشار إلى ذلك في آيات كثيرة..
جهاز جديد يتألف من 40 مكبر صوت قوة كل منها 64 كيلوهرتز تقوم ببث هذه الذبذبات الصوتية باتجاه كرة صغيرة (الكرة الحمراء في الوسط) فترتفع هذه الكرة وتبقى معلقة في الهواء.. وهذه التجربة هي بداية لإمكانية استخدام الصوت كوسيلة للنقل.
لقد أنبأ القرآن عن تأثير صوت القرآن على الأشياء مثل الأرض والجبال وغير ذلك.. قال تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21]. وتأملوا معي عبارة (هَذَا الْقُرْآنَ) أي القرآن الذي نسمعه ونقرأه، وليس كتاب آخر تفهمه الجبال.
فهذا القرآن بآياته وسوره وحروفه وكلماته، يحمل قوة تستطيع أن تؤثر في الجبال فتحطم هذه الجبال، ولذلك قال تعالى في سورة الرعد: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) [الرعد: 31]. أي لو أن هناك كتاب يمكنه تحريك الجبال ويمكن به تقطيع الأرض وإحداث زلازل وصدوع وتشققات وانهيارات.. ولو كان هناك كتاب يمكن أن نكلم به الموتى.. لكان هذا القرآن الذي بين أيدنا اليوم.
وهذا يعني – حسب ما أعتقد – أن الله تعالى قد وضع في كتابه الكريم نظاماً معقداً للحروف والكلمات، فإذا ما منّ الله على عبد من عباده باكتشاف هذا النظام، فإنه يستطيع أن يحدث هزة أرضية مثلاً باستخدام آيات محددة من القرآن!!
فجميع الأبحاث العلمية تؤكد أن بعض الترددات الصوتية يمكنها إحداث تغيرات وتأثيرات على الأجسام.. مثلاً العلماء اليوم يعالجون السرطان باستخدم الذبذبات الصوتية.. باستخدتم الصوت يمن أن نجمد الماء.. ويمكن أن ندمر مدينة مثلاً .. كل ذلك فقط باستخدام الصوت أو الذبذبات الصوتية.. وهنا يمكن القول إن كل ما طرحه القرآن من حقائق هو أمر منطقي، وليس كما يدعي الملحدون أن القرآن طرح قضايا خيالية أو أسطورية.. والحمد لله رب العالمين.
عالج نفسك بالخشوع
الإسلام يأمر بالخشوع فهو عبادة لله تعالى، وهو طريق لاستجابة الدعاء.. مع العلم أن الغرب يحاول اليوم الاستفادة من الخشوع والتأمل لعلاج الأمراض.. سبحان الله....
دراسة لجامعة وسكونسن عن التأمل
نشرت الشبكة الطبية الشهيرة webmd مقالا حول فوائد التأمل بعنوان: كيف تحسن صحتك بعشرين دقيقة من التأمل! وأكد فيه الباحثون أن التأمل يفيد أجسامنا بشكل أكبر مما نتصور حيث تمتد فوائده إلى النظام المناعي والدماغ والقلب والجهاز العصبي ويقضي على الاكتئاب وضغط الدم المرتفع.
يقول الباحثون: التامل سواء كان "دينياً أم علمانياً" وعلى أي طريقة كانت فإن فوائده تشمل أنظمة الجسم ومنها تنشيط النظام المناعي، ولا يزال السبب مجهولاً حتى الآن حسب دراسة قامت بها جامعة University of Wisconsin.
يستخدم الباحثون في جامعة هارفارد جهاز الرنين بالمسح المغنطيسي الوظيفي لدراسة ناط الدماغ أثناء التأمل، وسبحان الله، مئات الدراسات أجريت على ملحدين وبوذيين... ولكن لا توجد دراسة واحدة على مسلمين، مع العلم أن التأمل الإسلامي أو ما يسمى بالخشوع هو أعظم بكثير من التأمل العادي.
دراسة لجامعة هارفارد عن التأمل
وفي دراسة لجامعة هارفارد حول التأمل تبين أن ممارسة التأمل لثلاثة أسابيع يحسن الصحة الذهنية ويخفف الاكتئاب ويزيل القلق ويحسن صحة الدماغ. كما أن التأمل يعزززززززززززز وينشط نظام المناعة لدى الإنسان.
