بسم الله الرحمن الرحيم
قصــة قصيــرة
تحلم "شمس" أن تكون مذيعة حلم ملأ قلبها وكيانها.. تريد أن تقول: "سيداتي .. آنساتي .. سادتي.. يسعدني أن أقدم لكم نشرة أخبار السادسة.
وتتدفق منها الأخبار عن مصر والسودان والسعودية والعراق والإمارات وفلسطين والبلاد الإسلامية في شتى البقاع.
ثم أخبار كرة القدم ظل الحلم في قلب شمس وعقلها وكيانها ، لم تبح به لأحد ، ولم تطلع عليه أحد ، حتى جاء مدرس اللغة العربية إلى الفصل ذات مرة ، وسأل التلميذات عن أحلامهن ، وكان من الصعب أن تخفي شمس حلمها ، وجاء درها في الكلام فقالت:
- حلمي عجيب يا أستاذ
قال الأستاذ وهو يبتسم:
اللهم اجعله خيراً يا شمس ، أشرقي بحلمك علينا!
قال شمس:
حتى لو كان صعب المنال؟
قال الأستاذ:
حتى لو كان صعباً..
بالإرادة يتحقق إن شاء الله.
تشجعت شمس وقال بقوة:
- مذيعة .. مذيعة يا أستاذ.
وعلت الضحكات زميلاتها ، لقد كانت أحلامهن مختلفة ... طبيبية. .. مهندسة .. معلمة .. لكن لم تقل إحداهن مثلما قالت شمس ، ثم عم الهدوء من جديد فعاد الأستاذ يقول:
- هل ضحكتن؟ حان الآن وقت الجد..
وواصل يقول: شمس تحلم أن تكون مذيعة وهذا حلم جميل ، ونحن نستطيع مؤقتاً أن نحقق لها هذا الحلم.
بدت الدهشة على وجوه التلميذات ، ونطقت إحداهن:
- نحقق لها هذا الحلم؟!!
وقالت أخرى: كيف يا أستاذ؟
قال الأستاذ: اعتاد مدرس الأنشطة أن يقرأ لنا أخباراً منوعة من جريدة الصباح .. ماذا لو قرأت لنا ذلك شمس؟
تهلل وجه شمس وقال:
أنا؟!!
قال الأستاذ:
نعم أنتِ يا شمس .. استعدي للصباح
بفرحة غامرة قالت:
شكراً يا أستاذ.
وأشرق وجه شمس (شروقاً كاملاً) وغمرت الفرحة قلبها.
وواصلت عودتها إلى البيت فغداً ستقرأ الأخبار ، ستحكي لأمها وأبيها وأخوتها عن هذه التجربة الجديدة .. يا لها من فرحة.
في الصباح كان حظ شمس رائعاً ، فقد حملت النشرة أخباراً مهمة عن المقاومة الفلسطينية.
وعلى يديها فاز المنتخب الوطني على منافسه بهدفين.
وهمدت نيران الحرب التي كانت دائرة بالأمس.
وبدأ وجه شمس مشرقاً.
كان صوتها وهي تقرأ رائعاً ومؤثراً أبان عن موهبتها ،
وصفقت لها الطالبات..
ومنذ ذلك اليوم وشمس تقرأ الأخبار تقرأها في طابور الصباح ، وتقرؤها خارج المدرسة.
وتقارن بين أحوال الأمس واليوم ، وتتحدث عن العدل ، وتحلم للوطن بالاستقرار.
هل تصدقون؟ شمس ترى الآن أن حلمها من السهل تحقيقه ولم يعد صعب المنال.
في امان الله