جاد الله سلام , من هو جاد الله سلام ؟ , سيرة جاد الله سلام
هو شاعر سوري كبير ولد في قرية طربا، وهي قرية من قرى محافظة السويداء، وذلك في عام 1896م، كان من الثوار الكبار في الثورة السورية الكبرى حيث ذاع صيته فيها، وكانت الثورة الكبرى بقيادة باشا الأطرش، وقد كان جاد الله من رجالات الثورة المعروفين ومن فرسانها الشجعان، جعله الناس قاضيًا لهم في عشيرتهم يفصل بينهم ويحل لهم مشاكلهم وخلافاتهم.
كان من المناضلين السوريين الذين ناضلوا بأرواحهم وبكلماتهم، فلشعره الوقع الكبير في قلوب السوريين، وقد كانت أغلب قصائده تتحدث عن سوريا وعن النضال السوري المشرف، وقد صوّر كل الأحداث الداخلية التي كان لها في نفسه الأثر الكبير، وقد غلب على قصائده طابع الحزن، وكانت مشاعره صادقة نابعة من عمق قلبه، فإحساسه نابع من أنّه فارس يدافع عن بلده قبل أن يكون مجرد شاعر.
من المواضيع التي تناولتها قصائده:
تناولت قصائده عدة مواضيع كتب فيها أهمها:
المديح والفخر.
الرثاء.
تحدث عن الأصالة العربية والأخلاق العظيمة التي يتحلى بها العرب من الشجاعة، والكرم، والمروءة، وإغاثة الملهوفين، وحماية الضعفاء، فقد جسّد كل هذه المعاني الراقية في شعره.
الأمور السياسية: كان لشعره طابع سياسي في بعض القصائد، وذلك حكمًا لما حدث بالفترة التي كان يعيشها آنذاك في سوريا، فقد كانت الحرب العالمية الثانية، وقضية المجاهدين المبعدين أيّام الثورة ضد الاحتلال الفرنسي، حيث أبعد هؤلاء الثوار للمملكة العربية السعودية، وقد عاش الشاعر فترة نكسة العرب عام 1967م وكان في شعره الذي يكتبه في تلك الفترة يكتبه بعزيمة الواثق بالنصر، متأملًا بنصرٍ قريب قادم.
من أشهر ما قال:
الدهر دولاب على الناس دوار، واليوم دور رحاه داير علينا
خمسة سنين نجرح الصبر ومرار، مع ست هدّنّ القصور الحصينا
وقصيدة
هيه ياللي راكبين على السلايل، فوق ضمّر يمّ طربا ناحرينا
سلموا على ربعنا وقولوا لهايل، يالسويدا ثارنا حنا خذينا
وأمس أبو صياح دنّى للرحايل، سال دمّو وخالط أسواق المدينة
وكانت قصة هذه القصيدة تتمثل في رجل اسمه أبو صياح قد قتل ابن أخ جاد الله، ثمّ احتمى به ولم يكن يعلم أنّه قريبه، فمنحه أبو سلام السلام، وبعد أن عرف طلب منه مغادرة البلاد، وإلّا إذا ظهر أمام عينيه فسيقتله قصاصًا لابن أخيه، فخرج أبو صياح للأردن عند أقاربه وبعد خمس سنوات عاد للسويداء وظنّ أنّه لن يعرفه أحد فيها، وبالمصادفة قابل أبو سلام، وقيل أنّ أبو سلام أطلق عليه النار فقتله وسلّم نفسه للسلطات الفرنسية بعدها.
توفيّ في مسقط رأسه في قرية طربا بتاريخ 22-2-1982م، وبقيت ذكراه، وبقي شعره خالدًا بين الناس، يذكرون الشعر فيذكرونه، ويتذكرون مناسبة كل قصيدة ويعيشون أحاسيسه النبيلة التي وضعها في أشعاره، كان صادقًا فيما كتب فبقي صدقه لبعد وفاته في شعره وسيرته النضالية.