كما أن جامعة هارفارد نشرت على موقعها harvard.edu العديد م الدراسات العلمية لفوائد مذهلة للتأمل وكيف ينشط خلايا الدماغ ويساعد على التخلص من الآلام المزمنة، بل التأمل مفيد للقلب أيضاً.
الدراسة أثبتت بما لا يقبل الشك أن هناك تغيرات كثيرة تجري على الدماغ بسبب ممارسة التأمل كل يوم لمدة ربع ساعة مثلاً.. فتصوروا معي حجم التغيير والنشاط الذي يتمتع به دماغ المسلم الحقيقي الذي يمضي معظم وقته خاشعاً لله تعالى!!
ولكن ما هو التأمل؟
التأمل هو ببساطة أن تجلس وتحدّق بشمعة أو شجرة أو منظر طبيعي دون أن تتكلم أو تفكر بأي شيء.. ولكن القرآن لم يغفل أهمية التأمل، فأمر بالخشوع الذي يعتبر أقوى من التأمل بكثير. لأن الخشوع هو تأمل مع تفكير عميق يمنحك السعادة والقوة، لأنك تعيش مع الله .. مع الآخرة.. تنسى جميع همومك، وتتخلص من القلق والاكتئاب والحزن..
للأسف هذه دراسات الغرب عن التأمل .. يلجأون للبوذيين وتأملهم البسيط.. وينسون عظمة الخشوع في الإسلام.. ويظهر في هذه الصورة كاهن بوذي يتأمل وقد وضعت على رأسه مستشعرات لتسجيل الأمواج الكهرطيسية للدماغ أثناء التأمل.
دراسة لجامعة ستانفورد عن التأمل
في دراسة لجامعة ستانفورد تبين أن التأمل ينشط مركز المكافأة في الدماغ. وينشط بخاصة الجزء الأمامي من الدماغ (الناصية) وهو مركز القيادة والإبداع والتحكم.
يستخدم العلماء في جامعة ستانفورد جهاز التصوير بالرنين المغنطيسي الوظيفي لاكتشاف أثر التأمل على الدماغ، والتجارب يتم إجراؤها غالباً على بعض الرهبان البوذيين.
التأمل على الطريقة البوذية: صمت فقط .. ومع أن هذا التأمل من أضعف الأنواع إلا أن أثره كبيراً عندما أخضعه العلماء للتجربة والدراسة العلمية.. ونعتقد أن هذه التجارب لو أجريت على مسلمين وبخاصة ممن يحفظون القرآن، فإن الأثر سيكون مذهلاً!
التأمل العلماني
ينصح الأطباء في الغرب بضرورة ممارسة التأمل من خلال التحديق بشمعة أو النظر إلى منظر جميل أو الاستماع لإيقلعات أو أصوات محددة مثل موسيقى هادئة، وذلك لمدة ربع ساعة أو أكثر كل يوم.. وهذه الطريقة لها فوائد كبيرة جداً كما وجدوا من خلال الدراسات العلمية.
التأمل الإسلامي
الإسلام لم يغفل هذا الموضوع المهم، فأمرنا بالخشوع وبخاصة في الصلاة والعبادات والدعاء. فالخشوع في الإسلام ليس تأملاً عادياً، بل هو عملية تأمل مترافقة مع التفكير والتدبر وتذكر الآخرة ونسيان هموم الدنيا، ويشمل العفو والتسامح والتخلص من سلبيات المجتمع... وذلك حسب ما أمرنا القرآن.
كيف نشخع لله تعالى؟
أفضل طريقة للخشوع تكون أثناء الصلاة. من خلال التركيز والتفكير بمعاني الآيات التي نتلوها، ونتأمل قدرة الله تعالى وحكمته في خلقه.. فعندما نقرأ آية صبر، نعزم على الصبر والتحمل، وعندما نقرأ أو نسمع آية تأمرنا بالعفو والتسامح نعقد العزم على أن نسامح الآخرين ونعفو عنهم... وعندما نسمع آية عذاب نتخيل نار جهنم وعذابها فنعقد العزم على ألا نعصي الله أبداً...
