إسمه الحقيقي أبو بكر محمد ابن زكريا الرازي ولد في بلاد فارس في 26 أغسطس عام 865 م (251 هجرية) وتوفي عام 925م (312 هجرية) وهو أحد أهم علماء العرب والمسلمين في العصر الذهبي للدولة الإسلامية فهو رجل موسوعة حيث كان له مؤلفات وأبحاث في كثير من المجالات في الطب والكيمياء والفلسفة والفيزياء
وقد كان أول من وضع الفرق بين الجدري والحصبة كما أنه إكتشف العديد من المركبات الكيميائية منهم الكيروسين ويعتبره إدوارد جرانفيل براون أعظم فيزيائي وأكثر رجل ترك وراءه الكثير من المؤلفات التي تعد تراث للعالم كله
وقد وضع أبو بكر الرازي الكثير من أسس علم الطب والكيمياء والموسيقى والفلسفة وقد كتب وألف ما يزيد عن 200 كتاب ومقال في فروع العلوم المختلفة وعلى الرغم من كثرة مفاهيمه وعلمه إلا انه إختار الطب لكي يكون مهنته الأولى والمحترف فيها وقد عاش حياته يعالج المرضى الغني والفقير ويعطف على الفقراء ويهتم بعلاجهم ويصرف عليهم من أمواله ويلتف حوله الكثير من الطلاب ليعلمهم أصول مهنة الطب
حياة أبو بكر الرازي:
ولد أبو بكر الرازي في قرية راي ومنها جاء لقبه الرازي وقد تتلمذ على يد علي ابن سهل ربان الطبري أو علي ابن سهل وهو فيلسوف وفيزيائي عربي ولكنه ينتمي إلى مدرسة الطب بشكل محترف
وقد أصبح أبو بكر الرازي طبيبًا في مستشفى القرية في عهد منصور ابن إسحاق بن أحمد بن أسد والذي كان محافظًا لقرية راي في هذا الوقت وقد سافر الرازي من راي إلى بغداد وعمل هناك مديرًا لمستشفى وكان ذلك في عهد الخليفة العباسي المكتفي بالله وبعد موت الخليفة عاد أبو بكر الرازي إلى راي مرة أخرى
وفرح الناس بعودته والتف حوله الكثير من الطلاب وكَوَّن العديد من الدوائر لتعليمهم الفلسفة والطب والكيمياء وكان يقوم بمعالجة الفقراء وإعطائهم الأدوية دون مقابل
وقد أصابه مرض في عينيه إنتهى به الأمر إلى العمى التام ولم يُعرف سبب مرضه بشكل مؤكد وفي أثناء هذا الوقت تلقى الرازي عرضًا من فيزيائي لكي يجرب عليه مرهم للعناية بعينيه وعندما سأله الرازي عن محتويات العين لم يستطيع الرد فرفض الرازي عرضه وقال له أن المرهم الذي يقوم بصناعته شخص لا يعرف علم التشريح لا يستطيع أن يأتي بأي نتيجة وبعد ذلك بأيام حانت ساعة وفاته في 26 أكتوبر عام 925م
مشاركاته في الطب:
1. قد أوجد الفرق بين الحصبة والجدري:
قد شهدت الموسوعة البريطانية عام 1911 بأن الرازي أبرع من وصف أعراض مرضي الحصبة والجدري في كتابه “الحصبة والجدري” وقد كان أول كتاب يصف هذين المرضين وقد تمت ترجمة هذا الكتاب 12 مرة إلى اللاتينية وعدة لغات أوروبية أخرى
2. الحمى والحساسية:
قد كان الرازي أول من أعطي وصفًا دقيقًا للربو وأول من كتب مقالًا عن المناعة والحساسية وقد كان يعاني أبو بكر الرازي من إلتهاب الأنف بعد شم الأزهار في الربيع وقد شرح السبب في مقال وكان الرازي أول من شرح الحمى على أنها نظام دفاع طبيعي عن الجسم ضد الأمراض
3. الدواء:
كان الرازي يصنع الأدوية من تركيبات طبيعية أو كيميائية لعلاج مرضاه بطريقته فقد كان أول من قدَّم لإستخدام مراهم الزئبق وتأثيرها على تطوير الجهاز المناعي والدفاع عن الجسم والتي تستخدمها الصيدليات حتى الآن
وكان من دعاة إستخدام الأدوية الطبيعة فكلما كان الدواء مفرد كان أفضل من الدواء المركب
آخر صفحة من كتاب الحاوي
