مثلما وعدت ، خاطرة اخرى من الخواطر التي تأهلت بها العام الماضي أنزلها لكم بعدما ارضت بعضكم السابقة
هذه اول واحدة كتبتها و بقت عندي ، كتبتها و انا في الصف الثامن " الثاني اعدادي " ، و كانت قبلها خاطرتين كتبتهما و انا في الصف الخامس لكن فقدتهما للاسف
اتمنى ان ترضيكم هذه ايضاً
حرب النفس
وسط خيبات الأمل ، وسط ضحكات الفشل ... لا زالت ابتسامة أحلامي تنير تحت الرماد
وسط جنون الغضب و ثورات الألم ؛ لا زالت ضحكات الرضا مرسومةٍ في قلبي ، لتعود لوحةً زخرفتها ترتسم بين ثنايايَ
أنفض عن كاهلي ثقل النوم ، و رغباتٍ دفينةٍ تصرخ بالهرب ، و اليأس ، و البؤس ، و أحرك جسدي نحو المرايا ؛ فأتأمل جوهرتيّ ، أو بالأحرى إحدى أسلحتي
لا زال شيئاً من الوميض يبرق هنا بين الفينة و الأخرى ، لا زال نور الحياة يتذبذب هناكـ يعطي ومضاتٍ من أمل ، لا زال القلب يعاند و يصرخ في إباء ، بهتافات الحقوق و العدل
تتحركـ نظراتي لسلاحي الأخر في تثاقل ، و تبدأ العبارات في دماغي تلتئم
لا زالت قوة النطق في لساني حيةً .. في شكل حيةٍ ألسع بها .. من أشاء تارةً ، أو حريراً أمسح به قلباً حاقداً تارةً أخرى ، لا زالت جيوشي الكلمات فيها تحتشد ... لا زال الفم زهرةً أكلةً للحوم تخفي وحشيتها وسط جمالٍ و ابتسامة لينةٍ كجلد الأفعى ، إذ تتلون ؛ تفتن فريستها قبل الفناء
أبتسم برضاً عن سلاحي هذا ؛ فهو من أقواها و أكثرها شيوعاً و استخداماً ؛ لطالما أقنعت من حولي برغباتي بما أشاء عبر تهديداتٍ خفية على شكل كلماتٍ طرية تخفي في صوتها سكاكيناً جاهزةً ؛ لتشهر في وجه من يتجرأ أن يعارض
تنتعش نفسي كالعادة بسلاحي هذين ؛ فأزينهما و أجهزهما نفسياً للاستخدام قبل أن أخرج من ملجأ الحروب
تواجهني الساحة أحد أعدائي الألداء حجارتها تهددني بالابتلاع ، و تبتسم في دهاء ؛ فلا أدري من أين سأقع ، و أي هذه التماثيل الجميلة في ظاهرها ؛ سوف تكون سلاح الحجارة الصماء
أخطو في وجلٍ خفي ، في غرورٍ مصطنع ، و قلبي و الدموع يهددان بانحدارٍ و استسلام ، أشحذ سكاكيني و أكمل طريق الخوف في عناد
تظل الحياة حرباً لا تنتهي ، و أنا في وسطها جنديةٌ متظاهرة ليس أمامها مخبأ من دوي المدافع إلا دويٌ أخر للمدافع ، و تظل أسفل الرماد جمرة ساخنة تتقد في عزمٍ و اعتلاء