وهكذا نحن أمام عملية إعادة برمجة لحياتنا وعاداتنا، وتغيير شامل للعقلية المريضة التي أثر بها مجتمعنا وعاداتنا السيئة.. حيث نعيد بناء هذه العقلية على الحب وحب الخير والرحمة والإخلاص في العمل... وكل هذا سوف يكسبنا محبة الله وثقة الناس من حولنا.
ولذلك فإن القرآن الكريم أمرنا بالخشوع واعتبره طريقاً للنجاح واستجابة الدعاء. فهذه آية كريمة تؤكد أن الخشوع هو أهم سبب لاستجابة الدعاء، قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].
والخشوع يمنحك السعادة والقوة والطمأنينة في الحياة.. قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].
أما إذا أردت أن تنجح في الدنيا والآخرة فعليك بممارسة الخشوع وبخاصة أثناء الصلاة.. قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
والآن عزيزي القارئ: هل تستفيد من هذه العباة الرائعة، عبادة الخشوع، وتعالج نفسك بأن تخشع لله تعالى أثناء صلاتك وقراءة كتاب ربك، وخلال دعائك لله تعالى؟
العلاج بالحوار... العلاج بالقصة القرآنية
أسلوب جديد يحاول المحللون النفسيون اتباعه في علاج الاكتئاب، ولدى دراسة القرآن تبين أنه مليء بأساليب العلاج.. لنتأمل ....
في جامعة برن وجد علماء ألمان أن حوار المريض الذي يعاني من اكتئاب مزمن له فوائد طبية عديدة. حيث يؤدي إلى تحسن صحة المريض وتخفيف حدة الاكتئاب. ووجدوا أن لكل مريض حوار خاص أو طريقة خاصة بالحوار يناسب شخصيته.
فقد أثبتت دراسات عدة أن أسلوب العلاج بالحوار أعطى نتائج فعالة في علاج بعض الاضطرابات النفسية، ولذلك يحاول بعض المعالجين النفسيين استخدام هذه الطريقة كأسلوب جديد للعلاج.
العجيب أن القرآن مليء بالقصص الحوارية التي تهدف لتحسين حالة المؤمن النفسية... والذي يتأمل آيات القرآن يلاحظ أن أكثر من الثلث عبارة عن قصص وعبر وموعظة وحوار بين الأنبياء والناس، وبين الله تعالى وأنبيائه، وتارة بين إبليس وآدم... كل هذه الحوارات غنية جداً وتغطي كل الحالات النفسية التي يحتاجها الإنسان.
فمثلاً في حالة الضيق الشديد والإحساس بالعزلة وعدم تقدير الناس لك ومكر بعض الناس من حولك... فإن القرآن يعطيك قصة سيدنا يوسف وكيف مكر إخوته ليقتلوه... ولكن الله تعالى نجاه وعلمه وأغناه وأخيراً جعله ملكاً لدولة عظيمة في ذلك الزمن هي مصر.
لذلك كانت مثل هذه القصص تنزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتواسيه وتثبته على الحق، وليتعلم منها قصص من سبقوه ويستفيد في علاج المشاكل التي يتعرض لها مع مجتمعه وقومه... فالقصة القرآنية هدفها الأول التعليم والعلاج.
وسوف نقوم بإعطاء علاج سريع بقصص من القرآن (وهذا حسب تجربتي الشخصية، لأنه لا توجد دراسات علمية حتى الآن عن العلاج بالقصة القرآنية وتأثيرها على القلب وضغط الدم واضطرابات النفس... وغيرها من الأمراض)...
1- علاج أي مرض والتخفيف من الآلام
وذلك من خلال قصة سيدنا أيوب وتعرضه للبلاء الشديد، المرض كاد يصرفه عن ذكر الله، الشيطان مسَّه بتعب وعذاب وعانى من الألم سنوات طويلة.. ولكن هل تركه الله دون شفاء، بل شفاه بأهون الأسباب.
تأمل معي قوله تعالى عن سيدنا أيوب عليه السلام: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 83-84]. وتأمل معي كيف يلجأ العبد الصالح لربه (َنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) وكيف تأتي الاستجابة من الله عز وجل (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ)... هذا هو حال المؤمن لا يفقد الأمل من الله تعالى.
