حب عبر الإنترنت.. تجارب فاشلة أم علاقات ناجحة؟
رياض – نهى السداوي قالوا في الماضي: "إن الحب يأتي من أول نظرة"، وفي زمننا الحالي، ومع التطور والتقدم في قرن التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية أصبح يقال: "إن الحب يأتي من أول مراسلة"، إذ تطور الحب لينتقل نقلة جديدة ويصبح حباً إلكترونياً بعد أن كان على أرض الواقع وجهاً لوجه، وأصبح الحب يتمثل في إيميل ورسائل غرامية عبر الإنترنت، وهناك من أن الحب الارتباط عن طريق الإنترنت أمر مشروع وهادف، بينما يجده آخرون فيروساً يهدد البيوت، وأمراً مرفوضاً تماماً.. فهل نجح الحب عن طريق الإنترنت، أم هو مجرد تسلية بمشاعر الآخرين وبحث عن حب؟ "
حب غير مضمون!
تقول نور الهدى عاشور، "فنانة تشكيلية": "أنا ضد فكرة ومبدأ الحب العاطفي والارتباط عن طريق الإنترنت، وأرفض بالطبع ما يسمى "الحب الإنترنتي"، فقد مررت بقصة صغيرة وكانت صداقة عابرة، وبمرور الأيام اكتشفت أن الطرف الآخر ﻻ يهمه إلا أن يتسلى فقط، وأن تكون تسليته خارجة عن حدود الأدب واللياقة، فلم أجد فيه الشخصية المثقفة المحترمة التي تتحدث بفكر عن المواضيع العامة، كالفن أو السياسية أو الدين، ولكن كان هدفه الأساسي التسلية وتضييع وقته بالاختباء خلف الشاشة والتحدث فيما يرفضه الدين والأخلاق والمجتمع، وأرى أن من يقومون بالاختباء بأقنعة مزيفة خلف الشاشات ليحصلوا على الحرية التي توضع لها قوانين في الحياة الاجتماعية شخصيات غير سوية، وهم أصحاب وجهين وشخصيتين، فهم على الإنترنت شياطين الإنس وفي الحياة يدعون البراءة.
وكانت تجربتي تلك درساً لي، تعلمت منه أن الحب ﻻ يكون من خلال الإنترنت، وأنه يحتاج إلى صدق من المحبين، وإلى تواصل سمعي وبصري، ومعرفة الشخص وجهاً لوجه، وبعد ذلك ممكن أن يعززززززززززززه التواصل عبر الإنترنت إن وجد حينها ارتباط رسمي، ولكن يجب أن يكون اللقاء الأول والمعرفة الأولى من واقع الحقيقة وليس الخيال، فالتواصل عبر الإنترنت لا يجعلك تشعر بمشاعر الطرف الآخر إن كان صادقاً أم كاذباً، وﻻ تستطيع أن ترى تلك اللمعة في عينيه.
المجتمع مازال يرفض حب الإنترنت!
ليس ذلك فحسب، بل هناك أيضاً نظرة مجتمعنا الشرقي للحب عن طريق الإنترنت، والتي مازالت غير مكتملة وناضجة، فأنا أرى حولي فشل الكثير من الزيجات التي اكتملت وكانت بداياتها معرفة عن طريق الإنترنت، وأنا كفتاة شرقية من عائلة محافظة علاقاتي على مواقع التواصل الاجتماعي جميعها صداقات لأقارب لي أو صديقات مقربات في الحقيقة، وليس من خلال تعارف الإنترنت الذي لم يعد كالسابق، فهو الآن أعتبره ترفيهاً فقط وليس حقيقة أعيش معها، فعلاقات الإنترنت مجرد وهم وخداع لا أكثر ولا أقل، وأنصح جميع الفتيات والشباب بالنزول إلى أرض الواقع لمعرفة ما هو الحب الحقيقي وليس الكاذب، الحب الحلال الذي يأتي بمعرفة الأهل، فالرجل يقدر المرأة التي تعف نفسها وتحفظها ويتعب للوصول إليها".
على الإنترنت نحن في حفلة تنكرية
من جهته، يقول عبدالعزيز محمد الزهراني، "معلم لغة إنجليزية": "أرفض بكل المقاييس ما يسمى بالعلاقات الغرامية والحب عن طريق الإنترنت، فمما لا شك فيه أن شبكة الإنترنت قد تملكت عقل واهتمام الإنسان الذي دأب على اكتشاف أسرارها ومعرفة خباياها، واستحوذت على اهتمام الكثير من الناس من مختلف الأجناس والأعمار، وأصبحت هذه الشبكة تستخدم لأغراض بعيدة كل البعد عن الأهداف التي وجدت من أجلها، كاصطياد الفتيات والإيقاع بهن تحت مسمى "الحب"، وزوارها لا يكشفون عن هويتهم الحقيقية غالباً، وقليلون هم من يقولون الحقيقة للطرف الآخر، فنجد الشاب يقدم نفسه في أفضل صورة، ليتضح بالنهاية أن الشاب الوسيم ما هو إلا شاب لا يملك من الجمال ما يمكّنه من إغراء أي فتاة، وقد يكون خلف ذلك الاسم الأنثوي الجميل رجل، وخلف ذلك الاسم الذكوري فتاة ناعمة، ففي الإنترنت نحن أشبه ما نكون بحفلة تنكرية خلف الحجب المادية والمعنوية.
الشاب يعتمد الشخصية الرومانسية لجذب الفتاة عبر الإنترنت
وفي هذه المواقع يداعب الشاب الفتاة بكلمات رنانة وأسلوب ساحر حتى تقتنع بأنه هو فتى الأحلام المنتظر، فيتم التعارف وإقامة صداقة تتطور لعلاقة حب، ويتعلق كل منهما بالآخر، وقد تنتهي العلاقة بالاتفاق على الزواج، وهذا الزواج في رأيي قام على أسس غير شرعية وليست سليمة، ومصيره الفشل الذريع، وعض أصابع الندم، ولن يمضي وقت طويل إلا وتبدأ مرحلة الشكوك، وسيظل الزوج فاقد الثقة أو الاطمئنان لحياته معها، فالفتاة التي حصل عليها عبر المحادثة أو الهاتف وغرف الإنترنت غير مأمونة في نظره، وقد تسعى ثانية لإقامة علاقات مشابهة مع الآخرين، هذا ما سيشغل تفكيره ويثير قلقه كل حين، وأقبل بالطبع بالعلاقات الغرامية التي تكون في نطاق رسمي وواقعي ليس له أي أغراض دنيئة، فهو ارتباط لتكوين عائلة مع زوجة رضيتها لنفسي وحياتي، وأن تكون عفيفة النفس حافظة لبيتي وأهلي.
ويجب على الشباب والفتيات العلم بأن ديننا العظيم قد حذرنا أشد التحذير من إقامة العلاقات خارج نطاق الزواج، وأوصد الباب بشدة أمام مصيبة برامج التعارف التي ذاعت وانتشرت عبر الصحف والمجلات وشبكة الإنترنت، وما ذلك إلا درء للفتنة، ومنع لحوادث العشق والغرام التي تؤول بأصحابها غالباً إلى الفواحش الخطيرة، وانتهاك حرمات الله، كما تؤدي بهم إلى زيجات فاشلة محفوفة بالشك وفقدان الثقة".
انتهى الموضوع
ماهو رايكم يابنات ؟
اكتبي رايك في حوار مفتوح