لا شك أن النعم التي أنعم الله بها علينا تكسونا ظاهرا وباطنا ومن بين هذه النعم نعمة الإسلام مرورا بنعمة الصحة ووصولا إلى نعمة الأولاد والزوجة والمسكن يقول الحق سبحانه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.ويخاطب ربنا الكريم نبينا صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى وأما بنعمة ربك فحدث .
فالخطاب موجه لنا جميعا هل حدثنا بنعم الله علينا بل هل شكرنا نعم الله التي تغطينا من الرأس إلى القدمين .فقد تجد الصحيح السليم الغني الذي من الله عليه بنعم شتى من رأسه إلى أخمص قدميه بل إمتدت نعم الله عليه إلى الأولاد والزوجة والسيارة الفارهة والمسكن الفسيح ما إن تسأله كيف الحال حتى يجيبك ليس عندنا شيء بل يزدري نعم الله عليه .
يقول ابن باز رحمه الله في معنى الآية وأما بنعمة ربك فحدث : إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحدث بنعم الله ، فيشكر الله قولا كما يشكره عملا، فالتحدث بالنعم كأن يقول المسلم : إننا بخير والحمد لله ، وعندنا خير كثير ، وعندنا نعم كثيرة ، نشكر الله على ذلك .
لا يقول نحن ضعفاء، وليس عندنا شيء . . لا . بل يشكر الله ويتحدث بنعمه، ويقر بالخير الذي أعطاه الله، لا يتحدث بالتقتير كأن يقول: ليس عندنا مال ولا لباس . . ولا كذا ولا كذا لكن يتحدث بنعم الله، ويشكر ربه عز وجل. والله سبحانه إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثرها عليه في ملابسه وفي أكله وفي شربه، فلا يكون في مظهر الفقراء، والله قد أعطاه المال ووسع عليه، لا تكون ملابسه ولا مآكله كالفقراء، بل يظهر نعم الله في مأكله ومشربه وملبسه. ولكن لا يفهم من هذا الزيادة التي فيها الغلو، وفيها الإسراف والتبذير.
من منا يتحدث بنعم الله فيشكر الله قولا كما يشكره عملا ؟؟
ومن النعم التي وجب على المسلم أن يتحدث بها بل ويجعل نفسه قدوة وسفير لهذه النعمة ,نعمة الإسلام هل نحن حقا سفراء نمثل الإسلام خير تمثيل أما العكس نجعل من أخلاقنا السيئة وتصرفاتنا القبيحة تصد الناس وتبعدهم عن التخلق بأخلاق الإسلام وخصوصا أوجه الخطاب إلى المسلمين الذين يقطنون في الغرب .
هل تتحدثون بنعمة الإسلام عليكم ؟
هل جسدتم أخلاق الإسلام النبيلة قولا وفعلا على أرض الواقع ؟
لقد كان التجار المسلمون سببا بعد الله عزوجل في دخول الكثير من سكان شرق أسيا في دين الله بسبب حُسن أخلاقهم وطيبوبتهم وصدقهم في البيع والشراء .
حدثوا الناس بنعمة الإسلام وكونوا كما قال صلى الله عليه وسلم
عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. البخاري وسلم ولفظ للبخاري
وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد .ْ
صححه الشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني .
نسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وصلى الله وسلم على نبينا نحمد وآله وصحبه.
التقييم بنات تعبت كتير