2- علاج الإحساس بالوحدة والضيق الشديد والكرب
وذلك من خلال قراءة قصة سيدنا يونس عندما وجد نفسه فجأة وحيداً في ظلمات البحر وظلمات بطن الحوت... ولكن هل فقد الأمل من الله تعالى؟ هل نسي الله تعالى؟ لقد ذكر الله وسبحه في أصعب الظروف وكانت النتيجة أن الله عز وجل لم يتركه وحيداً بل نجاه بمعجزة... وكانت هذه القصة عبرة لكل مؤمن.
تأمل معي أخي المؤمن هذه الآية العظيمة التي تجعلك أقوى من أي إنسان لم يعرف هذه القصة ولم يقرأها... (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88]، فكلما أحسست بالضيق والغم عليك بهذا الدعاء: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فكما نجى الله سيدنا يونس فإن هذا الإله العظيم قادر على أن ينجيك ويكرمك ويرزقك من حيث لا تحتسب.
3- سيدنا نوح يحاور قومه 950 سنة! علاج الإحساس بالظلم
من روائع القصص القرآني قصة سيدنا نوح الذي لبث في قومه 950 سنة، وحاورهم بشتى الوسائل والطرق ولم يترك وسيلة للإقناع إلا اتبعها ولكن لم يؤمن معه إلا القليل. ولذلك فإن قصة نوجح مليئة بالأحداث والعبر وبخاصة عندما نجى الله سيدنا نوحاً عليه السلام ونصره على قومه.
تأملوا معي هذه الآية وكم تحمل من معاني ترفع معنويات المؤمن وبخاصة من يشعر بالظلم: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) [القمر: 9-10]، فعندما تنظر أخي المؤمن إلى هذا النبي العظيم وكيف كذبه قومه واستهزأوا به واتهموه بالجنون، فإنك تشعر بأن الله لن ينساك أيضاً وسوف ينصرك في هذه الدنيا على من استهزأ بك، وبخاصة عندما تدعو الله بإخلاص.
وانظر معي إلى دعاء نوح (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) فماذا كانت النتيجة؟ لقد جاء النصر من عند الله تعالى، قال عز وجل في الآية التالية: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ) [القمر: 11-14]، وهذه نتيجة من يكفر بالله ويستهزئ بعباد الله تعالى.
4- علاج الهموم واليأس
إن أفضل سورة لعلاج الهموم سورة يوسف، هذه السورة من أحسن القصص حيث تضمنت أروع الأمثلة في العلاج والشفاء، فهذا هو سيدنا يعقوب لا يفقد الأمل من رحمة الله على الرغم من غياب ابنه يوسف وغياب أخيه من بعده ومضي سنوات طويلة... انظروا ماذا قال؟ يقول سيدنا يعقوب مخاطباً أبناءه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]..
إنها كلمات شافية لكل من يعاني من مشكلة فقدان عزيز عليه أو لا يجد من يواسيه ... إنها آية تمنح الأمل لكل يائس، وتشعرك بالقرب من الله وأن الله معك يراك ويسمعك وأقرب إليك من نفسك ... انظر معي إلى عظمة هذا العلاج... العلاج بالثقة بالله: (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).. فسبحان الله!
5- علاج الحزن
طبعاً قصص القرآن كلها علاج... قصة إبراهيم وموسى وعيسى... عليهم السلام وكثير من الأنبياء ذكرهم القرآن وذكر قصص صبرهم وشدة ثقتهم بالله تعالى، ولا ننسى قصة خير الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فالظروف التي مر بها سيد البشر تشمل كل نواحي الحياة ومهما تكن ظروفك ومشاكلك فإنك تجد علاجاً لها في السيرة النبوية الشريفة.
فمثلاً تأمل معي هذا الموقف للنبي الكريم: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40].. فهذه الآية تعلمنا ألا نحزن مهما اشتد الكرب مادام الله موجوداً يسمعك ويراك وهو معك وقد كتب عليك كل شيء... فلا تظن أن شيئاً في هذا الكون يتحرك إلا بأمر الله تعالى.
وأخيراً ننصح كل من يعاني من مشكلة نفسية أن يلجأ إلى الاستماع إلى القرآن وبخاصة سورة يوسف وسورة مريم وسورة الأنبياء وكل سور القرآن فيها شفاء وينبغي أن نفرح برحمة الله ولا نحزن، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 57-58].