مزقني أرجوك انثرني..
ارسم بدمي خارطة للعالم..
من دمعي ستجري أنهار ..
من همي ستبنى أمصار..
من رجع صدى صوتي ستولد أجمل ألحان ..
من بين جراحي ستنبت آلاف الأزهار..
من بريق دموعي ستسلب الشمس ضوء النهار..
ومن آهاتي سيقتبس الليل حزن المساء..
اني أتألم فاقتلني..
بعثرني ..
ازرعني في كل مكان ..
اصنع مني أسطورة هذا الزمان..
مزق حروف اسمي ومنها ابدا أبجدية جديدة..
بعيدة عن عالمنا بعيدة..
اني أتألم فهل تعلم..
أن الانسان بلا حب قد يحلم..
سيعيش بهدوء وسلام..
ويعانق طيف الأوهام..
لا حب يملكه لا بعد يؤرقه..
لا طيف حبيب يقتله ..
يرميه خلف حدود الفرح ويتركه..
اني أتألم فهل تعلم..
أن الانسان بلا حب بقايا انسان..
كالشبح يعانق الأيام دون حساب للزمان..
كالحلم بلا بداية ..
تحمله على أجنحة الخيال
الى آخر فصول الحكاية..
اني أتألم فهل تعلم..
أن الحب عذاب أعشقه ..
موطن جراح أسكنه..
أسقي أرضه بدموعي..
أروي أزهاره بنزف آهاتي وشجوني..
موطن أحلام أرسمه..
بريشة أوهامي أزينه..
أبني أركانه بزهر الربيع..
وتجري أنهاره بأمطار الخريف..
ربيع حبي ..
وخريف عمري..
اني أتألم فهل تعلم..
عن حب قيس سألوني ..
فأجبت ..
اني أشبهه بجنوني..
من نزف جراحي أكتب سحرا ..
ومن نزف جراحه كتب شعرا..
صحراءنا تحفظ أثره..
وسماءنا تحتضن طهره..
والليل يحفظ حزني ..
ونجومه تحتضن ألمي..
في وصف ليلى تاهت كلماته..
وعلى شواطئ قلبها تناثرت جراحه..
وفي وصفك احترقت حروفي..
وتناثرت بين السطور دموعي..
فرسمت خارطة أنت فيها كل المدن..
أنت فيها الأرض والبحر والجبل..
اقرأ يا سيدي ماكتبه قيس..
ستجدني في كل كلمة ..
وبين أحضان كل حرف..
في حبي لك تحديت ليلى..
فابتدعت للحب قانون..
لا يقرأه الا من ذاقوا الجنون..
فحملهم ليعانقوا اسطورة حب
أول فصولها كان منذ دهور..
اني أتألم فهل تعلم..
قانون الحب أنا عندي..
وحروف العشق أنا مني..
آهات العشاق هي بعضي..
ودموع الأحداق بعض نزفي..
بريق القمر..
لون عيناي اذا حضرت بعد طول سهر..
ضوء الشمس..
خصلات شعري حين تلامسها أناملك كالسحر..
تغريد العصافير..
هذا صدى صوتي حين أغني لك فيخجل من صوتي الطير..
اني أتألم فهل تعلم..
أني في غيابك قد أحلم ..
قد أسبح في بحر الأوهام وأغرق..
قد أضحك يوما قد أفرح..
قد تشرق شمس ..
ويعانق الصوت الهمس..
لكن رغم كل طيرف الوهم..
مازال الليل أبكم..
ومازلت أنا أتألم..
فاقتلني..
تعبت من العزف على أوتار همي..
تعبت من الكذب على قلبي ..
فهو مايزال يعتقد بأنك ستعود..
وبأن رحيلك حلا مؤقت ثم ستضئ الوجود..
مازال يرقص في غيابك على أنغام صوتك..
ويرفض حقيقة بعدك..
تعبت من الكذب على عيني
فهي ماتزال تبحث عنك ..
وتقسم بأنها تراك وتعانق طيفك..
حتى دموعها تنثرها لتسقي القلب فيستمر في الرقص على أنغامك..
تعبت من الكذب على يداي
فهي ماتزال تستشعر دفئك..
وتقبل ماتعتقد بأنه باقي من أثرك..
تعبت من الكذب على نفسي..
فهي ماتزال تنتظرك..
ولاتؤمن بأن مايقتلها هو عذاب انتظارك..
اني أتألم فهل تعلم..
أني في عداد الأموات..
وأمارس طقوسي خلف حدود الحياة..
فلتفعل ماتشاء
اقتلني
أو اقتلني
أو اقتلني..
فكل ما تفعله في بعدك سواء..
لتبعثر الرياح حبك
وليعانق ذرات الهواء..
فما عدت أبكيك كل مساء..
أنا فقط أتلاشى ..
كما الضياء..
في كبد السماء..
في ليلة ظلماء..
سأموت وتنتهى حياااااااااااااااتى</font></center>