4. أخلاقيات الطب:
قد هاج الرازي الكثير من الأشخاص الذين ينتحلون صفة الأطباء في القرى ويبيعون الوهم للمرضى كما أنه قد حذر من أنه حتى الأطباء لا يعرفون إجابات عن بعض المشاكل الطبية ولا يستطيعون شفاء كل الأمراض وفي هذا الأثناء كان يحاول تعليم أكبر قدر من الأشخاص مهنة الطب وقد وضع مقارنة بين الأمراض التي يمكن الشفاء منها والأمراض التي لا يمكن الشفاء منها وقد كتب أن المراحل المتقدمة من السرطان والجذام لا يجب لوم الطبيب على عدم القدرة على علاجها
وقد كتب الرازي عن أخلاق الطب “هدف الطبيب هو ان يقوم بما عليه حتى تجاه أعداؤه والكثير نحو أصدقاؤه وأخلاقي المهنية تحظر عليَّ أن أوذي أي من أفراد عشيرتي كما يؤسس ذلك لصالح الجنس البشري وقد فرض الله على الأطباء ألا يقوموا بتجربة العلاجات الغير معروفة على المرضى”
مؤلفات الرازي في الطب:
الحاوي
إثبات علم الطب
ما نجنيه من علم الطب
الإنسان بدون الطبيب
تجارب العلوم الطبية وتطبيقاتها
الدليل
تقسيم الأمراض
كتاب الطب البسيط
كتاب عن الجمجمة
كتاب الكوارث
الطعام أضراره
كتاب عن أوجاع الأسنان
كتاب عن الكبد
كتاب عن القلب وأمراضه
طبيعة الأطباء
الطعام للمرضى
الفاكهة قبل وبعد الغداء
كتاب عن مناقشة مهنة الطب
الأمراض والربيع
الثلج والدواء
القدم
الأمراض القاتلة
كتاب عن السموم
التربة في الطب
الجوع
التعرق أثناء النوم
الملابس التي تؤدي إلى الدفء
الدور المجتمعي للأطباء
المقالات والكتب التي تمت ترجمتها:
كتاب النخبة (The book of the Elite)
كتاب الخبرات (The book of Experiences)
حالات موت الحيوانات من الرياح السامة (The cause of the death of most of animals because of poisonous winds)
التجارب الفيزيائية (The physicians experiments)
علم الأدوية الكبير (The big pharmacology)
علم الأدوية الصغير(The small pharmacology)
النقرس
شكوك الجالينوس
حصاوي الكلى والمثانة
كتاب الطب الروحاني
انجازات الرازي في الكيمياء:
1. تحويل المعادن:
كان الرازي من المصدقين بأن المعادن الرخيصة يمكن تحويلها إلى الذهب والفضة وقد ألف كتابين من أهم كتب الكيمياء هما كتاب الأسرار وكتاب سر الأسرار واللذان يتضمنان الكثير من التجارب التي قام بها
2. المواد الكيميائية والأدوات التي إبتكرها:
قام الرازي بتطوير الكثير من الأدوات المستخدمة في المعامل في هذا العصر فقد إكتشف طرق التقطير والإستخراج التي قادته لتحضير حمض الكبريت عن طريق التقطير الجاف و الإيثانول (كحول) وقد مهدت هذه الإكتشافات الطريق أمام علماء الفرس وأكمل على عمله جابر ابن حيان
وتخيل أن الرازي كان أول من تعامل مع المواد البترولية واستخرج الكيروسين وقد ألف الكثير من الكتب في الكيمياء ولكن معظمها باللغة الفارسية
وقد قام الرازي بالكثير من المؤلفات والأعمال في الفلسفة والدين والرياضيات كان رجل بحق يستحق لقب العالم الموسوعة من العصر الذهبي للإسلام
مقولات عن الرازي من العصر الحديث:
جورج سارتون “الرازي من أعظم العلماء المسلمين في العصور الوسطى”
الموسوعة الإسلامية “ظل الرازي حتى القرن 17 أبو الطب بدون جدال”
مجلة منظمة الصحة العالمية (مايو 1970) “كتاباته عن الجدري والحصبة واضحة بشكل بالغ الدقة وكان مقاله عن الامراض المعدية الأطروحة العلمية الأولى حول هذا الموضوع”