في عالم البحار خفايا و عجائب ، لوحاتٌ من صنع الخالق المبدع
التي لا يصل لمستواها أحذق فنان ، و كائناتٌ لا تعد أنواعها و لا تحصى
، في عالم المياه تفوقت الكائنات المائية على البرية عدداً ، و تنوعاً
، و ألواناً ، و أحجاماً ، في عالم المحيطات جماعاتٌ بألوانها الزاهية
، تعيش حياتها ، و تحمي أحياءاً أخرى ، إنه عالم المرجان .
المرجان ، و تحت مسمىً أخر ( البولب ) تلكـ الكائنات الصغيرة
ذات الصلة بالشقّار البحري ، و السمكـ الهلامي ، و يعيش في جماعاتٍ كبيرة
و مستعمرات ، و لهذا سميت ، بالشعب المرجانية .
تتكون ، و تمتد الشعب المرجانية في المياه الحارة و النقية
في بحار الجنوب ، و المحيطات الدافئة و الضحلة ؛ حيث تكون درجة الحرارة
لا تقل عن 20 درجة مئوية ، و تنمو كائنات المرجان في جوٍّ مضيءٍ
و دافئ ، و حينما يموت البولب أو المرجان يخلف ورائه هيكلاً خارجياً
صلداً مسامياً تنمو عليه كائنات أخرى من البولب .
تكّون مجموعات المرجان شعباً ملونة ( حمراء ، خضراء ، صفراء
، ... إلخ ) ، و تتخذ أشكالاً متنوعة ( القشرة ، و المخ ، وقرون ذكور الأيل
، و غيرها ) ، و هذه الشعب تعيش حياتها ، و تساند أشكالاً متنوعة
للحياة لا تعد و لا تحصى ، و تعتبر أسود البحار ، و اليرقانة البحرية
، و السلاحف البحرية ، و شيطان البحر، و الإسفنج ، و الحلزون البحري
، و الأفاعي البحرية ، و سمكـ الأخفس ، و البركودا قطرةً من بحر
تلكـ الأعداد الضخمة القاطنة في الشعب ؛ حيث أن نحو ثلث
الأسماكـ البحرية يمكن العثور عليه في الشعب المرجانية .
تحصل هذه الكائنات على غذائها من الشعب المرجانية ، بنسبٍ وافرة
و مجزية ؛ حيث أن الإسفنج يمتص الكائنات الصغيرة الحجم
، و عروس البحر تتغذى على نجم البحر الشائكـ القاطن في قاع الشعب
- و الذي يتغذى على المرجان - ، و القشريات و الرخويات
التي تكون في قمم الشعب .
يزداد المرجان المكون للشعب علواً بضع سنتيمتراتٍ كل عام ، و بعضه
قد نما منذ أكثر من 10000 عام ؛ ليضم أكثر الأحياء كماً و تنوعاً
، و يكون محميةً طبيعية أبدعها الخالق المبدع .
تلجأ مختلف الزواحف البحرية ، و البرمائيات العمانية
مثل الثعابين البحرية ، و السلاحف الخضراء خاصةً سلاحف الشرفاف
إلى المناطق المرتبطة بالشعب المرجانية ؛ حيث تكون في مأمن
ٍ من الخطر و الانقراض ؛ بسبب الثعالب ، و الذئاب ، و الكلاب الضالة
التي تلتهم بيضها و فراخها ، و تلجأ الشرشاف التي تتراوح
ما بين 250- 300 سلحفاة إلى شواطئ الجزر ؛ لتضع بيضها سنوياً .
و يتواجد حول الشعب المرجانية المتكونة عند الجزر العمانية
أنواعٌ مختلفة من المخلوقات البحرية زيادةً على ما ذكر أعلاه مثل :
الدولفين ذو الأنف القنيني ، و الأنواع المحلية من الدولفين الشائع
، و دولفين سبنر ( الدوار ) ، و الحوت الأحدب .
و يبقى كل ما ذكرت هو قليلٌ مما تحتويه البيئة البحرية العمانية من عجائب
و روائع ، و يبقى المرجان ملاذ جماعاتٍ و طوائف ضخمة من الأسماكـ
و الكائنات التي تزداد تنوعاً يوماً فيوم و الكثير من اللوحات الطبيعية
الغنية التي تجذب الرائي ، و تشد العين ، بسحرها و جمالها .