الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين اما بعد:
عفواً جدَّاتنا الفاضلات لقـد ولدنـا في زمـان مخـتلف .. فـوجدنـا "الحيـطــه" فيـه أفـضل من ظـل الكـثير من الرجـال .
كانـت النسـاء في المـاضي يقـلن (ظـل راجـل ولا ظـل حيـطــه) لأن ظـل الرجـل في ذلك الـزمان كان .. حبـــاً واحـترامـــاً وواحــة أمـــان تـستـظل بـهاالمــرأة كان الـرجـل في ذلك الـزمـان وطنــاً.. وانتمــاءً.. واحتــواءً .. فماذا عسـانا نقـول الآن؟وما مساحة الظِّل المتبقية من الرجل في هذا الزمان؟وهـل مـازال الرجـل ذلك الظـل الذي يُـظللنـا بالرأفـة والرحمـة والإنسانيـة؟ ذلك الظـل الـذي نسـتظلبه من شـمـس الأيـام ونبحـث عنـه عنـد اشتـداد واشتـعال جـمرالعـمر؟ماذا عسانا أن نقول الآن؟فــي زمـــن... وجـدت فيه المـرأة نفسهـا بـلا ظل تستظـل بـه برغـم وجـود الرجـل في حيـاتـها فتنـازلت عن رقتـها وخلعـت رداء الأُنوثـة مجـبرة ، واتقـنت دور الرجـل بجـدارة.. وأصبـحت مع مـرور الوقـت لا تعـلم إنْ كانـت ... أُمّــــاً.. أم.. أبــــاً أخـــاً.. أم.. أُختـــاً .. ذكـــراً.. أم.. أُنـثـــى .. رجـلاً.. أم.. امـرأة فالمـرأة أصـبحـت تـعمـل خـارج البـيت.. والمـرأة تـعمـل داخـل البــيت.. والمـرأة تـتكفَّـل بمصـاريف الأبنـاء.. والمـرأة تـتكفَّـل باحتيـاجات المـنزل.. والمـرأة تـدفع فـواتـيرالهـاتـف.. والمـرأة تـدفع للخـادمـة.. والمـرأة تـدفع للسـائق.. والمـرأة تـدخل الجـمعيات التـعاونيـة.. فإن كانـت تقـوم بـكل هـذه الأدوار .. فماذا تبـقَّى من المـرأة.. لنفسـها؟وماذا تبـقَّى من الرجـل.. للـمرأة ؟لقد تحـوّلنـا مع مـرور الوقـت إلى رجـال .. وأصبـحت حاجتنـا إلى "الحـيطــه" تـزداد .. فالمـرأة المـتـزوجة في حـاجة إلى "حيـطــه" تســتندعليـها من عنـاء العمـل ، وعنـاء الأطفـال ،وعنـاء الرجـل ،وعنـاء حيـاة زوجيـة حوّلتـها إلى... نصف امرأة.. ونصف رجل والمـرأة غـيرالمـتزوجة في حاجـة إلى "حيطـة" تسـتند عليـها من عنـاء الـوقت وتستمـتـع بظلّـها بعد أن سرقـها الـوقت من كل شـيء حـتى نفسـهـا فتعـاستها لا تقـلُّ عن تعاسـة المـرأة المـتزوجة مـع فـارق بســيط بينـهمــا أن الأُولى تمارس دور الرجل في بيت زوجها والثانية تمارس الدور ذاته في بيت والدها والطفـل الصغـير في حاجـة إلى "حيـطـــه" يلـوِّنـها برسـومـه الطفـولية ويكـتب عليـها أحـلامه ، ويـرسـم عليـها وجـه فتــاة أحـلامه امــرأة قــويـة كـجـدتـه ، صبُــورة كأُمّـــه لا مانـع لـديـها أن تـكون رجـل البــيت وتكــتفي بظــل.."الحيـطــــه"..
والطفلـة الصغـيرة في حاجـة إلى "حيـطـــه" تحـجـزها مـن الآن. فـذات يـوم ستـكـبر . وستـزداد حاجتـها إلى "الحيـطـــه" لأن أدوارهـا في الحيـاة سـتزداد . وإحسـاسها بالإرهـاق سـيزداد. فمـلامح رجـال الجيـل القـادم مازالـت مجهـولة.. وربـمـا ازداد سـعر "الحيـطــه" ذات جيــل لكــن.. وبرغـم مــرارة الــواقع إلا أنـه مازال هنـاك رجـال يُعـتمدعليـهم وتستظـل نسـاؤهم بظـلّهم وهـؤلاء وإن كانــوا قلّـة إلا أنـه لايمكـننـا إنــكار وجــودهم.. فشكـــــــــــرا لهـــــــــم